1 / البدايه

180K 4.8K 1.6K
                                    


أنا اعيش في قبيلة تدعى (بني نعمان) يعيشون في قريه في غرب البلاد، كما أن ما يميزهم هو فخرهم وكبريائهم ومعاملتهم للنساء حيث أنهم يرون النساء مجرد عبئ و أداة للزواج والإنجاب والمصالح المشتركه، وكان والدي (شبيب) هو شيخ هذه القبيلة .

عندما كنت طفلة أخبرتني أمي أن أبي لم يكن مسرورًا ابدًا بولادتي بل كان مستاء وينظر لها بكل حقاره وعار على إنجابها لفتاة ويتمنى أنني لم أولد قط.
ولا علم لي لماذا أمي كانت تخبرني بهذا الأمر مما جعلني أنظر لأبي بنظرة مختلفه، وعلى الفور بعد ولادة أمي لي قام أبي بعدها بشهر بالزواج بالزوجه الثانية.

.

بعد سنه أنجبت الزوجه الثانية فتى وكان إسمه (برق) ، كان الجميع سعيدًا ويهنؤنها، لكن لم يكن أحد يُعير أمي إنتباه التي كانت منبوذة بسبب إنجابها لفتاة والتي كانت السبب في معاناة أمي هي أنا .

بعد 4 سنوات أخرى وعندما أصبح عمري 5 سنوات توفت أمي بعد أن ولدت أختي (وجد) لأن جسدها كان ضعيف بسبب الإهمال والحزن والضرب الذي كانت تتعرض له من أبي كل مره يزورها وكنت اسمع من خلف الباب صرخات أمي الغاضبه الممزوجه ببكائها الخانق وهي تقول :

" ...لاتقوموا بوضع أقنعتكم اللعينه فخلف هذه الأقنعه وحوش تقبع خلفها .. أنتم تدعون أنفسكم برجال ولكنكم لستم إلا مجرد حثاله قد تعاونتم على إمرأة لوحدها وقتلتم... "

قطع أبي كلامها بصفعها بقوة لدرجه أنني كنت ارتعش من شدة الخوف وصوته المرتفع الذي دب الرعب في قلبي وهو يقول :

" إمرأة بلا شرف! "

فور سماعي لأقتراب خطوات أبي من الباب هربت على الفور ومن بعدها لم اتنصت على الباب عندما يأتي أبي لزيارة أمي وكنت أريد حماية أمي لكنني لا أقوى على شيء أمامه إضافة إلى خوفي منه.

.

في يوم وفاة أمي...أتذكر ذلك اليوم جيدًا، كان عندما توفت أمي لم يكن أحدًا حزينًا سواي حتى أبي لم يكترث بل كان سعيدًا لأن زوجته الثانية أنجبت مرة أخرى فتى كان إسمه (قيس) وكان الجميع سعيد ويتم تهنئتها، بينما كنت على الجانب الأخر أشاهدهم وهم يبتسمون ويضحكون سويًا كعائلة متناغمه وأنا الوحيدة التي كنت حزينة وغاضبة جدًا، حزينة على وفاة أمي و غاضبة من أنهم لم يعيروها إنتباه حتى وهي قد فارقت الحياة! .

.

بعد سنوات :

اليوم بلغت عمر ال17 وتغير مظهري ليصبح أجمل ومشابهًا لوالدتي بشعر طويل يصل إلى أسفل ظهري وأسود كسواد الليل تمامًا كأمي.
كما أن كان هناك عدد لا يُحصى من الخطاب يطرقون الباب، لكن كان أبي لا يوافق بسبب تصرفاتي التي يراها عار وخوفًا من أنني قد أفعل أمور غير لائقة تضر به وبالقبيلة.

الجن العاشق (قيد التعديل) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن