25-لَطِيفاً وَ قَاسِياً

616 75 33
                                    








لَطِيفاً وَ قَاسِياً




خرجت ماريانيال من الحمام تحمل منشفة تضغط بها على شعرها الطويل ،كان اليوم مرهقا لها مرورا بدروس روبرت التي تشرف عليه بنفسها وواجبات الدوقية وزيارة مقر الفرسان.

" أنت... أنت ...ما الذي تفعله هنا ؟ "

وقفت متصنمة في مكانها بعد رؤيته بمفاجأة ظهرت على ملامح وجهها، يتكئ على باب شرفة غرفتها الزجاجي الضخم،كان يرتدي عباءة سوداء طويلة تغطي أكتافه مع قلنسوة تغطي شعره،وسعت عينيها في دهشة ظنت أن ما تراه إلا وهم منها ،منذ آخر لقاء في حفل الشاي لم تره.

دخل نتانيال غرفتها بالفعل خارقاً كل الآداب والأخلاق
النبيلة التي يجب أن يتحلى بها الرجل النبيل ،لقد تذكرت ذات مرة
عندما وصف نفسه برجل لا يمكن أن يمتلك النبل كصفة
أبدا ً وقد ذكر هذا في مرتين من قبل خلال لقائتهما
الماضية،

باِستثناء أوليفر والأطباء والخدم لم يدخل رجل أجنبي
إلى مَخْدَعَ ماريانيال ،
صدمت ماريانيال للحظة عندما رأت نتانيال يخطو عبر باب الشرفة الضخم.

يختلف مَخْدَعُ ماريانيال عن الأماكن التي زارها
نتانيال أو حتى التي أقام فيها،
كانت هذه مرته الأولى التي يدخل فيها مكانا
يخص سيدة،

كان هذا المكان مُزَيَناً بأناقة سواء كان ذلك بالنسبة للستائر المطرزة لخيمة السرير الراقية ،أو منضدة
الزينة الفضية التي تقابلها
مرآة بنفس النقوش،أو ستائر النوافذ المخملية التي كانت بألوان دافئة ولطيفة ،
كل ما يلفت الأنظار يكشف عن رقة وأناقة
مكان ماريانيال،
رائحة الفتاة اللطيفة والناعمة والتي يبدو أنها تغلغلت
هنا لسنوات عديدة ،

بعد دخول الباب نظر نتانيال حوله بأدب من البداية إلى النهاية،
و بدا أنه يريد أن يرى بوضوح نوع اللحاف المغطى خلف خمية السرير وأخيراً وقعت عيناه على المكتب
الصغير والكراسي الأنيقة .

أكثر ما لفت انتباهه هو الألوان الفاتحة المنتشرة في الغرفة من لون الستائر العاجي إلى لون الخيمة
المميز إلى لون الجدران وحتى الأريكة الصغيرة كلها كانت ألوانا لطيفة للعين ومريحة .

" لم أُطِقْ صَبْراً حتى لقائنا التالي "

اقترب نحوها و بخطوات واسعة كان أمامها يظهر أسنانه اللؤلؤية باِبتسامة لطيفة وقعت لها ،رفع يده نحو أطراف شعرها المبلل وأخذ يطبع قبلة عليها وباليد الأخرى قام بخفض القلنسوة كاشفا عن شعره
الأسود.

 The  flower Of The Fragrance Of Kings ||Where stories live. Discover now