الفصل الخامس و الثلاثون ( الجزء الأول )

1.8K 141 114
                                    

الـفـصـل الـخـامـس و الـثلاثـون

‏‌ أتمنّى أن تتوقف الأمهات عن الموت، أن يتوقف أصدقاؤنا عن إرسالنا إلى دكة الإحتياط كلمّا دخل إلى حياتهم شخص جديد، أن يقبل الحظ اللعب معنا ولو لمرةٍ واحدة، أن ننجح منذ المحاولة الأولى، أن نبكي فرحًا، أن يحبّنا مَن نحبّهم، أتمنّى على الأقل أن نصمد حتى خط النهاية

-----------------------------------------------------------

فتح باب الشقة بهدوء يحيط كتف الآخر بذراعيه يتابعه بصمت و حذر ، نظر بعدها إلى أمير الذي دخل معهم ليتنهد بقوة و إختناق يعيد نظراته إلى عمر ..

دموعه متجمدة على وجنتيه ، جفون حمراء و ذابلة ، و بشرة شاحبة و ملامح متجمدة ، سار معهم بصمت تام دون روح ، نظر أمامه إلى غرفته التي أدخلها له الآخر يقربه من الفراش حتى ينام عليه ..

نظر عمر إلى الفراش بهدوء شديد ، كان في الصباح معه ، كانت الطمأنينة بدءت تعود إلى قلبه مرة ثانية، كان عليه ألا يثق في هذه الحياة مرة ثانية أنها سـتقف في صفهم و تريحهم قليلاً ، كان عليه أن يظل متذكراً أنها سـتظل تحرمهم من كل ما يبغونه و يتمنوه ..

تمنى لو هذه الساعات لم تمر ، و ثبت الزمان في لحظات الصفاء التي مرت عليهم في الصباح ، هو الآن يعود وحيداً ليس كما خرج معه ، هو مازال لا يستوعب هذه الصدمة ، مازال يرفض كل ما يحدث ولا يستطع تقبله ، جلس بصمت تام على الفراش ينظر إلى المكان الفارغ بجانبه ، حدق فيه عدة دقائق و عادت عيناه تدمع مرة ثانية ..

أبتلع ريقه بمرارة ناظراً إلى أمير الذي جلس بجانبه بصمت تام ، و ملامح عابسة بشكل ظاهر ... ظل ينظر له عدة دقائق بصمت طال ، نظرات غير مفهومة بالنسبة للآخر الذي عاد إلى الخلف بريبة و قلق ..

نظر بعدها إلى هادي الذي هتف بهدوء : أرتاح شوية يا عمر و أنا دقيقة بس و راجع ..

تابعه عمر ثوانِِ قليلة ثم نظر إلى أمير الذي هتف بخفوت و هو يربت على كتفه : عمر عايزك بس متقلقش ، القضية بسيطة والله و أنت سمعت المحامي بنفسك ، هتكون قضية قتل بالخطأ أو لأنه مش في وعيه و هتتحل ..

تنفس عمر بـقوة و صمت تام ، ليتابع أمير : بعدين الحكومة عارفة كويس حقيقة عصام و الكل كان عايز يتخلص منه ..

نظر له عمر متنفساً بإرتجاف و هو يهتف بغصة : الكل عايز يتخلص منه ، طب هو يدفع التمن وحده ليه ؟ هو اللي يتحاسب ليه ؟ ليه حتى و هو ميت يفضل يأذيه ..!

زم على شفتيه بـقوة و هو يبكي بـوجع و إختناق : ليه كل حاجة ضدنا ، ليه كله ضده ... مفيش حاجة بتفرحنا قادين نعملها إحنا مش عارفين نعيش زي الناس ليه ..! احنا بنتحرم من كل حاجة ، هو اتحرم من كله ..

نظر له بعدها هاتفاً و نظراته ملئها الرجاء : هو هيطلع صح ؟ أنت شايفه برئ و كويس مش كدا ؟

غَـرْقَــىWhere stories live. Discover now