التاسع ♡♡ لك في قلبي سكن♡♡ صابرين شعبان

500 38 15
                                    

الفصل التاسع

في مزرعة العامري

جلست دلال مع حلم و ديم ودانية تتابعان أخبار بعضهما بينما جلس راجي وشادي و باهي مع آمر الذي قال بسخرية " لا أتوقع زيارة بريئة منك، أي سبب لهذه الزيارة المريبة يا ترى،  هناك سيارة أخرى محطمة أخرى "
قال راجي ضاحكا " ليس لهذا الحد،  لقد كبروا و عقلوا،  لا شيء غير أن الشباب اشتاقوا للعمل بالمزرعة و قد قررنا أن نظل معكم يومين نستمتع بالهواء النظيف "
" يومين فقط، حمدا لله، هذا يعني أن لا سيارة محطمة أو زواج مزيف "
ضحك شادي و باهي و كلاهم يؤكد " بل زيارة بريئة "
" حسنا أخبروني، كيف حال الجميع و لماذا لم تجلب الأولاد  معكم "
" أرادت النارية الهرب منهم ليومين فتركتهم لدي والدي ووالديها "
" كيف عملكم يا أولاد "
رد شادي بحرارة " بخير عمي آمر،  ولكننا نفتقد العمل هنا من وقت لأخر "
" المكان يرحب بكم أي وقت تريدون العودة لهنا "
قال باهي بحماسة " شاكرون لك ترحيبك،  نعد المزرعة كمنزل ثاني لنا "
أكد آمر " أنها كذلك بني "
سأل راجي " أين بجاد و لؤي،  لا تقل في المدينة "
" بل بالعمل،  هناك قطيع جديد للأبقار يقومان باستلامه"
سخر راجي " هل أصبحت عجوزا لدرجة ترك العمل لبجاد و لؤي "
" بل هذا هو النظام و الإدارة الحكيمة التي تلزم كل واحد بعمله يا عديم الحكمة "
ضحك راجي " حسنا أيها المتسلط،  أخبرني كيف هم الأولاد و بيسان،  هل تزوجت "
" الجميع بخير و لا أحد تزوج،  مؤكد لو حدث سنخبركم"
" بالمناسبة، أين هى لم نرها على ظهر أدهم بالجوار "
" ذهبت للمدينة لدى جدتها "
لاحظ آمر الضيق ارتسم على ملامح الشابين وراجي يقول بمزاح " أخيراً فضلت العيش بالمدينة "
" جدتها مريضة ذهبت لرؤيتها و ستعود بالغد،  المهم أتركانا من ذلك و أخبروني يا أولاد،  متى سنفرح بكما أنتم "
وكان راجي قد انتبه لتغير نبرة آمر و نظرات الشك التي كان يرمق بها شقيقه و شقيق زوجته ليعلم أن أحد منهم يهتم بابنته بطريقة مختلقة..

***×

" سأظل بغرفتي التي مكثت بها المرة الماضية "
قالت دعاء هذا و هى تحمل حقيبتها الصغيرة على ظهرها
قال معتصم يجيبها " ظلي بالمكان الذي يريحك "
سألت سديم " أين زاد أخي "
" لم ينهي عمله بعد لم لا تبدلان ملابسكم و تعدان بعض الطعام الجيد من أجله "
" حسنا سأبدل ملابسي و أفعل "
قال أكرم بكسل" أما أنا سأغفو لحين تعدوا الطعام "
رد معتصم بحنق مصطنع " لا تظن ذلك،  جئتم هنا من أجل الترفيه عنا قليلاً، لا التعامل و كأنكم في فندق خمس نجوم،  هيا تعالى معي ليس هذا وقت النوم أيها الكسول "
ضحكت سديم و قالت لزوجها بمكر " أذهب عزيزي لا تخف لن يجعلك تحلب البقر و ترعى الغنم "
" هذا ما كان ينقصني أيضاً  "
قال معتصم بسخط " هيا وكفاك ثرثرة "
ذهبا معا، بينما لحقت سديم بدعاء لغرفتها،  كانت تضع ملابسها في الخزانة الصغيرة " منذ أخبرنا جدي بالمجيء لهنا و أنتِ صامتة "
" لا شيء،  لم يكن لدى حديث أقوله، هذا كل شيء "
" دعاء "
هتفت بها سديم تلفت نظرها للحديث،  جلست دعاء على السرير تنتظر ما ستتفوه به سديم التي قالت بهدوء " لم لا تصارحيني بما يدور داخلك،  لم أتزوج منذ سنوات، لذا لم أبتعد كثيراً "
" لا شيء لدي أخبرك به "
" لا شيء أم لا شيء تخبريني به أنا بالذات "
" لا أفهم، ما هذه الألغاز،  تحدثي بشكل مباشر سديم فعقلي ليس رائق للتخمينات "
" هناك أحد بحياتك دعاء،  هل لهذا  بدوت رافضة المجيء لهنا "
أضافت بخبث " لم تكوني تريدين الابتعاد عنه مثلا "
نظرت دعاء إليها بدهشة " من أين جئت بهذا بالله عليك"
تكتفت سديم وطالعتها بتحدي " أخبريني بالحقيقة إذن،  المرة الماضية كنت أكثر سعادة للمجيء لهنا "
" لا شيء غير أن مزاجي ليس مناسب للترفيه عن أحد "
" أها،  وهذا الأحد،  هل هو معتصم أم زاد "
أجابت بحدة " أي أحد سديم و الأن أذهبي لتبدلي ملابسك لنعد الغداء فالطريق أشعرني بالجوع "
" أي يكفي حديث لهنا،  حسنا و لكن تذكري أني هنا من أجلك "
" سأتذكر،  هيا أذهبي "
قالت سديم ساخرة " ليت بيسان كانت هنا،  كانت صحبتها ستكون ألطف بكثير "
بادلتها الدعاء السخرية  " هذا إذا وجدتها و لم تكن تهيم بالبراري مع الخيل و الأبقار "
ضحكت سديم و خرجت قائلة " ألحقي بي إذن و أثبتي أن صحبتك أفضل من الشقراء المجنونة بالحيوانات "
ابتسمت دعاء و كلاهم يعلم أن صحبة بيسان مفضلة عند كلتاهم حتى لو كانت تظل مع الأبقار أكثر من البقاء معهن،  نهضت لتبدل ملابسها وهى تفكر في حديث جدها صابر الذي سمعته بالخطأ مع جدها صقر وهل حقاً عمر يريد الزواج بسارة الصغيرة، لماذا لم يخبرها أو تعلم شيء كهذا،  لم هى بعيدة عن شقيقها و ليست قريبة مثل معتصم و سديم فهى تعلم عن فتاة معتصم من سديم منذ وقت طويل، على عكس عمر الذي لم يشاركها أسراره أو سألها عن أي شيء يخصها و كيف تقضي وقتها بعد أن انتهت من دراستها.. خرجت من الغرفة تلحق بسديم نافضة كل تلك الأفكار عن عقلها الأن محاولة الاستمتاع بالبقاء هنا لعدة أيام كما أمر جدها...

 لك في قلبي سكن  Where stories live. Discover now