العزلة لا تكون أبدا وأنتم مع أنفسكم ؛ بل تكون دائما وأنتم بلا أنفسكم ، انها ممكنة بوجود غريب من حولكم فحسب : مكان أو شخص أيا يكن ، يجهلكم كليا ، وتجهلونه كليا ، هكذا على نحو تبقى معه ارادتكم  ومشاعركم معلقة  وتائهة في حالة مكربة من عدم اليقين ، واذ تزول كل يقينية عندكم ، يزول كذلك الوعي الباطني نفسه . 

العزلة الحقيقية انما تكون في مكان يحيا في نفسه ولنفسه ، ولا يملك لأجلكم أثرا ولا صوتا ، وحيث الغريب هو أنتم .

هكذا أردت أن أكون وحيدا . بلا نفسي ، أقصد من دون ذلك الأنا الذي كنت أعرفه مسبقا ، أو الذي كنت أعتقد أنني أعرفه . وحيدا مع غريب بعينه ، غريب كان يعتريني بالفعل شعور غامض بأنني غير قادر على الابتعاد عنه وبأنني كنت هو : ذلك الغريب المتعذر فصله عني .

واحد، ولا أحد أحد ومائة ألف | اقتباساتWhere stories live. Discover now