حَـسـرةُ كَيــان..

59 9 5
                                    

الفاتح من شهر أبريل..
وبصباح كوسوفيا الصاخبة..
والتي عَمَرَها ضجيج الأخبار الغير متوقعةِ لسكّانها..
قنواتُ الأخبار عمّت خبرًا خلق هو الآخر ضجّةً في جميع أنحاء كوسوفيا..
طلاق سراح المدعوّة فكتوريا ليفيري.."
بأمرٍ من رئيس المخبارات الكوسوفية نفذ الأمر ، و المدعوّ كريستوفر
خبرٌ جعل مِنَ الفتاة محور اجَلِّ الأحاديث..
ومحطِّ الأنظار..
كسبت فكتوريا شهرةً صمن كوسوفيا وخارجها.
وكسبت كذلك لقب "أوّل بشرية قتلت مصاص دماء"
لم تكن كوسوفيا مستعدّة بعد لمثل هذه الشهرة بين البلدان الأخرى لولا تلك الفتاة..
التي فاقت توقعات الجميع..
أخافت البعض منهم واعجَبَت البعض الآخر..
فتاة مثلها..
كانت كفيلةً بقلب البلدة رأساً على عقب
بينما في أواسط هذه الضجّة..
كيانٌ لم يرضَ بهذا الخبر قط.
ولم يرضَ بقرار زعيمه الذي أطلق سراحها..
أخذ يخطو خطواته المتسارعة و الغاضبة بمكتب قائده كريستوفر قبل أن يطرق الباب ويدخل باهتياج وثورة تُقام داخله.
واقفاً أمام زعيمه الذي يتجرع كوب الشاي بينما يقرأ كتاباً له..
"أيها الزعيم!.. مالذي أراكَ فاعله؟ "
صمت القائد لبرهة قبل أن يضع كوب الشاي على الطاولة أمامه ويبادره بصوته الهادئ:
"مالذي تقصده ، دانيل؟"
" سيدي! ، لا أخال أنك تجهل خطورة تلك الفتاة؟ ، لما أصدرتَ أمراً كذلك يازعيم؟!"
"لسلامة بلدتي "
تصنّم الفتى مكانه انتِياباً للصدمة:
"سلامة.. سلامة؟
أي سلامة يازعيم؟.. أنتَ تقودها إلى الهاوية!
تلك الفتاة خطيرة يازعيم!
ماذا لو اقدمَت على شيئ يُهلكنا؟! "
"دانيل!"
أغلق كريستوفر كتابه بقوّة قبل أن يُلقيه على المكتب وينهض من كرسيّه:
"مستقبل كوسوفيا يعتمد عليها!
بقوّتها تلك.. تستطيع أن تبيد جلّ مصاصي الدماء عن بكرة أبيهم..
بها سنكتسب الشهرة ، السلطة و المال!
ولايمكنني أن افوّت فرصةً كهذه..
لذاَ ، وجبَ عليّ إطلاق سراحها.."
لازال دانيل واقفاً والصدمة تعتريه ، في صراع مع الزعيم حول مستقبل بلدته..
بلدته التي نُشأ صمن جدرانها..
والتي عاش فيها طفولته و مراهقته و شبابه..
أيعقلُ أن يتركها تتدمر أمامه وهو عاجزٌ عن فعل شيئ؟..
"أنا لن أرضى بذلك ياسيدي!
أنت تُخطئ!
قراركَ سيهلكنا!.."
صرخ كريستوفر:
"دانيل!
لا تتعدى حدودك معي! ، فأنتَ لستَ سوى محقق ، وانا اكون زعيمك هنا!"
" لاكنّه من حقّي أن أُبدي عن رأيي و احتجّ لسلامة بلدتي!"
" وأتخال نفسك تفقه سلامة كوسوفيا أكثر مني؟"
اشار بيده إلى الباب وخاطب دانيل:
" دانيل! أنتَ مطرود.. فلتخرج حالاً!"
وهنا.
اصبحت الصدمة صدمتان بالنسبة للواقفِ بعجز..
والذي اهتزّ فؤاده لوهلة ما سمعت أذناه.
"م..مالذي تقوله يازعيم..؟"
" لاتكثر الكلام يادانيل..!"
"أنتَ تخطئ كثيراً"
همس بهدوء بعدما خانه صمته..
ليحمل معطفه مغادراً بخطواته الثقيلة..
" تباً!"
تحسر كريستوفر راكلاً كرسيّه بقدمه قبل أن يشدّ على شعره ويردف يائساً:
" هل هذا ما أردته! ، هل تحققت غايتك الآن جوداس!"
يبتسم الكيان المخيف
بثغره المرعب وهالته التي تُرعب كل مخلوق..
"احسنتَ صنعاً كريستوفر.."

Judas | زَعــيـمُ الجَحِــيـمWhere stories live. Discover now