LXXXI : لُغز

48 7 39
                                    

#🌿 If it matters to you, you'll find a way. - Charlie Gilkey

#تذكير : ابقى ثابتًا مهما يحدث لك.


- بارت 81 -


-

تحركاتهُ كثيرة، والعرقُ يتصببُ منهُ كالشلالات، ويعقدُ حاجبيهُ ويضغطُ على عيناه، لكِن شهقةٌ عالية قطعت كلَّ ذلِك، حتى استيقظَ مِن كابوسهِ وهو يتكئُ للخلفِ بكلتا ذراعيهِ وصدرهُ يهبطُ ويرتفعُ بِجنونٍ وهو يلتقطُ انفاسه، وسُرعان ما شعرَ بالراحةِ بإنهُ لم يكُن سوى كابوسًا غير لطيف ولم يكُن حقيقيًا، ليهدأ اكثر واكثر ويُصبحُ تسارعُ انفاسهِ طبيعية، لكِن مع الضرر الكبير المُتسبب في اعماءِ عينهِ اليُسرى، لم يُلاحظ انَّ هُنالِكَ زائرًا يتكئُ هُنا منذُ دقائقٍ قليلةٍ منتظرًا منه ان يستيقظ، لذلِكَ ما ان ابعدَ هاري الملاءةَ عنه وهو ينزلُ قدميهِ للأرضِ البلاطيّة، حتى تفاجأ برؤيةِ فارس الظلام يجلسُ على أريكةٍ ملكيةٍ صغيرة، حتى ينتفضُ هاري ثانيةً بصدمةٍ وهو يمسكُ حجرهُ ويغلقُ عينهُ ويهمسُ بقوله :

" يا إلهي "

" صباح الخير "

" صباح الخير " يردُّ هاري عابسًا، ويقفُ مِن على سريرهِ المُريح الذي تركهُ مدّةً طويلةً بحق، ويشعرُ للحنين لهذهِ الحجرةِ الملكيةِ الكبيرة التي تجلبُ له الكثير والكثير مِن الذكريات.

لوهلةٍ ظنَّ هاري ان ما حدثَ في البارحةِ رُبما كان كابوسًا كذلِك، لكِن ان كان كذلِك، فكيفَ له ان يمكثَ في حجرتهِ في قلعةِ هارت ديفاريوس ثانيةً وبِرفقةِ فارس الظلام الذي لم يعد مضطرًا لاخفاءِ هويتهُ بعد الآن للجميع بلا استثناء ؟

" أرى انها لم تكُن نومةً هنيئة "

يُلاحظُ هاري انَّ الآخر بدأ هو مَن يفتحُ المواضيع، يتحدثُ بطريقةٍ طبيعيّةٍ مع نفسه، يُظهر الجانب اللين والهادئ والطبيعيّ كذلِك معه، وهذا ما يُحاول هاري ان يفعلهُ ويتقبّله ايضًا.

"مُحق، لم استطع النوم في الليل و .. حظيتُ بكابوسٍ رهيب " يقولُ هاري عابسًا وهو يصلحُ سريرهُ كما اعتاد، وما ان انتهى، حتى التفتَ لذاتهِ الأخرى وبوجههِ العبوس، حتى يُضيف :

" اذًا ما حدث في البارحة كانَ حقيقيًّا "

" هل كنتَ تعتقد انه مُجردُ حُلم ؟ "

فيرفعُ هاري سبابتهُ في اتجاهِ الآخر وهو يصححُ له قائلًا :

" كابوس .. كابوس وليسَ حُلم "

فينزلُ يدهُ متازمنًًا مع تحركهِ بإتجاهِ دورةِ المياه، حتى يغتسلَ سريعًا بالمياهِ الباردةِ المُتاحـة، وما ان انتهى، حتى خرجَ وقطعةُ القماشِ الثقيلةِ كانت تحيطُ خصره، بينما شعرهُ الذي وصلَ لمنتصفِ ظهرهِ كان يقطّرُ بالمياه، مُتجهًا لخزانتهِ ليخرجَ شيئًا ما يرتديه.

الياقوتة الزرقاء | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن