الثلاثون

2.9K 72 0
                                    

وقف رحيم يتحدث إلي الطبية بعد إنتهائها من معاينة حور المستلقية بتعب فوق الفراش يحيط بيها ندي والحاجة وداد يشعران بالقلق الشديد بجانبهم سارة الواقفة بلا أي تعبير علي وجهها عينيها ترتسم فيهما القسوة وهي تري لهفتة الشديدة علي غريمتها ولكنها حاولت عدم إظهار أي من هذا فوق ملامحها وهي تستمع إلي الطببية تحدث رحيم بنبرة عملية...
= أطمن يارحيم بية إحنا قدرنا نسيطر علي الأمور  بس أحب أعرفك إننا لازم الأيام الجاية ناخد حذرنا.
رحيم بلهفة وقلق...
= يعني مفيش أي خطورة عليها دلوقتى؟؟
لترد عليها الطبيبة مطمأنة إياة...
= أبدا متقلقش بس بلاش توتر ولا إنفعال اليومين الجايين لأني لاحظت إن ضغط دمها مرتفع عن معدلة الطبيعي فياريت نحرص شوية.
هز رحيم رأسة بالموافقة قائلا بجمود...
= إن شاء الله هيحصل.
إستأذنت الطبيبة بالإنصراف ليلتفت رحيم إلي ندي قائلا...
= ممكن يا ندي توصلي الدكتورة وتخلي حمزة يوصلها؟؟
وقبل أن تتحرك ندي من مكانها أسرعت سارة قائلة بلطف...
= خليكي أنتي ياندي أنا هوصلها.
وافقت ندي رغم دهشتها من عرضها هذا لتخرج سارة بالطبية وما إن إبتعدت عن جناح حور حتي إلتفتت إلي الطبية تسألها بلهفة...
= يعني يادكتورة ممكن إن الحمل ميكملش؟؟
قالت الطبية بعمليتها المعتادة...
= والله يامدام دي حاجة بأمر الله كل إللي في إدينا إننا نعمل إللي علينا ونسيب الباقي لربنا.
إغتاظت سارة من رد تلك الطبيبة الحمقاء ترغب في هزها بشدة حتي تستخلص منها كل المعلومات التي قد تشفي غليلها ولكنها قامت بالسيطرة علي تلك الفكرة قائلة بهدوء حاولت إظهارة...
= أصل أنتي متعرفيش قد إية أنا قلقانة عليها.
ردت الطبيبة بهدوء...
= متقلقيش هي بخير أهم حاجة تبعد عن التوتر والإنفعال غير كدة كل أمورها بخير.
ضغطت سارة فوق أسنانها بغيظ من تحطم أمالها من كلمات تلك الطبية الغبية لتشير إليها بأن تتقدمها حتي وصلت إلي حمزة الواقف بقلق أسفل الدرج ومعة جمال يسألها بعينية عن أخر الأخبار لتوجة حديثها إلي حمزة قائلة...
= حمزة ياريت توصل الدكتورة علشان رحيم فوق مع حور.
أسرع حمزة يسألها بلهفة وقلق...
= طيب الأخبار إية طمنوني؟؟
ردت سارة وهي تجعد فمها...
= متقلقش هي كويسة وأمورها تمام.
تنهد حمزة براحة قائلا بفرحة...
= الحمد لله.
ثم يلتفت إلي الطبية قائلا...
= أتفضلي حضرتك أنا هوصلك.
ليتحرك خارجا يرافق الطبية وما إن أصبحوا خارج القصر حتي أسرع جمال يسألها...
= أنتي إللي عملتي كدة صح؟؟
ليمسكها من ذراعها بقسوة ضاغطآ علية...
= إيه إللي خلاكي تتصرفي من نفسك مش قولتلك متحركيش إلا بإشارة مني؟؟
هزت سارة رأسها بالنفي قائلة بألم...
= سيب دراعي أنا معملتش حاجة ولا جيت جنبها أصلا كل دة حصل لوحدة من غير ما أدخل.
أخذ جمال ينظر إليها بشك لثواني ثم ترك ذراعها يتنفس براحة...
= كويس أوووي كدة شكلها هتحصل لوحدها من غير ما ندخل.
إلتفت سارة إلية بحدة...
= يعني إية ياسي جمال؟؟ لا إحنا متفقناش علي كدة إحنا لازم نتخلص من الحمل ده وبأسرع وقت أنا  مش هستني تجي لوحدها فاهم.
همس جمال يتلفت حولة بقلق...
= وطي صوتك أنتي عاوزة تفضحينا؟؟
قالت سارة بإنفعال...
= أنت إللى بتنرفزني وتقولي تيجي لوحدها.
لتصيح مهددة.
= جمال أنا مش عايزة أي حاجة تربط البت دي برحيم بعد طلاقهم.
أقترب جمال منها قائلا بهمس محاولا إقناعها...
= فكري فيها كويس إللى عاوزينة هيحصل وهيطلقها وهي لسة في شهورها الأولنية يعني ممكن ينزل في وقت من غير ما ندخل ولا نعرض نفسنا للخطر وننكشف في كل مرة نحط ليها الدوا، أعقلي كدة وفكري في كلامي كويس هتلاقيني بتكلم صح.
ثم تحرك مغادرا ليتركها وحيدة وسط أفكارها السوداء التي تعصف بداخلها بجنون.
●●●●●●
●●●●●●
بعد خروج والدتة وزوجة أخية بعد الإطمئنان علي حور النائمة الأن بسلام أستلقي رحيم بجانبها محاولا عدم إيقاظها يضمها إلية برفق وحنان لتتلملم في نومها بين ذراعية ليقوم بتقبيل كتفيها بحنان ويهمس لها في أذنيها برقة...
= هششش أهدي ونامي أنا هنا جنبك.
همست بإسمة بصوت هامس وهي مازالت علي نومها تضم نفسها لة أكثر ليشعر بأنفاسة عالقة في صدرة من شدة إشتياقة لها ليطلقها ببطء شديد في محاولة منة لتهدئة إضطراب مشاعرة الثائرة ينحني عليها يقبلها بحنان ورقة هامسا أمام شفتيها بما لم يستطع نطقة لها...
= أة لو تعرفي قد إية وحشتيني ووحشني إني أسمع إسمي منك بطريقتك إللي بتقتلني بالبطئ دي.
تنهد بحرارة مكملا...
= نفسي أعرف إية إللي مخليكي متغيرة معايا كدة لو تحكيلي بس وتفهميني إية إللي مزعلك.
مد أناملة يقوم بإبعاد خصلاتها بعيدا عن عينيها ينظر إليها بإشتياق وهي نائمة براحة وإطمئنان بين ذراعية ليضمها أكثر إلية ليغرق سريعا هو الأخر في نوم حرم منة منذ فترة طويلة وم يستيقظ منة إلا  علي دقات منبة هاتفة معلنا وقت إستيقاظة ليسرع في إغلاقة خوفا من إيقاظها لكنة وجدها تتملل بجانبة تفتح عينيها تتمطي بكسل ليلتفت إليها قائلا بحنان...
= صباح الخير عاملة إية دلوقت أحسن؟؟
ردت بصوت هامس تحاول النهوض من الفراش...
= الحمد لله أحسن كتير عن إمبارح.
أسرع رحيم بالإمساك بها يجعلها تستلقي مرة أخري قائلا بلهفة...
= رايحة فين خليكي نايمة مرتاحة وبعدين لسة بدري أووي.
رفعت حور عينيها إلية تري وجهة قريب منها أنفاسة تلامسها برقة فأخذت عينيها تحوم فوق ملامحة ببطء وقد مرت أيام طوال منذ أن أقترب منها بهذا الشكل لتشعر بشوقها وحنينها إلية وإلي رقتة وحنانة عليها يسيطران علي جميع مشاعرها ليري رحيم مشاعرها تلك ترتسم في عينيها ليجد نفسة بلا وعي منة يرفع أناملة لتجول فوق ملامحها بإشتياق قائلا بهمس...
= وحشتيني ياحور وحشتيني أووي، متعرفيش قد إية وحشني قربي كدة منك.
لتجيبة هامسة هي الأخرى...
= وأت كمان وحشتني أووي يارحيم.
إنفرجت ملامحة بفرحة شديدة يهتف بسعادة...
= بجد ياحور!! طيب لية كل إللي حصل؟؟ لية الزعل بينا من الأساس؟؟
أخفضت عينيها عنة لا تدري ماذا تقول؟؟ أتحدثة عن كل ما يخيفها وما يحدث معها من إبن عمة الحقير هذا أم تستمر علي صمتها وتتحمل هي عواقب صمتها هذا؟؟
أدرك رحيم بحيرتها وأفكارها التي تموج بداخلها بعنف ليسرع ينحني فوق شفتيها يقبلها بجنون وشوق شديد يبثها إياها في قبلتة محاولا إبعاد  تفكيرها عن أفكارها تلك شوقآ أغرقة في دوامات لا قدرة لة علي السيطرة عليها فهو منذ متي أستطاع  السيطرة علي أي  شئ يخصها منذ زواجه بها؟؟ فلقد أصبحت كالهواء بالنسبة لة، كضوء في أخر نفق مظلم يعطي لة الأمل، هي أصبحت الحياة بكل ما فيها بالنسبة لة فهو يحبها نعم يحبها بل أصبح لها عاشقا ميئوسا منة مجنونا بها.
تسمر رحيم عند هذه النقطة من أفكارة ليرفع رأسة مبتعدا عنها بقوة وعنف تتسع عينية ينظر إليها  بذهول جعلها تسألة بقلق...
= مالك يا رحيم بتبصلي كدة لية؟؟!
لم ينطق حرفا مبتعدا عنها أنفاسة تتسارع بشدة كما لو كان خرج لتو من ماراثون طويل لتسرع حور بالجلوس فوق الفراش تمسك بذراعة تسألة بقلق...
= رحيم متقلقنيش عليك كلمني وقولي مالك أرجوك.
أسرع رحيم بمغادرة الفراش يتجة إلي الحمام دون كلمة لتجلس حور بصمت يتأكلها القلق علية لا تدري ماذا حدث لة ليصبح علي هذة الحالة؟؟
وقف رحيم تحت رزاز الماء البارد المنهمر فوق رأسة يستند بكفية فوق الحائط أمامة محاولا تصفية ذهنة حتي يستطيع ترتيب أفكارة لكن لم يجد في نفسة القدرة علي ذلك ليظل واقفا مكانة علي حالتة هذه لمدة طويلة أخذ فيها يهمس لنفسة بما أعترف بة منذ قليل.
أحقا فعلها وأحبها ضاربا عرض الحائط كل تحذيرات عقلة لة واقعا في حبها عاشقا مجنونا لها كما لو كان لم يعرف للحب طريقا من قبلها؟؟ زفر بخشونة يسأل نفسة أهو حقا سعيدا بهذا أمستعدآ لتكرار تجربتة مرة أخري مع سارة ليصدم من جديد؟؟
هز رأسة بعنف رافضا لتلك الفكرة فحور ليست سارة إنها حتي لا تشبيها بشئ فحور رقيقة ذو طبيعة طبية تفكر في الجميع قبل نفسها أو ليس قبولها الزواج بة كان لأجل عائلتها دليلا علي هذا فهو يعلم أنها لم تتزوجة طمعا بة أو في مكانة عائلتة بل ليكون صادقا هو أجبارها حرفيا علي الزواج بة فلم يجعل لها إختيار سوي بالموافقة بة.
سطع الضوء فجأة أمامة تتسع عينية بصدمة أيكون هذا حقا هو كل إحساسها بة الإجبار علي الحياة معة؟؟ أيكون هذا هو سبب تعاستها منذ معرفتها بحملها منة إحساسها بزيادة قيودة عليها في حياتها معة؟؟
ضرب الحائط أمامة بعنف يفرغ فية ما يشعر بة في تلك اللحظات من غضب وخيبة أمل وإحباط مما توصل إية تفكيرة لا يدري ماهو بفاعل.
أوقف تدفق المياة وقد قرر أن لا شيئ يحل بينهم سوي بالحديث يجب أن يتحدث إليها ويعلم منها كل ما تشعر بة في حياتها معة ويجب أن يخبرها هو بكل ما يعتمر في نفسة من أجلها لن يستمر الصمت بينهم أبدا بعد الان.
خرج رحيم من الحمام يلف خصرة بمنشفة وشعرة مازال يقطر ماءآ دون أن يقوم بأي محاولة لتجفيفة يقف أمام حور التي كانت تجلس فوق حافة الفراش تفرك قبضتيها بتوتر يرتسم القلق فوق وجهها ليزداد أكثر بعد رؤيتها لشحوب وجهة الشديد وهي تراة ينحني علي عقبية جالسا أمامها ليمسك بيدها بين يدية برقة ناظرا إليهم لعدة ثواني قبل أن يزفر بخفوت ويرفع عينية إليها قائلا...
= حور إحنا لازم نتكلم مع بعض مبقاش ينفع نكمل كدة وكل واحد فينا جواة كلام كتير للتاني.
أخذ يدها التي يمسك بها يضعها فوق صدرة العاري ناحية قلبة هامسآ...
= أنتي لازم تعرفي هنا فى إية.
ثم مد يدة هو يضعها فوق قلبها يحس بخفقاتة الشديدة أسفلها قائلا بصوت أجش مرتعش...
= وأنا كمان أعرف إية إللي ليا هنا.
توقف للحظات ينظر إلي عينيها بعينين تشتعلان شوقا قائلا بصوت لا يكاد يسمع...
= إتفقنا ياحور؟؟
أستمرت في النظر إلية تأسرها عينية لتهز رأسها  ببطء بالموافقة ليضع يدة خلف رأسها يقربها إلية يضع شفتية فوق جبينها يقبلها قبلة طويلة أودعها فيها كل ما يشعر بة في تلك اللحظة حتي أبتعد عنها متنهدا يقف ويوقفها معة يمرر أناملة فوق وجنتها قائلا...
= أنا عندي مقابلة شغل مهمة جدا مقدرش أعتذر  عنها وإلا كنا قعدنا وإكلمنا بس أوعدك مش هتاخر وأول ما أوصل مفيش حاجة هتعطلني عن إننا نبقي مع بعض ونتكلم إتفقنا.
هزت حور رأسها بالموافقة وقد قررت مصارحتة بكل ما يحدث معها ولن تتراجع عن قرارها أبدا فقد أتي وقت المصارحة لتجيبة بحزم...
= إتفقنا وأنا موافقة.
رحيم وقد سعد بوافقتها...
= خلاص أنا عاوزك ترتاحي في السرير متجهديش نفسك أبدا ولو عوزتي حاجة أنا هكلم ندي تكون معاكي ومتسبكيش.
عضت حور شفتيها قائلة بتردد...
= بس أنا كدة هزهق من القاعدة هنا ممكن بس أنزل  أقعد معاهم تحت؟؟ وأوعدك إني هخلي بالي كويس.
مد رحيم إبهامة يمررة فوق شفتيها بنعومة قائلا...
= موافق علشان خاطر الحركة دي بس.
أبتسمت بخجل تبتعد عنة بإرتباك ناحية خزانتة قائلة بمرح...
= طيب ممكن تسيبني أنا أختارلك تلبس إية النهاردة؟؟
تقدم يقف خلفها يحيطها بذراعية يضمها إلى صدرة بشدة ليلتصق ظهرها بة لينحني يدفن وجهة في تجويف عنقها يستنشق عبيرها بشدة قائلا بلذة...
= أنا تحت أمر حورتي أي حاجة تطلبها مني النهاردة أنا موافق عليها.
ردت بصوت خافض قائلة بشك لم تستطيع إخفائة في صوتها...
= بجد يارحيم أي حاجة هطلبها هتتنفذها ليا؟؟
أدارها بين ذراعية يرفع وجهها إلية قائلا بهمس...
= أي حاجة ياحور حتي ولو كان فيها عمري.
رفعت يدها تضغط بها فوق شفتية قائلا بفزع...
= بعد الشر عليك متقولش كدة تاني.
قبل يدها الموضوعة فوق فمة برقة...
= للدرجة دي خايفة عليا حتي من كلمة بقولها؟؟!
لم تشعر سوي وهي تحذبة إليها تحتضنة بشدة لا تريد إبعادة عنها أبدا تشعرها كلماتة بالخوف والرهبة فهى لا تستطيع تصور حياتها من دونة.

عشق رحيمWhere stories live. Discover now