Part 10

3.5K 221 31
                                    

كان "عمر" يقود السيارة وهو يشعر بالغضب الشديد، يشعر بالغضب من نفسه ومن زوجته، يشعر أنه مخطئ مثله مثل زوجته، هما الإثنان أخطئا بالفعل.

أوقف سيارته على إحدى جانبي الطريق وهو يتنهد بثقل، هو يشعر أن هناك كتلة ثقيلة موضوعة على صدره تمنعه من التنفس بأريحية.

أغلق عيناه، وقام بإسناد رأسه للخلف وهو يتنهد بقوة عله يستريح قليلا، ولكن صوت رنين هاتفه قام بإزعاجه ليقوم بتجاهله، ولكن يبدو أن من يقوم بالإتصال به يصر على الحصول على رد.

فتح "عمر" عيناه ممسكا بهاتفه ليرى أنه رقم إبنته "مريم" ليجيب عليها سريعا:

-إزيك يا "مريم"!

-إيه يا بابا التأخير ده كله! أول مره تتأخر في الرد عليا كدا، فيه حاجه يا حبيبي؟

أغلق "عمر" عيناه بقوة بسبب حديث إبنته، ليفتح عيناه بعد ذلك متحدثا بهدوء:

-مفيش حاجه يا حبيبتي، أنا بس برا ومكنتش سامع التليفون وهو بيرن.

-ماشي يا بابا، المهم أنا كنت عايزة أقولك على حاجة بس أرجوك متتعصبش.

-إنتي قلقتيني يا "مريم"، قولي فيه إيه؟!

إستمع إلى صوت تنهيدة إبنته القوية، ويليها حديثها:

-الصراحة "نورسين" وحشتني أوي، إنتوا كلكم وحشتوني بس "نورسين" أكتر شوية، وعلشان ظروف شغل "يوسف" إحنا مش هنعرف ننزل الفترة دي، علشان كدا كلمت "نورسين" وإقترحت عليها تيجي تقعد معايا يومين وهي حبت الفكرة.

-إيه الكلام إللي إنتي بتقوليه ده! لا طبعا أنا مش موافق، "نورسين" مش هتمشي من البيت.

صاح "عمر" بغضب شديد، لتتحدث "مريم" مرة أخرى بهدوء وهي تحاول تهدأته قليلا:

-يا بابا يا حبيبي إهدى بس شوية، أنا بتكلم مع "نورسين" لقيت صوتها مش طبيعي، وحسيت إن فيه حاجة غلط معاها، ولما إقترحت عليها هي وافقت علطول على غير العاده، علشان كدا "يوسف" حجزلها التذكره بتاعتها خلاص والطيارة هتمشي كمان ساعتين ونص من دلوقتي، يعني زمان "نورسين" بتوضب شنطتها دلوقتي أصلا، علشان خاطري يا بابا خلي "نورسين" تيجي تقعد معايا يومين، هي محتاجه إنها تفصل شوية.

لم يجيب "عمر" على حديث إبنته، بل لم يستمع إلى حرف آخر، ليقوم بغلق الإتصال في وجه إبنته معيدا تشغيل السيارة منطلقا بسرعة في طريق العودة إلى المنزل.

خطأ محببWhere stories live. Discover now