التاسع والعشرون

2.6K 67 0
                                    

في إحدي الأماكن العامة جلست سارة ومعها نرجس التي أخذت تتلفت حولها لتقول سارة لها بغضب...
= في إية يا نرجس؟؟ خايفة من إية الموضوع بسيط مش محتاج منك الخوف دة كلة؟؟
نرجس بقلق وريبة...
= طيب ما كان أي حد من إللي شغالين في البيت عملها إشمعنا أنا ياست سارة؟؟
تقدمت سارة في جلستها تسند بذراعيها فوق المائدة...
= قولتلك قبل كدة علشان دول أغبية وممكن يتكشفوا وكمان أنا مش عاوزة حد من إللي في البيت يدري باللي هيحصل. 
أعتدلت مرة أخري في جلستها قائلة...
= وبعدين دي مش أول مرة نتعامل فيها سوا يانرجس ولا إية؟؟
تنهدت نرجس بإستسلام قائلة...
= ماشي ياست سارة بس أنا هاخد ضعف الفلوس إللي طلبتها قبل كدة ولو حصل وأتعرف إللي  هيحصل أنا ماليش دعوة هنكر أى حاجة إتفقنا ياست سارة؟؟
زفرت سارة بغيظ قائلة...
= أووووف خلاص يا نرجس إنتهينا المهم أنتي أكيد هتروحي تزوري الزفتة تطمنوا عليها تبركولها عوزاكي تتحججي بأي حاجة وتطلعي عندها أوضتها هتخبي الحاجات إللي إديتهالك دى في مكان يبان أنها هي إللي مخبياها وأوعي حد يشوفك يانرجس.
هزت نرجس رأسها تقول سريعا...
= متقلقيش ياست سارة بس هي بتاعت إية الحبوب دي؟؟
قفزت سارة واقفة تصرخ بها بغضب...
= تاني يا نرجس مش قولتلك ملكيش دعوة وأخلصي يلا خلينا نمشي من هنا قبل ماحد يلمحنا.
قفزت نرجس علي قدميها قائلة بلهفة وهي تلملم أشيائها...
= حاضر ياست سارة قمت أهو.
لتهمس قائلة بخفوت...
= وربنا يستر فى إللي جاي وإلا وقعتك هتبقي سودة يا نرجس.
●●●●●●
●●●●●●
جلست ندي بجوار حور الصامتة كحالها منذ أيام لتقترب منها ترتب فوق يدها قائلة بحنان...
= مالك ياحور عاملة لية كدة؟؟!
هزت حور رأسها قائلة بخفوت...
= مفيش ياندي كل الحكاية إني تعبانة شوية من الحمل.
ندي بشك...
= متأكدة إن دي كل الحكاية؟!
هزت حور رأسها إليها بالإيجاب دون كلام لتزفر ندي بقلة حيلة لا تدري كيف تخرجها من حالتها تلك التي لا تعلم لها سببآ وأستمر الصمت بينهم لدقائق حتي دخلت إحدي الخادمات قائلة...
= ست حور أهل حضرتك وصلوا والست الكبيرة طلباكي في المضيفة.
نهضت حور سريعآ فرحة بقدوم عائلتها لتسرع في خطواتها حتي وصلت إلي داخل الغرفة تقف تلتقط أنفاسها تدير عينيها بين الموجودين لتري أختيها تبتسمان لها بسعادة وفرح وبجوارهم زوجة أبيها والتي وللغرابة تبتسم هي الأخرى لها بسعادة فإقتربت منهما تحتضن أختيها بشدة تستنشق رائحتهم بعمق وإشتياق وتمتلئ عينيها بالدموع فحاولت مدارتها عنهم وهي تبتعد عن أحضانهم قائلة بصوت أجش متحجرش بالعاطفة...
= وحشتوني أوووي يابنات متعرفوش كان نفسي أشوفكم قد إية.
ضحكت سمر قائلة بفرحة...
= وأنتي كمان يا أبلة متعرفيش وحشتينا إزاي، أول ما رحيم بية كلم بابا إننا نيجي نشوفك ونباركلك وأنا  وسحر كنا عاملين زي المجانين.
سحر بهدوئها المعتاد...
= أنتي بس إللي كنتى زي المجنونة دي مقعدتش لحظة واحدة مكانها من ساعة ما عرفت الخبر.
إلتفت إليها سمر قائلة بغيظ...
= ياسلام ياست العاقلة ومين إللي جري زي العبيط وهو بيتنطط ويقول هبقي خالة هبقي خالة؟؟
نكزتها سحر في ذراعيها بغيظ لتردها سمر إليها في نفس اللحظة لتضحك حور بقوة علي مشحانتهم المعتادة تتمني ألا تفارقهم أبدا وسألتهم بإهتمام...
= طيب بابا يابنات مجاش معاكم لية؟؟
همت سمر بالرد عليها ليقطعها صوت زوجة أبيها قائلة برقة زائفة...
= إية ياحور مش هتسلمي عليا؟؟ هو أنا موحشتكيش زي أخواتك ولا إية؟؟
إلتفت إليها حور تتقدم منها قائلة برسمية...
= لا إزاي ياخالتي إزيك عاملة إية؟؟
أسرعت نرجس بأخذها بين أحضانها تبالغ في تقبيلها حتي تمللت حور بين ذراعيها تبتعد عنها لتضحك نرجس بمبالغة لتستمر بيهم الجلسة مابين مزاح أختيها والتي جعلت يضحك بسعادة حتي مالت عليها نرجس قائلة بهمس...
= حور يابنتي كنت عوزاكي في كلمتين كدة بيني وبينك.
إلتفت حور إليها بدهشة قائلة بإرتباك...
= بس ياخالتي...
ونظرت في إتجاة والدة رحيم المنشغلة في حوارها الضاحك مع سمر لتهمس نرجس قائلة...
= مش هأخرك يابنتي بس الكلام يخص أبوكي كنت عاوزة أكلمك كلمتين عنة.
أسرعت تسألها بلهفة...
= مالة بابا في حاجة حصلتلة؟؟
قالت نرجس...
= ماهو دة إللي عاوزة أكلمك فية بس مش هينفع هنا.
هزت حور رأسها بالإيجاب تلتفت إلي الحاجة وداد قائلة بخجل...
= ممكن ياماما أطلع مع خالتي نرجس ثواني لأوضتي ونرجع علي طول.
إنتقلت نظرات الحاجة وداد بين حور الواقفة بخجل وبين نرجس التي تمللت في وقفتها من نظراتها لها لتقول أخيرا...
= طبعا يايبنتي أتفضلي أنتي مش محتاجة تستاذني مني دة بيتك.
ضحكت نرجس بتملق قائلة...
= أكيد ياحاجة بس الأصول برضوا.
لتخرج هي وحور متجهين إلي جناح الأخيرة وما إن دخلوا إلي الغرفة حتي إنفجرت نرجس في البكاء بشدة أفزعت حور لتسرع في القول بخوف...
= في إية ياخالتي بابا مالة؟؟ متقلقنيش أكتر من كدة علية.
مسحت نرجس عينيها قائلة بحزن مصطنع...
= أبوكي من يوم ما أتجوزتي وهو ولا بياكل ولا بيشرب وحالة يزعل كل يوم عن التاني.
أجلستها حور لتجلس بجوارها تسألها بقلق...
= طيب لية كل دة؟؟ إية إللي حصل يخلية بشكل دة؟؟
نظرت نرجس إليها بحزن...
= خايف يكون ظلمك لما جوزك الجوازة دي، دة حتي رفض يجي معانا النهاردة علشان يباركلك.
شردت حور للحظات في كلماتها لتستأنف نرجس حديثها...
= أعمل إية ياحور يابنتي غلبت أقولة إنك مبسوطة في بيت جوزك وهو يقولي أبدا دي راضية علشان خايفة عليا من رحيم بية.
قالت حور بإهتمام...
= طيب إية العمل ياخالتي؟؟ أخلية يطمن إزاي اني مرتاحة ومبسوطة مع رحيم؟؟
إنفجرت نرجس بالبكاء تشهق بشدة...
= والله مأنا عارفة نعمل إية.
لتستمر في بكائها الهستيري لتشفق حور لحالها تنهض من جوارها ترتب فوق كتفيها في محاولة لتهدئتها وعندما فشلت أسرعت بإتجاة الباب قائلة...
= أهدي ياخالتي ثواني أنا هروح أعملك حاجة تهديكي وراجعة بسرعة.
نرجس من بين شاهقاتها...
= لالا يا حور متتعبيش نفسك.
لم تنتظر حور وأسرعت خارجة من الباب تاركة نرجس التي ما إن خرجت حتي توقفت عن بكائها فجأة لتسرع بإخراج أشرطة الدواء من حقيبتها تتجة إلي خزانة الملابس تفتحها تنظر بداخلها حتي وجدت التي تخص حور لتدس ما بيدها في أحد أدراجها الداخلية لترجع بسرعة مكانها تتنفس بخشونة قائلة...
= أديني نفذت كلام المخفية سارة بس كان نفسي أعرف هي ناوية علي إية للبت حور.
لتهز كتفيها بلامبالاة...
= وأنا مالي إن شاء الله يولعوا في بعض المهم إني  طلعت بقرشين حلوين من الحكاية دي.
●●●●●●
●●●●●●
وقفت حور تودع أسرتها بعد زيارتهم لها علي وعد منها لزوجة أبيها بأن تأتي لزيارتهم والحديث إلي  أبيها رغم علمها بصعوبة تنفيذها لهذا الوعد في ظل التوتر الدائر بينها وبين رحيم في هذة الأيام لتتجهة أفكارها إلي رحيم الذي ذهب بنفسة لإيصال عائلتها بسيارتة بعد إستقبالة لهم بحفاوة وترحاب شديد جعلها تنسي وتغفر لة كل ما يوجعها منة.
تنهدت بحيرة من تضارب مشاعرها تتجاهل ألمها الذي تشعر بة أسفل ظهرها منذ حديثها المتوتر مع زوجة أبيها تتجة إلي الداخل تجلس بجوار الحاجة وداد التي أسرعت تجذبها بين أحضانها لتريح حور رأسها فوق كتفيها لتقول وداد بإبتسامة...
= أكيد مبسوطة إنك شوفتي أخواتك النهاردة بصراحة بنات زي العسل.
رفعت حور رأسها قائلة بتعب...
= جدا ياماما متعرفيش كانوا وحشني قد إية.
تأملت وداد في ملامحها المتعبة قائلة بقلق...
= مالك ياحور أنتي تعبانة ولا إية؟؟
قالت حور بألم...
= مش عارفة ياماما حاسة إن ضهري وجعني شوية.
نهضت وداد سريعا تجذبها برقة...
= طيب قومي يابنتي بسرعة أطلعي نامي علي ضهرك الحركة الكتير غلط عليكي.
ما إن نهضت حور حتي شهقت بألم لتسرع وداد إليها بلهفة تسندها قائلة بقلق...
= لا أنتي تطلعي حالا وأنا هتصل برحيم يروح يجيب الدكتورة ويجي حالا.
ردت حور بصوت متألم خافت...
= ملوش لزوم ياماما أنا هتحسن لما أرتاح شوية.
هزت وداد رأسها برفض قاطع قائلة... 
= أسمعي الكلام وأطلعي أوضتك.
لتعالي صوتها مناديا لندي التي أتت مسرعة قائلة بقلق...
= في حاحة يا ماما؟؟
لتشهق بخوف وهي تري حور المنحنية علي نفسها بألم...
= مالك يا حور إية حصل؟؟
قالت وداد بنبرة لا تحتمل أي جدال...
= خديها حالا ياندي طلعيها فوق لحد ما أتصل برحيم.
أسرعت ندي بإسناد حور تصعد بها الدرج لتقول الحاجة وداد وهي تتصل برحيم برجاء وقلق...
= عديها علي خير يارب ويطمنا عليكي يا حور.

عشق رحيمTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang