رسـائـل على مَشارف الموت..

56 10 5
                                    

جُثتي تستلقي هنا..
بدمائها التي تغمرها..
وشرايينها التي مُزّقت و أُخرِجت من مكانها..
وجهي الذي اعتدتِ ملامسته أصبح باللون الأحمر ياليليث..
وعيناي الخضراء اللتان اعتدتِ تأملهما قد أُغلِقا للأبد ياليليث..
وشعري الأسود الحريري الذي اعتدتِ شدّهُ بين الفينة و الأخرى لإثارة غضبي كان قد امتلئ بالطين الناتج عن تبلل تراب تلك الليلة الماطرة..
سيجد الجميع الليالي المقمرة فارغة بشكل غريب..
لأن مارسال وليليث لم يعودا متواجدين في تلك الليالي..
سيجد القمر فراغاً مريباً لأننا لم نعد نتأمله كما كنّا نفعل قبل موتنا ياليليث..
سيتألم قلب الجميع من أجلنا..
وحينما ينادون باسمينا فلن يجدو اي إجابة..
وفي النهاية..
أطفالنا لن يكون لهم وجود ياليليث..
لأن أوبيهما قد رحلا في وقت مبكر جداً..
كنتُ أنظر للأزهار بابتسامة لأنني ظننت أنني سأقدمها لك يوماً..
لكن في قلبي حباً عليه أن يتقدم على حبك..
وهو وطني ياليليث..
وطننا الذي ظننته سيشهد زفافنا يوماً ما.
وطننا الذي ظننت أنه سيربّي أطفالنا الذين لن يكون لهم وجود بعد الآن..
أحببتك إلى آخر نفس استنشقته..
وإلى آخر نبض أصدرته..
وإلى آخر رمشة أطلقتها..
أحبتتك لدرجة أنني سميت أحد النجوم المنيرة باسمك..
ذلك النجم الوحيد الذي يلمع في السماء الآن..
وفوق جثتي..
ذلك النجم الذي كلّما لمحته تخطر علي صورتك اللطيفة..
أحببتك كحب جندي لوطنه
وكحب رسام للوحاته..
كحب أُفنيَ من أجله محارب في سبيل سعادة أرضه.
انتهت قصتنا يا من ملكت قلبي..
وانطفئت شمعتنا المنيرة ليُغلق كتابنا بعدها..
أدركت أنه لا مكان لحبّنا في ذلك العالم الموحش بعد الآن..

-مارسال.           
    




_____________________







في الحقيقة..
ظننت أنّكِ ستعيشين لوقت طويل ياجيسيكا..
لوقت طويل بدوني..
ظننت أنّكِ ستنظرين إلى النجوم اللامعة لتخطر صورتي على بالكِ المهموم..
يركض أطفالكِ خلفكِ لمعانقتك..
ويتأمل زوجك جمالاً لطالما أحببتهُ..
ظننت أنك ستحملين أطفالك وتنظرين إلى زوجكِ بحزن ترافقه ابتسامة..
قبل أن تُرجعي بصركِ إلى تلك النجوم الجميلة هاتفة باسمي بصوت رقيق فيتسائل زوجكِ عن هويتي ظناً منه أنه اسم معشوقك..
لاكنه لايدري أنه اسم شخص مَلَكَ قلبكِ قبله..
تطلق شفتاكِ تنهيدة وافية لشرح مدى يأسك..
تنهيدة قد تخبر الجميع كم أحببتِ أن يكون الاطفال الذين تحملينهم الآن مني..
من نائبكِ لوثر..
لاكنكِ ترجعين بصركِ الى زوجكِ مواجِهةً للحقيقة و مخبرةً إياه بأنني مجرد صديق قديم..
لأن زوجكِ لايعلم أنكِ كنتِ قائدة لمنظمةٍ شعرتِ فيها باكتمال بهجة لم تدم..
لاتحزني ياقائدتي..
يامن اتشرف بالموت من أجلها وأحيى
لازلتُ أُنكرُ خبر موتكِ..
لا..
بل اوقن من صميم قلبي..
من اعماقي هنا..
هنا في فؤادي
أعلم أنكِ لم تموتي كما قالوا..
اعلم انكِ لازلتِ بخير في مكان ما على هذا العالم البائس..
وأعلم أنكِ تراقبين ذات النجوم التي راقبناها معاً..
تلك النجوم التي أنظرُ إليها بابتسامة وأنا على مشارف الموت..
بجسدي الغارق بدمائه..
وعيوني الباهتة التي لم ترَ اجمل منك..
هنا وفوق جثتي..
لا أفكر بشيئ غيركِ..
وأنا موقن أنكِ تفعلين المثل الآن..
بينما تتلاعب النسمات الباردة بشعركِ اللامع و الذي لطالما أحببت تصفيفه منذ طفولتنا..
ومنذ ان كانت قهقهاتنا البريئة تعلو أرجاء المعمورة قبل عشرين سنةٍ من الآن..
لوثر ذو الخمس سنوات..
بشعره الجميل و اللامع
والذي يركض خلف صديقته جيسيكا ذات الفستان الأحمر وشعرها المنسدل اسفل ظهرها..
أريدك أن تعلمي يا جيسيكا..
أن الحب شعور رائع
والأروع من ذلك أنني لم أشعر به قط مع فتاة غيركِ.
طيلة تلك السنوات..
احببتكِ وحدكِ.. جيسيكا..

-لوثر.             

Judas | زَعــيـمُ الجَحِــيـمWhere stories live. Discover now