وميض

13 4 0
                                    

السماء في مزاج سيء اليوم ايضا ، هي ما تزال تعصف و تنوح و تبكي بلا توقف ، الضباب كثيف ، رغم انني على اعلى مكان يمكنني الوصول اليه في هذا البيت العتيق والممل ، الا ان الضباب يعيق الرؤية على المستوي البعيد ، انا قلقة .

اخر ما يلامسه بصري ، شيء احمر يتحرك يمينا و يسارا ، حركاته غير منتظمة

الآن هذا يريحني ، و ما يزال يقلقني ايضا .

انها الفتاة التي ارسلتها كي تترك رسالة لشقيقتي حيث هي الآن .

سأعود ادراجي كي لا يكشف امرنا ، يكفي انها ترقص تحت المطر بشكل غريب و لافت للأنظار ، اعرف انه ليس بوسعها مقاومة المطر ، لكن الجميع هنا في هذا القصر البغيض يعرف جنونها ، ( تسير في الرواق بكرسيها المتحرك بعيدة عن النوافذ الطويلة ) .

هي اعتادت ان تذهب للغابة ، تبقى ايّاما و تعود ، الجميع تقبل الوضع ، لكونها من السكان الاصليين لهذه المنطقة ، شعر احمر منفوش ، عينان بنيتان و نبش قوي منسكب على جلدها كله ، انها صهباء بكل ما للكلمة من معنى .

بروح غجرية اصيلة ، تخرق اي قانون تسمع عنه ، لا يقيد حركتها شيء

علاوة على انه بالنسبة لها انتقام ، كنت اعتقد ان ما تفعلها نتاج عن حزن يتملكها كونها اخر من يحمل دماء السكان الاصليين ، و هو ايضا ما اعتقدت انها توددت لي بفضله حين حضرتُ هذا المكان الحقير ، لكن تبين انها تحافظ على وجودهم بهذه الطريقة

هدوء للحظات ، لا يهدأ المكان الا حين تكون تايما في الخارج

ضجيج صاخب مفاجئ في الرواق ، لا اصدق ان تايما عادت الآن ، اعني .. لقد كانت توا في الخارج رأيتها ، تلك الفتاة لا يمكن التنبؤ بحركاتها مطلقا

"هييييرووووووومييييييييساااااااااااااااا ، اتيتك اتيتك و معي هديية "
" مذا ؟!!"
"احضرت سنجابًا "
_حملقت هيروميسا في الفتاة نظرة استغراب شديد

_بادلتها تايما نظة النصر

و يا له من حوار بالاعين . ليطمئن هيروميسا بتمام ما أُرسلت له تايما

واحد من الخدم .. بل هما اثنان يركضان نحو الفتاة
" انسة تايما رجاءا اخرجي الحيوان من القصر "
" هل هذا مجددا لان السيد لديه حساسية ، هيهي افرك فراء السنجاب على وسادة نومه و احشها ببعض منه ، علي ان ارى ذلك الحقير يعطس حتى يعجز عن التنفس بووو ها ها ها ها ها ها ها ، ان فعلتها و لم تجذب نحوك الشكوك فحياتكما ستصير افضل في هذا الجحيم ، ثقا بي ايها الاحمقااان . لكن ان رفضتما و وشيتما بي ، ستقابلان شخصا لن تُسرّا مطلقا لرؤيته "

قبل 14 عاما
23 جوان 1643 ري
في قبيلة اورنيلا

تصيح امرأة في السادس و الثلاثين من عمرها في رواق كبير شعر اسود مربوط في شكل تسريحة طماطم مرتبة
و من زيها تبدو كواحدة من الخدم ،

" ادريان !! اخبر السيد ألبان (سيد القبيلة لمن نسي 😹 ) انها تكلمت "

" من ؟! "

"و من غيرها اتحدث عن هيروميسا !! "

الوقت الحالي :
13 جانفي 1657 ري
المكان :
قبيلة اورنيلا

ملحوظة

// ال " ري" بعد التاريخ اختصار ال ."recht" ريخت كلمة المانية تعني القانون . تمت بداية التّأريخ بهذا التاريخ منذ نجاح حملة"Der hinterhältige Tod der Schlampe"
( عبارة المانية تعني الموت المتسلل للعشوائية الفاسقة )
و التي شملت قارتي ماغيتري و السفن الغارقة المتحدة (هي عبارة عن جزر كثرت فيها الحروب البحرية )اما ماغريتي فهي القارة التي تجري فيها احداث القصة و تنقسم الى ثلاث دول فقط .. الاولى و اكبرهم . قد كانت منشأ هذه الحملة ( كانت اشبه بانقلاب فئة من ذلك المجتمع ) تدعى تلك الدولة كاتاغيري ، و هذا قدر كاف من المعلومات لحد الآن //

في ذلك اليوم ، التف الجميع حول هيروميسا ، آملين لو تنبس بحرف . لكن بدأت آمالهم تخيب حين لم تنطق . بدأو بطرح اسئلة لا حصر لها ، "ما الذي حدث ؟" "من هم اعداء قبيلتكم ؟" "هل سمعت عن اي ناجين آخرين ؟" ...

ظلت صامتة . ثم بدأ الجميع يلقي اللوم على الخادمة التي ادعت الخبر

صاحت فتاة صهباء جاوزت ربع العقد عن هيروميسا . شكل فتاة صغيرة متعجرف تمشي رافعة الساعدان مبعدة الاقدام عن بعضهما ، انها تايما " ايها المخابيل ، فليبعد جميعكم اصابع الاتهام عن السيدة طمطومة و الا لويت اصابعكم واحدا واحدا . انت يا صاعبة العجلات تحدثيي ، سمعتك بالفعل تتحدثين فلمذا الصمت الآن ؟؟"

"كفي عن كونك صاخبة جدا " بصوت هاذئ شبه مسموع ، قالت هيروميسا صادمة الحشد الغفير

عندما سمع ادريان الخبر قال في وجه هيروميسا كأنه يؤنبها " لم ظللت صامته ؟ "

" لا يوجد ما قد يثير الكلام في حلقي و لو فعلت لكان الجميع صاخبا جدا كما هم الآن . لا احب الحديث ولا الضجيج و لا الحوارات . فقط الهدوء و السلام " ابتسمت حين قالت آخر كلمتين ..



"هذه كانت الذكرى الاولى لصديقان جيدان الى حد ما ، تايما و هيروميسا "










اعزائي القراء ، نظرا للانزعاج الذي تلقونه من البارتات الطويلة سيتم تصغير حجم البارت الواحد الى هذا الحجم او اقل .
اتمنى ان ينال البارت اعجابكم
شكرا على القراءة
706 كلمة

بالمناسبة بدأت القصص المصاحبة لهذه الرواية بالنشر تحت عنوان "موتى يتنفسون" كأول قصة

و اردت ذكر ان التفاعل و المشاهدات تقل بشكل كبير و هذا سبب تأخر نزول البارت اذ لم يعد هناك تحفيز او دافع قوي كالسابق لذا ارجو ترك نجمة كأقل تقدير و تعليق تحفيزي و شكرا 🤍🤍🤍

تهويدة ارسطوWhere stories live. Discover now