الفصل الثاني والخمسون

281 17 29
                                    


"لا. أعتقد أن الآخر أفضل. أليس كذلك يوكي؟"

"لقد بدا وسيما في البذلة السوداء."
أجابته بتفكير.

"لكنها رسمية زيادة عن اللزوم."

أومأت برأسها باقتناع.
"من الصعب الاختيار. كل شيء يلائمه."

تنهد أندي مجيبا.
"معك حق."
كان جسده الرياضي القوي ووجهه الوسيم يجعلان كل ما يرتدي يبدو وكأنه صنع له.

"ألا يمكنني فقط..."
قاطعاه بلا صارمة جعلته يعبس بقلة حيلة.

لقد أصبح دمية لأبناء أخته. هذه المرة العاشرة بالفعل التي يغير فيها ملابسه بحجة أن هناك اختيارات أفضل.

"فلتختارا شيئا أو سأرتدي أي شيء وأخرج. يونا ستصل قريبا على الأغلب وأنا لازلت هنا كعارض أزياء لكما."

كان يتذمر بانزعاج، في حين كانا يكتمان ضحكتهما بصعوبة. هذا الجانب من خالهم لم يروه قبلا، في الواقع هما لا يعلمان عنه إلا القليل.

"حسنا فلترتدي هذه."
قدما الثياب له بعد أن استطاعا التوافق على شيء واحد.

فتح عينيه باندهاش.
"أليس هذا حقيرا منكما؟"
كان هذا هو اختياره الأول بالفعل، لكنهما لم يسمحا له بارتداءه قبلا حتى، وقالا أنه غير ملائم. والآن بعد أن أفرغا الخزانة بدا لهما أكثر من مناسب حتى يتفقا على أن يرتديه.

كانت هذه غرفة الملابس ورغم ذلك لا أحد يستخدمها، لذا ارتأوا أن يستخدمها خالهم.

"لا داعي للاندهاش خالي، الآراء تتغير أسرع من الحرباء."
نظر ليوكي التي تتحدث وكأنها حكيمة زمانها، لا تبدو كالفتاة ذاتها التي كانت خجلة منه.

تنهد بقلة حيلة، ليدخل لمكان التغيير حتى يرتدي ما اختاروه له. ما إن أنهى ذلك حتى شرد في صورته في المرآة، يبدو كرجل عادي يحظى بوقت هادئ مع أبناء أخته، ليس وكأنه الشخص ذاته الذي يكون عليه عادة. ابتسم بخفوت، هذه اللحظات الثمينة تنقش في قلبه بحيث لن ينساها يوما.

ما إن ظهر أمامهما، حتى رفعا إبهامهما له دليلا على أن الاختيار ملائم.

"هل نذهب؟"
سأل زين، ليومئ أندي في حين تقدمت يوكي له ترفع يديها له حتى يحملها.
انحنى لمستواها يعدل بعض خصلات شعرها، ليرفعها بعدها بين ذراعيه.
ابتسم أندي للمنظر فيبدو أن أخته وجدت من تتدلل عليه.

سار بمسافة بعيدة نسبيا عنهما قبل أن يفتح عينيه باندهاش عندما سحبه خاله ليمشي جوارهم.
"أنا لا أعض كما تعلم."
ابتسم على همس خاله المتذمر.

في جانب صغير من قلبه، تمنى لو أن والده يتصرف كخاله. شخص ورغم قوته، وذكاءه، ومكانته، ما كان ليتجنب الاعتذار وطلب الصفح، ما كان ليخجل من التعبير عن مشاعره، ما كان ليتردد في تقديم حضن دافئ.

الجانب المخفيDove le storie prendono vita. Scoprilo ora