التاسع عشر

3.1K 73 0
                                    

خرج حمزة إلى نافذة غرفتة لتدخين إحدى سجائرة حتى لا يزعج زوجتة وطفلة ليتسمر مكانة بذهول وهو يرى أخية رحيم ممدآ فوق أحد الكراسى الموجودة فى الحديقة ليسرع فى رمى السيجارة ويهرول مسرعا ليصل إلى أخية فى خلال دقيقتين ليجدة مستغرقآ فى النوم يبدوا على وجهة الإرهاق الشديد كم لو كان لم يذق النوم منذ فترة طويلة ليقترب منة يهزة من كتفة بهدوء يهمس بإسمة محاولا إيقاظة ليهب رحيم فزعا من نومة ينظر حولة بعدم تركيز حتى وقع نظرة على أخية الواقف أمامة ناظرا إلية بقلق قائلا...
= رحيم إية إللى نيمك هنا فى البرد دة؟؟
أعتدل رحيم فى جلستة يحك ذقنة النابتة يحاول التهرب من سؤال أخية ليقول بصوت أجش من أثر النوم...
= أنت إية إللى مصحيك بدرى كدة؟؟ مش عادتك يعنى!!
أدرك حمزة محاولتة للتهرب ليجذب أحد الكراسى ليجلس مواجها لة ينظر إلية عاقدا حاجبة...
= رحيم متهربش منى أنا إللي بسألك نايم هنا لية؟؟ سايب سريرك ونايم هنا فى البرد لية؟؟
ضحك رحيم ساخرا...
= تقصد أنهى سرير بالظبط؟؟ مأنا بقى عندى بدل السرير أتنين.
إنتبة حمزة لنبرة أخية الساخرة فى حديثة ليقول لة بهدؤء محاولا معرفة ما يضايقة...
= ماشى يا سيدى بس برضوا عاوز أعرف مالك.
زفر رحيم ممرا يدة فوق وجهة يقول بخفوت...
= ولا حاجة يا حمزة أنا زى ما أنا كل الحكاية إنى كنت زهقان قلت أسهر شوية والظاهر إنى نمت وأنا قاعد هنا.
نظر حمزة إلية نظرة توحى بعدم تصديقة لة متجاوز الأمر لكنة لم يستطع مقاومة أن يسألة السؤال الذى يحيرة منذ فترة ليقول بتردد...
= رحيم كنت عاوز أسألك حاجة بس لو مش عاوز تجاوب مش مشكلة أبدا.
رحيم بعدم إهتمام...
= عارف ياحمزة سؤالك وعارف إن الكل بيسألة لية ساكت على كل إللى عملتة سارة؟؟ متفكرش إنى مش فاهم مرات عمك جاية هنا لية.
قست نظراتة لتصبح كالرخام فى برودة...
= بس صدقنى كل حاجة وليها وقت ووقت الحساب لسة مجاش.
نظر حمزة بقلق إلى أخية فهو أدرى الناس بة فهو إذا إنفجر أصبح مثل البركان أخذا معة الأخضر واليابس لا يبقى على شيئ أبدا.
سألة حمزة بخفوت...
= طب وحور؟؟
ما إن نطق حمزة بسؤالة حتى قست نظراتة ليقول بوجوم...
= مالها حور؟!! حور مراتى وهتكون أم أولادى غير كدة مفيش.
حمزة بدهشة...
= يعنى إيه يارحيم كلامك دة مفيش ليها أى مشاعر عندك ولو حتى شيئ بسيط.
أضطربت نظراتة عند سماعة تلك الكلمات ليقول بنفاذ صبر محاولا إنهاء الحوار...
= مشاعر إية وكلام فارغ إية ياحمزة؟؟ كفاية أوى لحد كدة معنديش إستعداد أعمل سارة تانية كفاية سارة واحدة بكل أنانيتها وغرورها.
حمزة بتردد...
=بس يارحيم حور غير سارة أى حد يقدر يعرف دة أنت بس إللى خايف تشوف دة.
نهض رحيم بتصلب يقول بصرامة...
= حمزة خلصنا من الموضوع دة وياريت منتكلمش فية تانى أنا رايح أغير هدومى علشان نشوف الشغل إللى ورانا وياريت تجهز أنت كمان.
ثم تحرك مغادرا المكان بخطوات متصلبة سريعة
أخذ حمزة ينظر إلية بعد مغادرتة ليقول بقلق...
= ياترى يا رحيم بتفكر فى إية؟؟ ودماغك دى هتوديك لفين؟؟
●●●●●●
●●●●●●
أستيقظت حور على صوت المياة الأتى من الحمام لتعلم بإستيقاظ رحيم قبلها لتحمر خجلا وهى تتذكر ليتلهم سويا وكم كان رقيقا حنونا معها وصبورا لأقصى درجة محاولا إذابة خجلها الفطرى وكم أحبتة لذلك لتصبح زوجتة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ليصبح زوجها وحبيبها وكم تتمنى أن يكون هذا الشعور بينهم متبادل فليس من المعقول أن يكون بكل هذا الحنان والشغف معها أمس دون أن يكون لها ولو القليل من المشاعر إرتسمت إبتسامة من السعادة فوق شفتيها وهى تهزت رأسها تامل أن يكون إحساسها صادق لتنعم معة بحياة سعيدة مستقرة أفاقت من أفكارها على رحيم خارجا من الحمام يلف منشفة سوداء حول خصرة وبيدة منشفة صغيرة يجفف بها شعرة يتحرك ناحية خزانتة دون أن تلتفت ناحيتها لتنهض جالسة فوق الفراش تجذب الغطاء معها تلفة حولها بخجل تقول بصوت هامس خجول...
=صباح الخير.
لم يلتفت إليها وهو يخرج ملابسة ويقول دون تعبير...
= صباح الخير.
مكملا إرتداء ملابسة دون إضافة حرف أخر لتحس حور بغصة بكاء فى حلقها فحاولت إبتلاعها لتقول بتلعثم...
= ثوانى بس هجهز وأنزل معاك.
رحيم وهو على مازال على حالتة من عدم الإهتمام أو النظر إليها يقول بصوت جامد...
= لا خليكى براحتك أنا خارج على طول ومش راجع غير بليل متأخر.
أغرقت عينيها بالدموع من برودة الشديد معها لتقول بصوت متحجرش من محاولة كبت دموعها...
= رحيم مالك فى حاجة حصلت؟؟
أتجة ناحية طاولة الزينة ينظر فى المرآة يعدل من ملابسة ويرتدى ساعتة يقول ببرود...
= هيكون فى إية ياحور؟؟ يلا أنا خارج أشوفك بليل.
ثم أتجة ناحية الباب مغلقا إياة بهدوء دون أن يوجة إليها نظرة واحدة لتجلس مكانها بصدمة تحاول إيجاد سبب لتعاملة معها بتلك الطريقة لا تجد سببا سوى إحساسة بالندم على ليلة أمس ومحاولتة إفهامها بعدم تغير أى شيئ بينهم وبأنها لحظة ضعف منة لن تتكرر مجددا لتشعر بإهانة مريرة فى حلقها لتنهار فوق الفراش فى نوبة بكاء مريرة.
●●●●●●
●●●●●●
سمعت حور دقات فوق باب الجناح لتنهض سريعا إلى طاولة الزينة تحاول أن تزيل آثار بكائها فترى عقم محاولتها من إحمرار عينيها الشديد لتستسلم ملتفتة إلى الباب تدعوا الطارق إلى الدخول بصوت أجش لتدخل ندى إلى الغرفة تقول بإبتسامتها البشوش...
= إية ياستى فينك من الصبح؟؟ دة أدم هيتجنن عليكى عاوز يشوفك.
أغتصبت حور إبتسامة باهتة فوق شفتيها تقول بصوت متحجرش من أثر بكائها...
= أبدا مفيش بس كنت حاسة بشوية تعب فقلت أفضل هنا أرتاح فى السرير أحسن.
أقتربت ندى منها بقلق تنظر إليها ترى أثار بكائها الواضحة على وجهها تقول بتساؤل...
= مالك ياحور أنتى كنت بتعيطى؟؟
أرتبكت حور وأسرعت بالإلتفات تعطى ندى ظهرها تقول بتلعثم...
= لا أبدا دة شكلى أخدت برد وأثر عليا.
أمسكت ندى بذراعيها تلفها إليها تقول بصوت حنون...
= فى إية ياحور؟؟ إحكيلى أنا زى أختك.
لم تدرى حور إلا وهى تلقى بنفسها بين أحضانها تبكى بشدة تتعالى شهقات بكائها دون أن تستطيع السيطرة عليها تبكى كل ماحدث لها بداية من زواجها منة نهاية بما فعلة معها فى الصباح بمعاملتة المخزية لها لتتركها ندى تفرغ كل ما بداخلها فهى تعلم كم الضغوط التى تعرضت لها لتزيد من إحتضانها لها دون أن تطلب منها التوقف عن البكاء.
أبتعدت عن أحضان ندى لها بخجل بعد توقف نوبة إنهيارها العاصف تجفف دموعها مخفضة لرأسها لتسرع ندى لسؤالها بعطف...
= تحبى نتكلم وتحكيلى إية مزعلك كدة؟؟
هزت حور رأسها برفض خجول تقول بصوت هامس...
= أبدا ياندى كل الحكاية إن أخواتى وحشونى أووى مش أكتر.
نظرت ندى إليها بتفهم تعلم أن ليس هذا السبب لإنفجارها بتلك الطريقة لكنها لم تحاول الضغط عليها لتقول بمرح...
= هو دة السبب ياستى طيب لكى عليا أكلمك حمزة بتكلم مع رحيم تروحى تزوريهم.
أسرعت حور بإمساك يديها تضغط عليها تقول برجاء...
= لا لا ياندى بلاش علشان خاطرى أنا هبقى أتكلم معاة بنفسى.
أدركت ندى صحة شكها بأنة ليس سبب بكائها فلم تحاول الضغط عليها قائلة بهدوء...
= خلاص ياحبيبتى أتكلمى معاة، أنتى وهو أكيد مش هيرفض.
ثم أبتسمت بمرح طب...
= مدام الموضوع أتحل أغسلى وشك يلا وتعالى ننزل نلعب مع أدم تحت وهو أكيد هيعرف يخليكى تضحكى.
أبتسمت حور برقة فى محاولة منها لمدارة وجع قلبها قائلة تتصتع الحماسة...
= ثوانى وهكون جاهزة أنزل معاكى.
لتتحرك فى إتجاة الحمام تحاول السيطرة على دموعها من الإنهمار من جديد.

عشق رحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن