الفصل الثاني من رواية قيود حانية ممنوع النقل او الاقتباس أو المشاركه أو النسخ
....................................................
قال رسول الله صل الله عليه وسلم
انا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة وأشار باصبعيه السبابة والوسطى...
غربة مقنعة
صرخت صرخات متتالية وانا مازلت منغمسة فى حلمى الذى أراه كل ليلة وانا احترق مع اسرتى التى توفت اثر فاجعة كبرى ليتركونى وحيدة فى تلك الحياة
صرخت حتى انقطع صوتى لافق واعلم انى مستلقية على فراشى فى بيت عمى الذى انتقلت إلى بيته منذ كنت طفلة رضيعة
توفى ابى ولم يتحمل صدمة فقده لامى واخواتى رغم تحسن حالته الصحية إلا أن الالام فراق امى انهكته ليعتزل داخل منزله الذى تركه على حاله بعد الحريق بسواد جدرانه ورفض رفضا باتا رجاء عمى له باصلاحه ليتفاجا عمى ذات يوم بوفاته
لقد قتله الحزن والكمد لم يستطع فراق معشوقة قلبه كما كان يناديها بين أوراق مذكراته الشىء الوحيد الذى يعيدنى إلى هويتى هى هذه الأوراق وكم كنت سعيدة عندما وجدتها بين الكتب فى مكتبة ابى
تسلسلت الدموع من عيني وانا اهمس لنفسى لن اسامحك يوما ابى لقد قتلك الحزن واليأس ونسيت وجودى لتتركنى فى مهب الريح
......................................................
اجفلنى دقات متتالية على باب حجرتى يعقبه اندفاع زوجة عمى إلى وهى تلهث ويبدو عليها امارات الفزع والخوف لتتساءل بترقب وخيفة
اانت بخير ياابنتى ... لتقترب منى وتجلس على فراشى وهى تمد يدها لتمسح دمعات لم أشعر باستمرار جريانها دون أن ادرى لم تعلق زوجة عمى على صمتى بل جذبتنى لتعانقنى بحنو افتقده كثيرا لاشم فيها رائحة الامهات التى لم احظى بواحدة منهم
.......................................................
اشرقت الشمس تعلن عن ميلاد يوم جديد لتعلمنى أن الحياة مستمرة رغم الالام والأحزان مستمرة يرحل احباءنا وتستمر الحياة.. لتردد كلمات زوجة عمي فى اذنى لافرح يدوم ولا حزن يدوم
دخلت الى المغسلة لاخذ حمامى الصباحى لكم امتن لعمى إذ جعل لى جناح خاص بيه له خصوصيته فى هذا القصر العتيق منذ أن بلغت الرابعة عشر ولكم توغل هذا قلب تلك القميءة حنان بالحقد على حين ذاك حتى لقد هتفت فى نزق بكلمات بلهاء مثلها
اتذكر كلماتها التى اح رق ت قلبى وهى تذكرنى بيتمى ((والله أشعر أن علياء ابنتكم أكثر من مراد ووليد ابناءكم))
ليرد عمى عليها وهو يضع يده حول كتفى ويضمنى إلى صدره هى فعلا ابتنا الوحيدة ياحنان التى من الله علينا بها
هبطت درجات السلم الداخلى للقصر لأجد خلفى وليد ابن عمى صديقى القديم الذى تغرب عنى منذ زواجه من تلك الحنان ولا ادرى
.............................................................
كنا نلتف حول مائدة الطعام عمى يرأس الماءدة وعلى يمينه تجلس زوجته بينما على يساره يجلس مراد ويقابله وليد بما أنه الابن الاكبر وتجلس على يمينه حنان زوجته بينما أنا تعودت أن أجلس بجانب زوجة عمى
كانت الصمت يخيم بوقاره علينا الا من أصوات ادوات الطعام إلا أن قطعه مراد اخى الحنون كل عام وانت بخير يا علياء كل عام وانت الى الله اقرب .... نظرت إليه وإن ابتسم بامتنان وانت سالم يامراد
قد اتمتى اليوم خمسه عشر عاما ياابنتى كل عام وانت فى احسن حال وانت بخير وسعادة ياعمى ... ربتت زوجة عمى على وهى تقول لم انسى حبيبتي ولكن مراد سبقنا كالعادة كل عام وانت بخير وسعادة وهناء ... اشكرك يازوجة عمى قلتها وانا اعانقها بحب لتشد من عناقى لى وهى تهمس لى هديتى وهدية عمك ستجديها على فراشك عندما تصعدين إلى جناحك كم اسعدتنى تذكرهم يوم ميلادى فاليوم الثلاث من شهر رجب تاريخ ميلادى الهجرى
خرجت من عناق امى على كلمات السخرية التى تقطر من السيدة حنان تلك المخلوقة المستفزة ... كبرت يا صغيرة وأصبحت عروس العقبى عندما يهنءك الجميع بالزواج كان كلماتها تقطر تهكم وسخرية وان كان الظاهر غير ذلك ...
نظرت إلى وليد الذى كان يضع عينيه فى طبق الطعام وهو يرمقنى ببرود ولا مبالاة من وقت لآخر حتى أنه لم يكلف نفسه بعض كلمات المجاملة لمعايدتى
اين ذهب وليد الحنون ... اين ذهب صديقى الذى لم يفارقنى إلا حين تزوج تلك الحنان
شعرت بمرارة تملىء حلقى وتسللت إلى صدرى من نظراته الثلجية التى جمدتنى
لو قلت إن العالم كله فى كفة ووليد فى كفة أخرى ما كذبت هو كذلك بالنسبة لى ولكن هذا كان
هناك شيءا تغرب بيننا يا صديقي .
يتبع
وانتظرونى الثلاثاء القادم ان شاء تعالى بعد منتصف الليل
قلادة السماء الزرقاء برجاء مشاركتى باراءكم وتوقعاتكم
دمتم فى حفظ الله وأمانه ورزقكم الله سعادة الدارين
