الفصل الثامن والعشرون

356 34 15
                                    

"خالتي عليك أن تكوني حذرة أنت أيضا وتمنعي يوسكي من الذهاب معه فربما يعود لك يوما جثة هامدة."

أسعدها مناداته لها بخالتي، لكن أكان عليه أن يفسد جمال الكلمة بقوله كل هذا عن والده. حمحمت قليلا لجذب انتباهه لتقول
"أنا أعرف والدك قبل أن تولد هو ليس بهذا السوء الذي تدعيه."

"هذا لأنك مخدوعة به، أنت لا تعلمين أنه مجرد محتال كبير لن يتردد في فعل أي تصرف لنيل ما يريد."

كانت نظراتها معاتبة له فاسترسل كلامه بانزعاج
"ماذا؟ هل أنا الوحيد الذي يراه على حقيقته؟"

جادلته قائلة
"أندي! تلك مجرد أشياء ملأت عقلك بها لتكرهه، هو حقا يحبك بل إنه كان يفكر في.."

"كل ذلك ليس سوى تمثيل ليبدو كالأب الذي يريد أن يفعل المستحيل ليبني علاقة لطيفة مع ابنه."

كانت تحس بالقهر لهذا، ليس لهذه الدرجة، هو عبقري ووالده سريع البديهة لكن لما هما أخرقان عندما يتعلق الأمر بالمشاعر، أندي لا يريد الوعي بأن والده حقا يحبه، بل يستمر في إنكار ذلك واضعا صورته في إطار الشخص السيء، وميتسو لا يجيد البوح بمشاعره بالشكل الصحيح، فحتى مع أيانو لم يكن يستطيع التعبير عن ما يخالجه بشكل واضح وصريح لكنها كانت تفهمه جيدا دون حاجته لقول شيء.

ظلت يوهيمي تراقبه وهي تتمنى لو كانت أيانو حية، كانت لتستطيع تغيير نظرة أندي لوالده، أما هي فليست قادرة على ذلك، تعلم أنه شخص جيد لكنها لن تستطيع الدفاع عنه وهي لازالت تعتقد أحيانا أنه لا يملك مشاعر دافئة داخله.

تنهدت ترفع رأس أندي إليها لتقول
"لا تفكر هكذا يا صغيري، يوما ما ستفهم أنك تعني له الكثير، أزل هذه الأفكار من عقلك فقد تكون سببا في انهدام الكثير في علاقتكما."

أشاح بوجهه بانزعاج لكنه أومأ على مضض بعد محاولاتها المستميتة لإقناعه، ليس وكأن كلامها حرك داخله ولو شعورا إيجابيا تجاه والده لكنه أراد لهذا الموضوع أن ينتهي لذا تظاهر باقتناعه.

حل الليل وعاد كل من ميتسو ويوسكي للمنزل، كان الأخير قد نام بالفعل في السيارة بعد حوار لطيف دار بينهما في الحديقة. حمله ميتسو لغرفته ودثر بالغطاء ثم أغلق الإنارة واتجه لمكتبه، كان قد قرر أن يعود لشرب الدواء لأنه حتما لم يعد قادرا على احتمال الألم الذي ينتابه بفترات متقاطعة.

كان منشغلا لساعات قبل أن يضيء هاتفه أجاب دون قراءة الاسم ليصله صوت ريو المرح وهو يسأله عن حاله وعن يوسكي وتفرعت الأسئلة حتى وصلت لأندي وكل ما يقوله ميتسو أن كل شيء بخير، صمت ريو قليلا قبل أن يقول
:أنت واثق أنك بخير؟"

تحرك ميتسو من مقعده متجها للنافذة وهو يجيب
"أنا أتنفس وأذهب وأعود وأنام وأستيقظ وعجلة حياتي مستمرة لذا أنا بخير."

الجانب المخفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن