XX : لا أمل

92 16 13
                                    

This is your year to do Exploits, reach for it #2020

-

كُـلُّ مـا يـشغلُ تـفكيرهُ هـي تِـلكَ القـرويـة ذاتَ البـشرةِ البيـضاءِ الصـافـية الـذي قـبّلـها , وهـي لـم تـكن تـعلمُ جـيداً أنَّ هـذا الرجل هـو ولـيُّ عـهدِ ممـلكـةِ بـفاريـا , الـذي سـوفَ يُتـوّجُ مـلكـاً لها عـمّا قـريبـة.

تـأففَ بإنـزعاجٍ وهـوَ يتـجهُ نـحوَ غُـرفتِـهِ الملـكـية , لكِـنهُ لاحظَ آثـارَ الدمـاءِ فـي الأرض ممـا عـقدَ حـاجبيـه بِشـدة , ومـا كـانَ مُـريبـاً أنَّ الآثـارَ تـوقّـفـت لدى غُرفتـهِ , فتـوقفَ لـبرهـةٍ وهـوَ يـنظرُ مُتـعجـبـاً , ومـا إن فتـحهـا حتى مـسكتـهُ يـداً بقـوةٍ كـبيرةٍ وأدخلتـهُ للداخلِ سـريعـاً وأغـلقت البـابَ بِعـنف.

تـحجّرَ لـوكـا مُلتـصقـاً بالـبابِ الذهـبيّ الكبير , نـاظراً بـعينـانِ واسعتـينِ إلى لـيون ذو الوجهِ الشاحب الـذي يـنزفُ دمـاً ويتنـفسُ سـريعـاً وكـأنّـه جـرى لـيومٍ كـاملٍ دونَ راحـة.

كـانَ يبـدوا عـلى ليـون الجُنـون , عـينيـهِ كـانتـا فارغتـانِ بالرغـمِ مِـن أنَّ الفـزعَ كـان ظـاهراً عـليـه , فتـقدّمَ بقـوةٍ شـاعراً بألمٍ شـديدّ مِـن جُرحـهِ الـذي يـنزفُ بِغـزارة ممـسكـاً بيـدهِ اليُـسرى بـطـنه , وبـيدهُ الأخـرى قـد تـشبثَّ بقـميصِ لـوكا الأبيض ليلطخـهُ بالدمـاء , فيقولُ بـنبرةٍ مُشوشـةٍ وفـزعـةٍ ومُتـعبـة :

" عـلينـا الخُـروجُ مِـن هُـنا "

نـظرَ لـوكـا مُـطولاً فـي عـينـا الآخـر , فيقولُ مُرتـعبـاً :
" عـمَّ تتـحدث ؟ ل-لـيون .. أنـتَ تنـزفُ بِشـدة "

فيبتـعدُ عـنهُ ليـون قائلاً بإنـفعالٍ وهـوَ يـصرخ :

" اللعـنةُ عـلى إصابـتي !! علـ-عـليـنا الخُـروجُ مِـن هُـنا حالاً !! "

فيصرخُ لـوكـا بِدوره مُتـوتراً :

" اللعنة يـا ليـون !! لا تصرخُ كالمجانينِ حتى لا تنزِفَ أكثر , أنـتَ تتـحدثُ بكلامٍ غـير مـنطقـيّ بـسببِ فُقـدانِـكَ لكـثيرٍ مِـن الدماء !! "

فيتـحدثُ لـيون مِـن بيـنِ أسنـانهِ وبـنظرةٍ حـادة :

" هذهِ الممـلكـةُ لـيست كـما تـظُـنّـها , عـلينـا الخُـروجُ مِـن هُـنا قـبل فـواتِ الآوان , وضّب حـاجيـاتنـا سـريعـاً .. والآن !! "

عـقدَ لـوكـا حـاجبيـه , وظلَّ يـنظرُ للآخـرِ قائلاً بِـريبـة :

" ليـون .. عـمَّ تتـحدثُ عـنه ؟ "

أبدى ليـون ملامحَ الغـضب لإنَّ الآخـرَ يُماطلُ مـعه , فينظرُ حـوليـهِ مُستـجمـعاً بـعضـاً مِـن القـوة , فيـأخذُ نـفسـاً نـاظراً لأمـيرهِ , فيقولُ وهـوَ يتنـفسُ بقـوةٍ شـديدة :

الياقوتة الزرقاء | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن