Four

3.6K 124 141
                                    

بمكان مزدحم كان يركض بكل سرعته و هو يحس بنبضات قلبه تزيد. تفادى الزحمه و هو يضرب باجسام الناس و يوسع لنفسه طريق وسط ازدحامهم، لين شق طريقه لجثه الصبي الطايحه. نزل عدته و بدأ يتاكد من سلامته .. و اذا فيه نبض.

ملامح فهد الحاده رقت و هو يحس بعدم وجود انفاس لمعت عيونه و رفع راسه لناصر "ما فيه نبض ناصر".

ناصر هز راسه بالرفض "فهد نشيله نحطه بالاسعاف و نسعفه هناك".

فهد احتدت ملامحه و هو يهمس له بعنف "ناصر! شوف شلون جثته متشنجه و شكثر هو بارد. الولد مات!".

"امه و ابوه هني" قال ناصر بضعف "خلنا عالاقل ناخذه المستشفى و هم هناك يقولون لهم".

"لا حول ولا قوه الا بالله" قال فهد بضعف حال "و ليش نعشمهم؟".

"يلا فهد شيله حطه عالناقله" قال ناصر و هو يرفعه من ايدينه و فهد رفعه من رجلينه و حطوه عالناقله.

فهد و هو جاي بيطلع مع ناصر مسكت بيدينه ام الصبي و هي تبكي بحرقه "امانه دير بالك على وليدي".

ابتسم لها فهد نص ابتسامه و خاطره مكسور .. ايش بيقول لها؟ والله ولدج مات بس احنا اخذناه عشان نعشمج؟ ما لقى حل الا انه يبتسم و يشقون طريقه مللاسعاف.

اما ناصر فاستوقف حركتهم و وقف قدامها و عطاها امل و هو يقول " لا تحاتين .. بأذن الله ولدج بيكون بحضنج قريب ".

مشى فهد مع ناصر اللي ركب قدام بعد ما صعد جثه الصبي مع فهد ، و فهد ركب مع جثه الولد و هو يغطي وجهه. ما فيه فايده حتى انه يسعفه لان لونه تحول للازرق الفاتح .. و هذا دليل انه فقد الاكسجين من دقايق طويله.

" فهد اشبك الجهاز عليه اسمع نبضه " قال ناصر من مكانه قدام.

فهد لف وجهه للجهه الثانيه و هو يكتم نرفزته " يا بني ادم!! مشيت معاك انك ما تبي تعلم اهله .. بس اشبكه ليش و هو ميت!".

رقت عيون سايق الاسعاف و هو يقول لفهد بصوت جهوري " يحيي العظام و هي رميم يا ولدي .. فيك الخير و البركه ، اشبكه جعلها الله في ميزان حسناتك".

"و قسم بالله انتم مجانين و بتجننوني وياكم " قال فهد و هو يشبك الاجهزه فيه و فعلاً لا اكسجين ولا نبضات. و لان مافيه نبض و ما فيه اكسجين حتى الصدمه الكهربائيه ماراح تنفع .. لان ما فيه نبض اساساً.

التفت على ناصر و تكلم ببرود " تأكدت انه مات ؟".

ناصر نزل راسه .. مو بيده اذا فيه امل انه ممكن يكون تشخيص خاطئ و الولد عايش " فهد انعشه ".

توسعت عيون فهد " يا ناصر ما ابي اسبك!!!".

" وقف السياره برجع ورا " قال ناصر و فعلاً السايق وقف السياره و نزل ناصر و فتح الباب و ركب مع فهد و سكر الباب وراه. و فوراً بدأ بعمليه الانعاش، و كانت ملامحه آمله .. كأنه طفل يترقب كرتونه المفضل. او كأنه أب عقيم لسنين و منتظر خبر ولاده زوجته.

وَتينWhere stories live. Discover now