الخامس ♡♡ لك في قلبي سكن ♡♡ صابرين شعبان

776 60 13
                                    

الفصل الخامس

ضمتها صفية بقوة و هى تقول "  أخيرا  تعطفت و جئت للبقاء معي قليلاً  "
ضحكت بيسان بخفة و قبلت وجنة جدتها قائلة " أسفة جدتي تعلمين أن عرس سديم بعد أيام و للتو أنهينا كل شيء للزفاف فقلت أتي لأنعم بصحبتك قليلاً  "
" خيراً  فعلت،  خاصة أن المزرعة تأخذ كل وقتك بالكاد أراكِ "
" أعدك سأتي إليكِ كثيراً و أنتِ ستأتين في الإجازة  لتظلي معنا و لن أقبل منكِ رفض "
" حسنا لنرى أولاً صدق حديثك و إن كنت ستأتين لزيارتي"
" سأفعل بالتأكيد  ،  أخبريني الأن أين سارة و سيف "
" لدى جدك أحمد سيظلون اليوم مع جدك صابر بعد رؤيتهم لمحمود و سيربن "
" هو هو العائلة كلها هنا و جاء جدي صابر أيضاً  "
" نعم و به الخير جاء لرؤيتي فور وصوله ليس مثل حضرتك جئت بعدها بعام "
" أخبرتك أني أسفة،  هل ستطعميني الأن أم أذهب لمنزل صقر العامري مرة أخرى "
" أنسي أيتها المشاغبة و لا تتحججي بالذهاب فلن أسمح لك، هيا لغرفتك لتبديل ملابسك أولاً  "
حملت حقيبتها و قالت و هى تتوجه لغرفتها " على الفور يا ست الكل "
ابتسمت صفية بحنان إن حفيدتها باتت تشبه والدتها أكثر و أكثر أنها تعوضها عن فقد ابنتها كم تشتاق لسيرين كل يوم تدعوا الله أن يجمعها بابنتها و زوجها في الأخرة.  دخلت بيسان غرفتها و أغلقت الباب و هى تضع الحقيبة بالأرض و تستند على الباب بحزن تفكر فيما حدث أمس كلما تتذكر مظهره المرتعب و صرخته المفزوعة  يخفق قلبها بعنف، لا تصدق أن هذا الرجل الكبير الواثق المظهر و الصلب يخشى من شيء رائع كالأحصنة، لكم كان مظهره بائس و مؤلم و هو يحتمي بسيارته و كأنها ستقتله دهسا،  تنهدت بحزن و هى تمسك بحقيبتها تمتم بخفوت " أنسي بيسان كما قال عمك رأفت ليس لكِ ذنب بحالته "
و رغم هذا ظلت تفكر كيف هو الأن و بماذا يشعر.

***×
نظر صقر لحقيبته بجمود " ما هذا زاد،  إلى أين أنت ذاهب "
" أنا مسافر جدي،  سأعود لعملي "
" الأن و قبل الزفاف بعدة أيام؟!!! "
قال زاد بتصلب " جد شيء هام بالعمل و علي أن أعود،  أسف لذلك "
" تأسف لمن،  لي أم لسديم،  أم لوالديك،  أم للحياة بأجمع"
" جدي أرجوك لا داعي لهذا، الأمر بسيط و سديم سأخبرها بضرورة ذهابي "
" لقد كنا متفقين أن تظل للزفاف فما الذي جد و لا يحتمل التأجيل "
" شيء هام "
" ما هو "
مسح على وجهه بتوتر " عمل "
انتفض عندما وجد جده يسأل بغضب صارخا " عمل ماذا أهم من البقاء مع عائلتك لزفاف شقيقتك  الوحيدة "
دخلت سارة و بثنية على صوته و خلفهم مريم التي سألت بقلق " ما به عمي "
لم يجيبها أحد و سارة تنظر لحقيبة ابنها لتسأل بقلق " زاد إلى أين ذاهب بني "
قال صقر بحدة " يريد السفر للعمل "
سألته جدته بتوتر: " بني الآن و زفاف شقيقتك لم يتبقى عليه الكثير "
وجده جده ينفجر و هو يصيح بعصبية " نعم الأن الأن لم أعد أتحمل البقاء هنا تعلمون أني لم أكن أريد ذلك فلم تتعجبون من قراري "
قال صقر بحزم "أخفض صوتك و أعلم أنك لن تسافر زاد "
" بل سأذهب جدي سأعتذر من سديم "
" قلت لن تسافر "
أمسك بحقيبته و قال بعصبية " سأتأخر على الطائرة،  أراكم بخير "
" قف زاد،  قلت لن تسافر "
لن يتركه يذهب أنه يدمر الباقي المتبقي من حياته و لن يسمح له بذلك " بل سأذهب لا تضغط علي جدي أرجوك  "
رد صقر بصرامة " قلت لا ذهاب من هنا بعد الأن زاد أنت ستظل معنا منذ الآن و دائماً "
و كأن قنبلة انفجرت بعقله لحديث جده ليجده صقر يصرخ بإنهيار " لا،  لا تقل هذا،  لا تجبرني على البقاء هنا سأجن "
" بل ستظل،  لن تهرب بعد الآن و ستواجه مخاوفك هنا و أنت معنا  "
وجده جده يتوجه للباب و هو يجر حقيبته جرا وكأنه رجل عجوز لا يقوى على الوقوف اندفعت والدته خلفه
" زاد بني توقف سنتحدث بهدوء لا تذهب الأن ما زالت متعب  "
" زاد انتظر هنا لم انهي حديثي "
هدر به جده بغضب و هو يتحرك بدوره ليلحق به و كان أكثر نشاط و قوة من حفيده ،  وصل إليه و أمسك بذراعه يديره بقوة " لن تذهب، ليس بعد الأن "
" لماذا لا تفهم جدي لم أعد أتحمل البقاء أنا أختنق هنا "
أمسك بذراعيه بحزم " أنا أفهم أكثر مما تظن و لهذا لن أتركك تذهب "
صرخ ببؤس "بل دعني أرجوك أنا أتألم هنا "
" أصعد لغرفتك زاد "
" لا،لن أفعل " رفض بعناد
رفع صقر راحته و صفعه بقسوة قائلاً  "قلت أصعد لغرفتك "  لتنطلق شهقات النساء بخوف و بثينة تهتف بزوجها " صقر لماذا " رمقه بقسوة قائلاً  بحزم " لغرفتك و الأن زاد  " أمره بغضب عندما ظنه يرفض بعناد و لكنه
كان يقف أمامه مسمرا لا يصدق ما فعله جده فهو لأول مرة يتلقى صفعة من أحد و من من،  من جده،  جده الذي كان يظن أنه يحبه أكثر من أي أحد أخر، يصفع و هو في هذا العمر، حتى والده لم يفعلها و هو صغير،  قال صقر بصرامة لسارة التي بدأت تبكي بخفوت تراقب ملامح ابنها الشاحبة و المذهولة  " خذيه لغرفته و أحرصي أن لا يخرج منها لحين أرسل في طلبه "
قالت برفق و هى تدعوه ليتحرك " هيا بني لتستريح  "
يضع راحته على وجنته المحتقنة و جسده متصلب و عقله لا يعي ما حدث للتو مما جعل والدته تحيط جسده بذراعيها و هى تقوده كالمغيب لغرفته،  قالت بثينة بعتاب لزوجها الضائق " ما كان عليك فعلها صقر،  أنت تصفع زاد و هو في هذا العمر "
" لقد تأخرت بثينة،  تأخرت "
" كنت تركته صقر فهو يبدو متوتر و ضائق  "
" لن يذهب يا بثينة،  لن يذهب و سأجبره لرؤية طبيب،  هذا الوضع لم يعد يحتمل "
" و بعد هذه السنوات تريد أن تجبره يا صقر لم تفعلها و هو صغير "
" وهذا خطئي يا بثينة ما كان علينا الصمت و تركه هكذا لقد أصبح كتلة من المرارة و الغضب "
" أتمنى أن لا يفعل شيء أحمق بعد صفعتك هذه "
" لن يفعل شيء و لن أسمح له بالخروج من المنزل حتى أجد حل لهذا الوضع "
نهضت مريم لتذهب للأعلى لترى سارة ربما تحتاج إليها.

 لك في قلبي سكن  Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt