الفصل 18

94 10 2
                                    

كأنها تقف وسط صحراء خالية من اي شئ وتأتى عاصفة تكاد تحركها من مكانها، ولم يكن بيدها شئ ولا تجد شئ تختبئ به من تلك العاصفة،  تلبست جسدها قشعريرة مصاحبة برعشة توتر وخوف من القادم وكأنها عاصفة ثلجية تعصف بكيانها
……………………………
للحظة أشفق عليها وعلي ماتمر به ولكن كان يريد أن يصل الي ما يبتغاه منذ البداية كان يريد أن يتأكد أشكوكه صحيحة ام خاطئة،  أظلمها أم هي بريئة مثلما تدعي
…………………………
حازم / بتعملى ايه عندك
ارتعشت كل خلايا بداخلها بداية من يدها لشفتاها للتوتر الملحق بملامحها حتي للحروف التي لم تستطع تجمعتها للتكلم، كانت حالتها لا يرثي لها
ريم / آااااااا أأاااااااان نا،  ك كن كنت باخد الهدوم ع عشان أغسلها
حازم / الهدوم جوا،  بتعملي ايه هنا
ريم بنفس التوتر /ك كنت بشوف لو فيه حاجة هنا
حازم بعدم تصديق / وهما فين مش شايفك ماسكة حاجة في ايدك
ريم وتوترها وصل ذروته /  آاااااصل قولت أسيلهم للص صبح
حازم / اخرجى
لم تصدق أذنيها بامر الافراج عنها من تحت حصاره،  فخرجت سريعاً متجها لغرفتها وتضع يدها علي قلبها حتي تهدأ
**********************
قضى الليل بين قلوب تحمل من الآهاات مايكفي وبين قلوب تذوق من العشق ما يملئ الروح بالسعادة
……………………
صباحاً يوم جديداً،  به احداث ستثبت للبعض مايبغوه وستكشف للبعض الأخر ما يتمنوه وينويه الاخرون
كان هشام جالس في مكتبه في الشركة الخاصة به ، يرتب بعض الاوراق،  طرق الباب فسمح بالدخول وكانت هنا وروزا
هشام/ اتفضلوا اقعدوا.    ثم نظر اليهم واكمل
أنا مسافر كمان ساعة بالظبط شغل، ثم نظر الي روزا وأكمل
هنا عارفة نظام الشغل بيمشي ازاي وانا مسافر والمرتبات سايرة المحاسب بيمشي الامور لو في اي ورق يتمضي ياريت تحضروه أمضيه قبل مسافر
هنا/ حاضر يا هشام بيه هرتبه حالا
وعادت مرة اخري الي مكتبها
كانت روزا مترردة الي حداً كبير أتظل وتقول ما تريده ام ترحل بهدوء ولكن انتصر قلبها علي عقلها وعادت مرة اخري تقف أمام مكتبه،  فرفه عيونه ونظر لها باستفهام
روزا بتردد / هو حضرتك هتتاخر في السفر
هشام وقد وصل اليه شعور تمني ان يكون حقيقي
_ مش عارف لسه المدة اللي هغيبها، وتابع بمراوغة،  بس ليه بتسألى
روزا بتوتر / آااااا أبدا مجرد سؤال
وقف هشام واقترب منها وانحني قليلا وقال بصوت هامس مع ابتسامته التى تسلب عقلها
_ بصراحة، انا الود ودى مسافرش، اصل انا سايب قلبي هنا فمش هعرف اعمل اي حاجة وهو بعيد عنى،  بس للاسف ضروري اسافر لشغل مهم،  بس وعد هحاول اخلص وارجع في اسرع وقت
روزا وقد تاهت قليلا / ها،  آااااااا لا أاانا كنت بس
احم،  عن اذن حضرتك
وخرجت مسرعة
ابتسم على تلقائيتها وتصرفاتها الخجولة والمرتبكة
ثم جلس مرة أخري علي مكتبه وقام بالاتصال علي رقم،  وبعد قليل
هشام/ ألو، أنا هسافر كمان ساعة هنزل ترانزيت في الاردن هنتظر في المطار 25 دقيقة بالظبط هنفذ وأطلع الطيارة تاني،  تكون انت وصلت فرنسا وجهزت كل حاجة
انتظر الرد قليلا
هشام/ تمام توكلنا علي الله
وهنا سوف يكتشف اول لغز من ألغازهم المخفية عن الجميع،  ولا يعلمه أحد ولكن للقدر رأي أخر في كشف حقيقة الامر
********************
عند عمر في المستشفي الخاصة به، كان يجلس في مكتبه ويتحدث في الهاتف
_ تمام،  وحسام هيكون في انتظارنا
انتظر الرد قليلا
_ تمام سلام
أنهي المكالمة،  وكان ينهي بعض الامور علي اللابن  توب الخاص به،  وجد طرق الباب فسمح بالدخول
وكانت فرح
فرح / السلام عليكم
عمر/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،  اتفضلي
بعد ما جلست فرح
_ أنا جيت حسب المعاد اللي كنت حضرتك عطيهولي اجي اقدم فيه الcv عشان الوظيفة
عمر بابتسامة /  الاول،  تشربي ايه
فرح  / شكرا، ولا حاجة
عمر/ لا ابدا دا اول مرة تنوري مكتبي
فرح / فرصة تانية،  اتفضل cv
أخذ عمر منها الملف وفتحه ونظر فيه بعض الوقت
عمر/ جميل جدا ، ثم نظر اليها،  ماشاء الله
فرح/ هبدأ الشغل امتي
عمر/ دلوقت لو تحبى
فرح/ دلوقت ، طيب أنا هتكون وظيفتي ايه
عمر/ حاجة خاصة بمؤهلك،  هتكوني المسؤلة عن مخازن الادوية ، هتقدمي لي كشف بكل حاجة داخلة وخارجة وجارد اسبوعي
وتعاملك الرئيسي مع الحسابات هتسلميهم كشف بالادوية اللي وصلت عشان يوردوا الفلوس لشركات الادوية
فرح / بس، آااا،  يعني دا مسؤلية كبيرة جدا ، أنا كنت فاكرة ان شغلي هيكون في الحسابات
_ أولا متخافيش من حاجة طول ما أنا جنبك
ثانياً خلى عندك ثقة في نفسك دايما ومهما قابلك خلى عندك يقين انك هتقدري
ثالثاً انا واثق فيكي جدا،  ومش هلاقي حد أأمنه غيرك، علي الوظيفة دى
فرح بتوتر/ طيب أنا مش هعرف أفهم كل النظام فى الأول هاخد وقت
عمر/ متقلقيش،  الاستاذة أنعام كانت مسؤلة عن المخازن هتقعد معاكي يومين تفهمك الدنيا ماشية ازاي
فرح/ تمام
عمر/ اتفضلي معايا اعرفك الاماكن
مر الوقت وكان لايخلو من معاكساته ومغزلاته لفرح
وقبل أن يعود الي مكتبه
عمر/ كدا وضحت كل الأمور يا أنسة فرح،  في حاجة محتاجة تفهميها
فرح/ لا متشكرة جدا علي ثقة حضرتك،  ويارب اكون عند حسن ظنك بيا
عمر / دا شئ متأكد منه، أنا مسافر دلوقت ، أتمنى لما أرجع ألاقيكي أخدتي علي المكان
فرح / تروح وترجع بالسلامة
عمر/ الله يسلمك،  عن اذنك
ظلت فرح تنظر الي أثر رحيله حتى لم تراه عيناها وكانت حينها تشعر بشئ لم تريد أن تعترف به بعد فكان عقلها يجادل قلبها فى الأمر،  فيا ترى من الذي سينتصر قلبها أم عقلها
********************
في منزل مديحة
كان عمر يودع مديحة ووفاء ونور وملك
مديحة/ هتتأخر ياحبيبي
عمر/مش عارف لسه،  دعواتك انت بس أموري تمشي تمام
مديحة/ ربنا ييسرلك أمرك ويسهلك أمورك يارب
وفاء/ كدا انت وهشام تسافروا سوا وفي نفس اليوم
عمر/ هو مسافر
ملك/ أه بيقول عنده شغل بردوا
عمر/ ربنا يعينا جميعا يارب،  اشوف وشكم بخير
نور/ في رعاية الله،  هتوحشني
عمر/ انت اكتر ياقلبي، يالا سلام عليكم
خرج عمر من المنزل تقابل مع حازم أما الأسانسير
حازم/ جهزت
عمر / أيوا،  وهتحرك حالا
وضع حازم يده علي كتف عمر وربت بخفه
_ ربنا معاكم يارب،  سلامي للغالى
عمر بابتسامة / ومعاك في اللي هنا،  دخلنا في الجد، وهوصلك سلامك باذن الله
حازم/ قول يارب
عمر / ياارب
رحل عمر ودخل حازم الي منزله واتجه الي غرفة المكتب،  جلس خلف مكتبه وفتح اللاب توب الخاص به،  وركز نظر علي شيئا به
************************
بعد يومين
كانت روزا تقف وتنظر الي حركة مرور السيارات في الشارع بالاسفل ويظهر علي ملامحها الضيق والحزن
سيدة/ الجميل ماله مين مزعله
روزا/ مفيش
سيدة/ عليا بردوا،  هو انا مش عارفاكى
نظرت اليها روزا بحيرة / مش عارفة مالى،  من وقت مسافر وأنا لا عارفة اركز ولا اشتغل كأن في حاجة نقصانى حاسه ان يومي بقى ناقص وفاضي ووحش جدا
سيدة / من غيره،  من بعده وصلك الاحساس دا
نظرت لها روزا بحيرة ولم تتحدث،  فأكملت سيدة
سيدة/ وياترى ليه،  مش يمكن حبتيه
روزا بانكار / لا لا لا حبيت ايه لا
سيدة/ انت بتكذبى على نفسك ولا عليا،  واجهي نفسك بالحقيقة،  حتي لو ايه الحاجز اللى بيمنعك  ، الحب شئ جميل وطالما ماشين صح ومبنغضبش ربنا ايه المانع
نصيحة منى قبل مسيبك وادخل أنام،  افتحي قلبك وعيشي حياتك،  تصبحي علي خير
تركت روزا في حيرتها
*********************
كانت ريم تجلس في البراندا وتنظر الي مياه النيل بتوهان، لا يشعر أحد بما تمر به من جلد الذات
سمعت جرس الباب،  ذهبت باتجاهه ونظرت من العين السحرية، وجدتها جليله، تأفأفت واستغفرت الله ثم فتحته
جليلة/ ساعة عشان تفتحي
ريم/ عما جيت من جوا
جليلة وهي تدفعها حتي تمر / بعدى من قدامى خلينى اقعد،  روحي هاتيلي كوباية ميه
ذهبت ريم وعادت وقدمت لها الماء
جليلة بعدما احتست الماء/ فين جوزك والمحروسة اخته
ريم/ في الشركة وملك في الكلية
جليلة/ چيبتى اللي قولتلك عليه
ريم/ أيوا،  جبت الورق بس معرفتش اجيب المفاتيح
جليلة/ خايبة طول عمرك،  امشي انجرى هاتيلي الورق
دخلت ريم الي غرفتها وعادت وقدمت لها الورق
فتحت جليل الورق وظلت تنظر اليه،  ثم أصابتها الصدمة من أمر ما
جحظت عيناها بشدة ومازالت تنظر الي الورق
_ كيف دا،  لازماً أتصرف حالا
كان تركيز ريم معها. فتحدثت
_ هو فى حاجة ولا ايه
نظرت اليها جليلة وكانت معالم وجهها يظهر عليها الغضب
_ مالكيش صالح إنت
وقفت وهمت بالذهاب،  فأوقفتها ريم
ريم / أنا عملتلك كل اللي انت طلبتيه مني،  هو فين عاوزة أشوفه،  وأظن من حقي دلوقت تجبهولي
جليلة/ بعدين،  مش دلوق
ريم باصرار/ بعدين امتي،  كفاية بقي سنين وانا صابرة ومستحملة وبنفذلك كل طلباتك،  ودا كان اتفقنا بعد مسلمك الورق، تسلميهولي
جليلة / مالك يابت متفرعنة،  وشادة حيلك اكده،  متنسيش انا اقدر أعمل ايه
ريم/ هتعملي ايه أكتر من اللي عملتيه
جليلة/ هقتله،  وقدام عينك،  ايه قولك
ريم بانهيار/ حرام عليكي عاوزة ايه مني تاني عملتلك كل اللي انت عوزاه سبيني في حالي بقي
جليلة / هسيبك في حالك،  بس مش وقته،  بعدي اروح اشوف الكارثة دي وبعدين أفضالك
ذهبت جليلة وعادت الي الصعيد،وتركت ريم تنهار في بكائها كالعادة
***************
في الصعيد
بداخل غرفة المكتب الخاصة بها
فزاع/ ها يا أما عملتي إيه
جليلة/ جابت الورق،  لكن المفاتيح لا
فزاع / وبعدين هنعملوا ايه
جليلة/ مش مشكل في واد شغال هناك هيسرق مفاتيح المخازن، ثم نظرت الي الورق المشكلة ان  المعاد بعد شهر
فزاع/ دا كتير يا أما التجار مش هيصبروا
جليلة/ طلع بضاعة من المخازن يمشوا أمورهم بيها عما أكلم الكبير ونشوف هنعملوا ايه
فزاع/ ماشي كلامك يا أما
وذهب فزاع وظلت جليلة تتحدث مع الكبير في الهاتف

#يتبع
#عشقى وقدرى
#بقلم منار جمال

 عشقى وقدرى (بقلم منار جمال) Where stories live. Discover now