و انطفأت الأنوار

320 15 2
                                    


مستلقية على سريري المريح في جناحي من هذا القصر الفسيح، التحف الغطاء من رأسي حتى أخمص قدمي حاملة هاتفي ..انا أكره أن اغطي نفسي كليا فهذا يسبب لي الاختناق...
لكن ماذا عساي ان افعل؟ انا الآن معاقبة..و من المفروض أن هاتفي في مخبأ ابي السري الذي يضعه فيه كلما عصيت الأوامر... و خمنوا ماذا. لقد اكتشفت مخبأه ذلك!

رغم أنه كبير و واسع الا أنني أعرف كل صغيرة و كبيرة في هذا القصر...

اليوم سكبت الشاي الساخن على جدي الأكبر...لكنها كانت غير مقصودة!
آه...بدأ الأكسجين ينفذ مني....كم الساعة؟
أنها الثانية عشر الا ربع..ابي يدخل غرفتي بعد منتصف الليل بقليل ليتحقق من كوني نائمة،
فإن وجدني مغطاة باللحاف بالكامل لا يشاء ازعاجي و يخرج...

لقد اق-

هايلي انهضي علينا الرحيل، و الآن!

شعرت بغطائي يرفع عني لأجده ابي يخبرني بالرحيل!

رحيل؟ الآن؟ إلى اين؟
سألت و علامات الضياع بادية على وجهي

إلى أي مكان عدا هذا القصر، هيا اجمعي اشياءك..بسرعة!

قال دفعة واحدة و صرخ آخر كلمة ما جعلني أوسع مقلتي بصدمة و انتفض لأحزم حقائبي بعجل...
هل صرخ علي؟

لست اقول هذا لأنني مدللة أو شيئا من هذا القبيل، فقصرنا هذا اقل ما يقال عنه أنه صارم، لكن ابي شخص هادئ للغاية لدرجة اني لم اسمعه يصرخ في حياتي قط...

بعد لحظات دلف كل من جدي و جدتي متبوعان بخادمة اتت على ما يبدو لمساعدتي في لمّ أغراضي..أما الإثنان فقد ذهبا ليتناقشا مع أبي بصوت منخفض لئلا اسمعهم....

و بعد دقائق لحق بالثلاثة السابقين كل أفراد عائلتي الذين يعيشون معنا، اعمامي، عماتي...ابنائهم...احفادهم...

عم الضجيج لكنني استطعت سماع حركة خارج القصر...
انسللت من ذلك الحشد و تسللت متبعة مصدر الصوت، لأخرج من القصر كليا و اذهب للحديقة...

خطوة بخطوة، الصوت يزداد وضوحا....لكنه مع ذلك بعيد،

لم استطع الرؤية فالسور عال لذا استخدمت تقنية اعتدت عليها منذ صغري حينما يكون الجميع منشغلين عني...

انا اخبئ سلما قابلا للطي تحت رمل منطقة من الحديقة...حملته و فتحته لأسنده على السور و اتسلقه لأرى ما جعل عيناي ينفتحان على مصراعيهما.

كان هناك رجال ضخام البنية بجانبهم ذئاب يضربون على ما يبدو..الفراغ!

لست ادري كيف استطيع ان اشرح هذا..لكنهم ينطحون جدارا وهميا يمنعهم من الدخول الينا...

ما الذي تراه عيناي؟
أيعقل ان يستطيع الذئاب التحول إلى بشر؟
كيف تحول كل الذئاب هناك إلى بشر مثلي؟

 | هجينة | Where stories live. Discover now