3

1.6K 61 20
                                    


مرحبًا ✨
أتمنى لكم قراءة ممتعة 🤍

.

.

.

بعد تلك الحادثة ..
تمّ نقل الوحدة الخاصة بحماية السيّد لويس بقيادة مارتينا إلى قصره ..
سلّمتها السيّدة الكُبرى مُطلق الصَّلاحيات حين زرعت داخلها الطمأنينة تجاه صغيرها ..
وتمّ تعيينها مساعد أول رفقة حراسته الخاصَّة والمباشرة ..
وكانت هذهِ سابقةً في تاريخ العائلة حيث لا تتقلّد النساء مثل هذهِ المناصب الحساسة !
باشرت مارتينا عملها منذ الليلة الأولى لها داخل القصر ..
وكان كلّ من يقع بين يديها كمن يقع بين المطرقة والسندان !
لم تكن ترحم ولا تنحني ولا يرفّ لها جفن ..
مما أربك الأوساط وجعلها محلّ رعب ومهابة ..

..مارتينا ..
بلا اسم لاحق أو جذور معروفة ..
ذات الثمانية عشر ربيعًا ..
رقم روفيري الصعب ..
ودرع لويس الأقرب و الحصين ..

أوجدت البيئة الخاطئة لأعداء لويس ..
وكانت العالم الأسود لأبناء العائلة ممن يكنّون له الأحقاد ..
سحقت بكل جبروت جميع من يقف في وجهه ..
وأبادت كلّ فكرة مضادة لسياسة العائلة وأصحابها من الوجود ..
سنّت قوانينها دون اكتراث للتاريخ العريق للعائلة ..

أما علاقتها بلويس فكانت تنمو بطريقة غريبة ..
كان يراقبها طوال الوقت ..
كانت شغله الشاغل ولم يستطع فهم حربها الشرسة مع أعدائه ..
وظلّ شاحبًا طوال يومه يلازم فراشه بإعياء عندما عرف أنّها تتجاوزه بعامين ونصف ..
لم ينم تلك الليلة فزعًا لمجرّد التفكير بما مرّت به خلال حياتها جعلها ما هي عليه الآن !
ولأنها مارتينا فقد استشعرت هالته تلك وبقيت بالقرب منه ..
تتذكّر جيدًا كيف سألها وهو يوليها ظهره مستلقيًا على سريره الوثير :
" لمَ كلّ هذا ..؟ "
وتذكر جيدًا أنها لم تفهم ما يرمي إليه آن ذاك ..
لكنّه عاد ليسأل من جديد :
" لمَ تفعلين ذلك .. هل تجبركِ والدتي على ذلك ؟! "

مارتينا لا تعرف كيف تقول أنّها خُلقت لمثل هذا الشأن !
حاولت أن تنتقي كلماتها بعناية حين اقتربت منه ..
وقد كان يتعرّق كمن أصابته الحمّى ،
مما جعلها تقترب بشكل أكبر من مساحته الخاصة ..
رفعت ركبتها على طرف السّرير لتفحص حرارته ..
كان يتصبب عرقًا باردًا ..
ولم تفكّر كثيرًا حين رفعته بفزع تحتضنه قريبًا نحو جسدها ..
" سيدي ، هل أنت بخير ..؟ "
تتذكّر كيف رفع يديه بوهن ليتشبّث بلباسها ويهذي :
" أنا آسف .. سامحيني .. "
تحشرجت أنفاسها في صدرها تشدّ احتضانه وقد تاهت الحروف من عقلها تمامًا ..
ومنذ تلك اللحظة أصبح ما يربطهما ثقة وإيمان مغلّظين ..

Rovere's ShadowWhere stories live. Discover now