مكان ما ، حيث اللا احد ، دامس جدا ، لم يرى احدهما الآخر ، هذه المرة فقط دون باقي المرات ، لقد كان لقاؤهما الأخير ، احدهما سيختفي ، و الثاني سيرحل للأبد
هي لم ترغب برؤية ملامحه كمَرّةٍ اخيرة ، كي تتمكن من تجاوز الامر و المضي قدما ،كي تتمكن من الانفصال عنه كما لو انها لم تقابله قط ، رغم ادراكها انه لن يحدث ، بل الاصح ان كلاهم ادرك انه لن يحدث ، فصار الامر متعلقا بجعل نفسها تبدو أنانية فيما يتعلق بالامور ما بين السطور ، كي يتمكن هو الآخر بالمبادرة و الوقوف على حافة العالم ، وهذه المره ليس من على حافه عالمها ، كما قفزت هي قبل سبع و عشرين سنة ..
رغم فارق السن العظيم بينهما الا انه بدا اصغر منها ب 10 سنوات
صمت مقلق دام لفتره كلاهما يشعرون بوجود الاخر لكن لم يبادر احدهما بالكلمة الاولى ، قطع الصمت القاتل فرع شجره ضرب بقوه النافذه الطويله للصاله الفاخره محطما الزجاج الملون لتتبعه ضجه قوية . يمكن للرياح العاتيه دخول المكان بعنف الآن ، تكاد الاطراف السفلى للستائر الطويله ان تطال السقف لكن ضوء القمر هو الوحيد الذي لا يدخل تلك الصاله . ليله اخرى بلا قمر ،كلاهما يسمح لحواسه ان تتلذذ باللحظه الاخيرة ، لكن ما عاد الصمت يطاق .
قد قاطعه متحدثا في الموضوع الذي جُلِبا لَه :
_ لم يكن عليكِ ترك رساله طلبت منك مراقبه الوضع فقط
_كأنك كنت تعتقد انني كنت لأمتثِل لاوامرك .. كلا ، لم يكن الغرض من الرساله جعلها تستعد ، بل .. اردتها ان تدرك انني الى وقت لاحق سأكون حليفتها الوحيدة
_تشي ، هكذا الامر اذا
_لا تقل تشيه هذه عبارتي!قالتها بصوت منزعج بلطف ، ابتسم وحدق في الارض، ما يزال كلاهما عاجزا عن رؤية الآخر بسبب الظلمة
_اذًا سأترك الباقي لكِ
...
_هل قتلته (قاطعته لتغير الموضوع تماما )
_لا لم افعل كلانا يعلم من قتله ، و أيضا انا لم ارغب بالانتقام قط انت من افترض ذلك. علاوة على انه قد عانى بما فيه الكفايه
_قد حصد ما زرعهتنفس عميقا واضاف
_قد عانى ايضا من رؤيته لي
_تشيه ، يا رجل كان عليه رؤيه اخاك ايضا ما فعله به لم يكن بالشيء الهين قط ، كان عليه ان يتحمل مسؤوليه ما حدث داخل جدرانه ..
م .. ما كان علي ذكر ذلك ، صحيح ؟؟ابتسم وقال بنبرة مريحة مبتعدا عن الموضوع تماما
_من الجميل رؤيتك تنضجين
ردت ، مجددا بانزعاج لطيف
_لم اقل اي شيء مطلقا يجعلك تعتقد هذا ، حقا لم اقل اي شي .. و .. ايها الاحمق انا من اراد قول ذلك وكف عن تكرار ذلك لي في كل مره نتقابل ، لا تتمادى وتنسى انني امك الان
_أ مازلت تصرين ؟
_وسابقى كذلك ما حييت
_لا يمكنك قول ذلك يا صاحبه الشعر الاشعث المتصلب انا اكبر منكِ سنا ، قرابه مئة سنة ، رغم ان لك تجاعيد اكثر من جدتي
أنت تقرأ
تهويدة ارسطو
Historical Fictionصرخات مدوية في عمق الغابة الباكية تشهد ان جوف النافيةِ نفسَها يحترق لهفة للقصاص ، حين تبكي السماء حجرا باردا على ذكرى وُبُلِ ما صبت به من سهامٍ شِعال ،اعلم ان وَعدَ الصارخة بالانتقام يقترب ،ستتذكر صرخاتها كلما هب نسيم خريفي ،كلما امطرت ، كلما ضربت ا...