لستُ سعيدة

123 8 0
                                    

تسللت أشعة الشمس الى عيني حاثة اياي على الاستيقاظ و مواجهة اليوم الجديد...
فتحت مقلتي لجزء من الثانية ثم احسست أنهما تحرقانني لأغلقهما بعنف و اتقلب على السرير و انا اتثائب...

جلست و انا اصدر اصوات تدل على انني لا زلت تحت تأثير النوم..ثم فتحت عيني ببطء ليقابلني بابتسامته المشرقة حاملا...يا الهي!

وسعت عيني على مصراعيهما من هول الصدمة حين استيعابي لما الذي جرى!

انتصبت من مكاني بسرعة ليتراجع خطوة للوراء كاتما ضحكته ثم أطلق ساقيه للريح فورما خطوت نحوه..لأتبعه اجري بأقصى سرعتي..

اكثر شيء اكرهه ان يتم تصويري اثناء نومي او بعد استيقاظي مباشرة...

ذكرني لِم اتيت للمبيت في منزله من الأساس؟

مللت اركض و اركض حتى ارتطمت بظهر احدهم الذي كان يقطع علي طريقي...

استدار نحوي لأشعر بالدم يتجمد في عروقي...نظرات هذا الشخص اكثر شيء ارعابا رأيته في الحياة!

ظل يرمقني ببرود ممتزج بالحدة...ثم بدأت ملامحه تلين حتى تشكل شبح ابتسامة سخرية على شفتيه قائلا
يبدو ان اخي الطائش قد تفاجأ من ان رفيقته تكون هيئتها كالأشباح عند استيقاظها..لا الومه لأنه يهرب منك!

ثم أطلق بضع قهقهات علي و انا بوجهي البارد برود القطب الشمالي اواجهه حتى تلاشت قهقهاته ليعود للجمود
انتهيت؟ عن اذنك اذن اخ رفيقي..لم اسر بمعرفتك

لن ارد له الصاع صاعين فقط لأنه اخ رفيقي اولا و ثانيا..انا لست اريد ان اترك انطباعا سيئا جدا عني في اول فرصة غير سعيدة مع عائلة ترافيس..

تخطيته لأتوجه لهدفي المتمركز على تلك الأريكة ينظر لهاتفه و هو يضحك بصخب كل بضع ثوان.. وقفت امامه و انا اعدل شعري المنفوش بفعل النوم فلاحظ وجودي امامه ليخفي الهاتف بين اضلعه و يهز رأسه يمينا و شمالا مرارا و كأنه يقول: 'لن اناولك اياه'

ان لم تعطني الهاتف فصدقني لن ترى وجهي امامك مجددا في حياتك!

نظر لي بازدراء و قال
اجادة؟ تختفين عن ملاكك الحارس؟ لا تستطيعين!

ابتسمت باستفزاز و اجبت
تعلم انني استطيع...و انت اكثر من يعرف عني امورا كتلك!

أنتِ رفيقتي بالنهاية..سيأتي يوم و تصبح رؤيتك بهذا الشكل جزءً من روتيني!
قال يهز كتفيه ماطا شفتيه

ان لم تناولني اياه فاحلم فقط بذلك اليوم! ابغض شيء عندي هو تصويري بهذه الوضعية! انت لا تريد رؤيتي غاضبة..أعطني اياه!
احسست فعلا انني قد بدأت بالانفعال

و ان لم افعل؟
قال بتحد

دار بيننا اتصال بصري طويل..من جهة نظراتي الحادة التي لو كان بإمكانها قتله لفعلت..و نظراته المتحدية من جهة أخرى...

 | هجينة | Where stories live. Discover now