الثالث عشر ♡ لك في قلبي سكن ♡ صابرين شعبان

608 44 25
                                    

الثالث عشر

نظرت حلم لشقيقها بترقب ولهفة " أخبرني كيف هو الأن "
" يمكنك رؤيته والاطمئنان عليه  "
" وحالته أخي،  تحدث أرجوك "
" حسنا للأن حالته مستقرة،  لقد أصيب بإنخفاض ضغط الدم  و قل تدفق الدماء في الشرايين للقلب،  مما أدي لإصابته بالنوبة،  سيظل معنا هنا عدة أيام لنطمئن عليه و لكن سيحتاج لفترة راحة لا تقل عن أسبوعين أو ثلاثة "
" يا إلهي،  كل هذا وتقول حالته مستقرة أخي "
" اطمئني حلم هو بخير الأن "
جاء بجاد و لؤي ركضا بعد أن أخبرتهم بيسان قبل قليل "بيسان،  حلم  ،  أين آمر،  أين أخي أخبريني "
لتجد كلتاهما والدي حلم و العم صابر ينضمون للجميع ليطمئنوا بدورهم..

***×
" حمدا لله على سلامتك بني "  قال هذا صابر  ،  ليجيبه آمر " شكراً لك يا عمي، أنا بخير والحمد لله  "
سأل أحمد " كيف حالك بني،  هل يؤلمك شيء الأن "
" لا، صدقني أنا بخير،  يمكنني العودة للمنزل لو سمح لي الطبيب "
كانت الغرفة مزدحمة بالعائلة، حتى رأفت و هيثم قد أتيا بدورهما للاطمئنان  عليه،  سأل بجاد ببؤس وهو يرى ضعف شقيقه والذي لم يشهده منذ سقط من على ظهر سر منذ سنوات،  حتى حينها كان يملك القوة أكثر من الأن
" كيف حدث هذا،  كيف أهملت بنفسك لهذا الحد أخي " كان شعور بالذنب مرتسم على وجه شقيقيه وهم ينظروا إليه، مما أكد أنه السبب في عدم عيش حياتهم بهدوء وسعادة مع عائلتهم.  قال بصوت واهن..
" أنا بخير بجاد ، لا تفتعلوا مشكلة من لا شيء، كل واحد منكم يهتم بما كان يفعله،  أنت بجاد عد مع دانية لمنزلكم واهتموا بطفلكم القادم وظلوا مع أولادكم، وأنت لؤي ظل مع الأولاد بالقدر الذي تريده،  وإن كان البقاء هنا يروقكم فأفعلوا و سأهتم بكل شيء حين أخرج من هنا "
نظر إليه شقيقيه بقلق لحديثه الغريب، بينما حلم و بيسان يقفن جانباً وكل منهن تبكي بصمت،  قال صقر بحزم " هيا أتركوا آمر يستريح وأي حديث وقتاً أخر "
قال لؤي بقلق " نريد أن نطمئن عليه فقط يا عمي "
" وقد فعلتم الجميع للخارج،  هيا رأفت خذ زوجتك وشقيقك و عودوا للمنزل و أنا و بثينة سنظل مع حلم وبيسان "
هتف بجاد برفض " نحن لن نترك أخي و نذهب لمكان "
أكد صقر " بل الجميع،  هيا عودوا للمنزل "
جاء وائل ليقول بأمر " هيا للخارج جميعاً، يحتاج آمر للراحة "
" حلم تعالي لمكتبي بعد ذهاب الجميع "
هتف به بجاد قبل أن يذهب " انتظر وائل،  أخبرنا بحالة أخي نريد أن نطمئن عليه "
نظر لزوج شقيقته باسما " هو بخير كما ترى،  أليس كذلك آمر "
" ما هذا العبث،  هل مطلوب منا تصديقك،  نريد أن نعرف عن حالته بالضبط دكتور "
قال آمر بحزم " أخبرك أني بخير يا ثور،  هيا خذ ديم وعد لمنزلكم، هيا أتركوني لأغفو الأن "
فعلت حلم و أخرجت الجميع بحزم رغم جدل شقيقيه الرافض ،  نظرت إليها صديقتيها بصمت ولم تعلق أي واحدة بكلمة حتى لا يثور زوجيهما و الذي من الواضح أن حلم تحاول تنحيتهم عن معرفة أي شيء عن حالته،  قال لؤي وبجاد فور غلقها للباب خلفهم " لن نذهب حلم لا تحاولي معنا "
بينما أضاف لؤي بسخط " هل تسمعين يا أبلة لن نذهب لمكان حتى يعود معنا آمر للمنزل"
هتف صقر بحزم "أصمتوا جميعاً،  أنتم بمشفى هنا"
" ألا ترى يا عمي،  أبلة حلم تريد تنحيتنا عن معرفة أي شيء عن حالة أخينا "
قالت عزة حانقة  " من قال هذا أيها الأحمق،  هى فقط قلقة على زوجها و تريد راحته بعيدا عن توتره لقلقكم عليه  "
قال بجاد بحزم " لكننا لن نتحرك من هنا حتى نعلم كيف هو وما الذي حدث معه "
وجدوا آمر يخرج و هو يقف بثبات رغم شحوب وجهه وملامح التعب الواضحة عليه " الجميع لمنازلهم،  لا أريد أن يظل أحد هنا معي "
أسرعت حلم إليه " حبيبي عد لفراشك أرجوك "
" لن أعود إلا إذا رحل الجميع و إلا أنا من سيرحل من هنا "
وكان يتحرك ليغادر بالفعل غير مهتم بزي المشفى القصير، أوقفته حلم بحزم " حبيبي،  سيعودوا، رجاء أهدأ "
وجدت صقر يدفع بالجميع ليرحل و شاركه صابر و أحمد الذي قال " هيا للمنزل الأن "
أعادت حلم آمر لفراشه بلطف " ها قد ذهبوا هيا أسترح الأن رجاءً "
أغمض عيناه بتعب،  عادت لتوصل جسده بإجهزة مراقبة الضغط و ضربات القلب، ودثرته بالشرشف الخفيف " هل أنت بخير حبيبي "
" أنا بخير حلمي،  أذهبي لترى الأولاد،  أعلم أنك مشتاقة إليهم و هم بقربك هنا "
قبلت رأسه بحب "لا شيء أكثر اهمية منك لدي آمري،  هيا أستريح و لا تهتم بشيء غير استعادة قوتك"
" أين بيسان،  هل ذهبت معهم "
" لا أظن ذلك،  مؤكد بمكان ما بالمشفى حتى يذهب الجميع و تعود للظهور "
ضحك بخفة " تلك الشقية "
دمعت عيناها " لا شيء أهم منك لديها "
" المزرعة،  من سيهتم بها "
" لا تشغل عقلك أرجوك حبيبي "
" لا حلم،  كيف نترك كل شيء هكذا،  أطلبي لي "
قاطعه دخول بيسان بحذر " بابا حبيبي،  هل أنت بخير "
قالت حلم باسمة " تعالى بسبوسة،  للتو كنت أخبره بأنك تنتظرين ذهاب الجميع لتظهري "
" تعالي حبيبتي،  أنا بخير الأن "
دخلت بيسان للغرفة و توجهت لفراشه لتضم رأسه بقوة وهى تقبلها مرارا
" كدت أموت من شدة خوفي عليك "
" ربت على ذراعها بحنان " أنا أمامك بخير "
أمسكت بيده " كيف هى يدك الأن "
" بخير حبيبتي،  لقد ضمدها الطبيب بعد تنظيف الجروح بها "
" حمدا لله أنك بخير "
" لولاك ما كنت هنا بينكم "
هتفت هى و حلم بقوة وحرارة " بعد الشر عنك آمري "
ضحك آمر على عبارتهم والتي تظهر  مدى تعلقهم به وشغبهم في الرد عليه ،  سأل قائلاً  " هل عاد لؤي و بجاد لمنزلهم  ، أم مثلك يختبئون هنا في مكان ما "
قالت حلم بسخرية  "في الحقيقة أتوقع منهم أي شيء"
" حبيبتي هل لك أن تهاتفيهم لتطمئنيهم،  أعلم أنهم قلقين بعد صرفهم بهذه الطريقة "
" حسنا آمري،  عد للنوم لنيل بعض الراحة وأنا سأفعل ما طلبته "
أكدت بيسان " نعم بابا عد للنوم و نحن سنفعل ذلك،  هيا حلم أتركيه ليغفو ونحدثهم من الخارج "
" حسنا،  هذا أفضل،  هيا استرح حبيبي "
خرجت مع بيسان وأغلقت الباب خلفهن وهى تطلب دانية لتعلم أين  هو زوجها..

 لك في قلبي سكن  Where stories live. Discover now