فِى بَارّيَسْ

16 6 3
                                    


أخذ فينسنت فان جوخ يتراسل مع أخيه ثيو طوال بداية عام ١٨٨٦م فى محاولة لإقناعه بالإنتقال إلى باريس . كان ثيو مدركاً لشخصيه أخيه القاسيه . وصل فينسنت فان جوخ إلى باريس فى أوائل شهر مارس . كانت فتره فينسنت فان جوخ فى باريس مميزه بالنسبة لحياة الفنان . السنتان اللتان قضاهما فينسنت فان جوخ فى باريس هما أيضاً أحد الفترات غير الموثقه من حياته بشكل كبير ، لأن كتاب السير كانوا يعتمدون على الرسائل بين فينسنت فان جوخ و أخيه الأصغر ثيو لمعرفه الحقائق ، و قد توقفت الرسائل عندما عاشا الأخوان معاً فى شقه ثيو ، فى منطقه مونتمارتريه بباريس .

صوره بيرى تانجاى [ ١٨٨٧-١٨٨٨ ]

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

صوره بيرى تانجاى [ ١٨٨٧-١٨٨٨ ]

كان لثيو كتاجر فنى العديد من الإتصالات ، فأصبحت فينسنت فان جوخ مألوفاً لدى الفنانين الرائدين فى باريس فى ذالك الوقت . كان فينسنت فان جوخ خلال السنتين اللتين تواجد فيهما فى باريس يقوم بزياره بعض المعارض المباره للانطباعيين ، حيث عرضت أعمال بواسطة ديجاس ، و مونيه ، و رينوار ، و بيسارو ، و سيورا ، و سيسلى ، تأثر فينسنت فان جوخ بدون شك بطرق الانطباعيين ، لكنه بقى مخلصاً لأسلوب الفريد من نوعه على الدوام . كان فينسنت فان جوخ فى طوال تلك السنتان يستخدم بعضاً من تقنيات الانطباعيين لكنه لم يدع تأثيرها القوى بأن يكتسحه .

تمتع فينسنت فان جوخ بالرسم فى ضواحي باريس طوال عام ١٨٨٦م . بدأت لوحته بالابتعاد عن الألوان الداكنه و بدأت بأخذ ألوان الانطباعيين الأكثر حيوية . و ما أضاف من تعقيد أسلوب فينسنت فان جوخ أنه حينما كان فى باريس أصبح مهتماً بالفن اليابانى .

فتحت اليابان موانئها مؤخراً للدول الغربيه بعد قرون من الحصار الثقافى ، و كنتيجه لتلك الانعزاليه الطويله سحر العالم العربى بالثقافة اليابانية . بدأ فينسنت فان جوخ بإكتساب مجموعه كبيره من الطبعات الخشبيه اليابانية الموجوده الآن فى متحف فان جوخ فى أمستردام ، و عكست لوحاته فى أثناء ذلك الوقت الاستعمال الحيوى للالوان المفضله عند الانطباعيين و الألوان اليابانية المنعكسه . بالرغم من أن فينسنت فان جوخ أنتج ثلاث لوحات يابانيه فقط ، إلا أن التأثير اليابانية على فنه كان موجوداً بشكل دقيق فى طوال بقيه حياته .

كان عام ١٨٨٧م فى باريس مرحله تطور أخرى لفينسنت فان جوخ كفنان ، لكنها أيضاً سببت له خسائر فادحة ، عاطفية و جسدية . عندما أصر فينسنت فان جوخ على الإنتقال و العيش مع أخيه ثيو ، قام بذالك على أمل أن يحسن الأثنان من إدارة نفقاتهما و ليتمكن فينسنت فان جوخ بسهوله أكثر من أن يكرس نفسه إلى الفن . و لكن عيشه مع أخيه أدى كذلك إلى الكثير من التوتر بينهما ، كما كان الحال فى طوال حياته ، جعل الطقس السئ فى أثناء فصل الشتاء عصبياً و كتئباً . لم يكن فينسنت فان جوخ أكثر سعاده من حينما إنسجم مع الطبيعه و عندما كان الطقس أفضل . فى أثناء الشهور الشتائيه الكئيبه فى باريس - فى عام [١٨٨٧ و ١٨٨٨] - أصبح فينسنت فان جوخ أكثر قلقاً لأن الصور و الألوان الكئيبة نفسها ظهرت مره ثانيه . سنتان فينسنت فان جوخ فى باريس كانتا أكثر تأثيراً على تطوره المستمر كفنان . لكنه حصل على ما كان يريده ، فان وقت الإنتقال . لم يكن فينسنت فان جوخ سعيداً أبداً فى المدن الكبيرة ، فقرر ترك باريس و الذهاب نحو الجنوب .


________________________________

Vincent Van GoghWhere stories live. Discover now