الفصل الرابع: عقدة نقص تلد عقدة ذنب

517 69 36
                                    

بعد تلك الليلة الهوجاء التى كانت تسوقها المشاعر عادت تالين للجريدة و على شفتيها إبتسامة جميلة رقيقة، كادت أن تنسى كيف هى من ندرة إرتسامها على وجهها، و لكن الآن أصبحت لا تنمحي من على وجهها و كل هذا بفضل فريد، ذلك الفريد الذى كان له نصيبًا كبيرًا من أسمه، فريد فى أفعاله و تصرفاته و علم كيف يكون الطريق لقلبها، لتستقبله هى بالأزهار و الورود و الهتافات التى كان يحركها الحب، كان هذا ما يتعجبه كل العاملين بالمقر فحدث لها تغيير كلي و جذري، لم يتوقعوا رؤيتها مرة أخرى هنا، و لكنها خالفت كل التوقعات فها هى عادت من جديد و لكن مع بسمتها و كان هذا كافي ليشكوا بأنها كائن فضائي!. و ما جعلهم يتأكدوا من خيالاتهم تلك بأنها لم تعد تلك المهووسة التى تنادي على يوتجين بنظراتها الحالمة و كتاباتها الطموحة، بل وجهتها نحو مواضيع قوية صاخبة، وجهتها نحو الأهل وجهتها نحو الصداقة نحو الحب نحو الدعم النفسي و نحو الدفئ التى جربته حديثًا تحكي تجربتها على الملأ فلا يوجد ما تخاف منه، فقد عاشت سنين و سنين بالخوف، فماذا جنت؟!، لا شئ سوى الكآبة و السواد الذى لا يفارقها، لتقرر بأن تخلعه و قد وجدت تلك اليد التى مُدت لها و هى رحبت بها و أمسكتها، أمسكت بفريد، و لكن هم كانوا مخطئين بشئ واحد الكائنات الفضائية لا تصنع المعجزات، بل الله سبحانه و تعالى هو من يفعل و قد فعلها على هيأة حب جميل قد وهبها إياه بعد سِنون عجاف.

أما عن أسماء فقد كانت تعيش أسعد أيام حياتها و لكن شيطانها لم يتكرها طويلًا لتستمتع بهذا، أو علىٰ القول القدر هو الذى لم يتركها و ما أقصده بالقدر هو تغريد.

فى يوم ما، أستفاقت أسماء على رنين هاتفها بطريقة مزعجة، فاليوم الجمعة عطلة فليتركها الكون لتتمتع بقسط من الراحة و لكن لا لم يفعل ببساطة شديدة، لتفتح المكالمة و تقول بنوم و صوت خافت: أيوه يا تينو، إيه اللي حصل؟.

لترد تالين بجمود نوعًا ما: أسماء تعالي شقتي فورًا.

لتقول أسماء بترقب و قد أستفاقت نوعًا ما: مالك يا تالين صوتك مش على بعضه ليه؟.

لتجيب هى بإقتضاب: تعالي و إنتِ هتعرفِ فيه إيه.

لتغلق هى المكالمة و تستقيم أسماء بسرعة و تتوجه لمنزلها، لتدلف للمنزل و تجد فريد و إسلام و صهيب و تغريد أيضًا بالجوار و لكن ملامحهم لا تنبأ بأن القادم هين.

لتقول هى بقلق تولد داخلها من هيأتهم: فيه إيه يا جماعة إيه اللي حصل؟.

لينظر لها فريد و قال و هو يوجه نحوها الهاتف الخاص به: خدِ أقرإ و إنتِ تعرفِ.

لتمسك الهاتف منه بترقب و عينيها تجول على الكلام و تتسع كلما توجهت لسطر آخر لتقول بعد أن إنتهت: إزاي حصل كدا؟!.

ليقول فريد بسخرية: أنا المفروض اللي أسألك إنتِ، إزاى اللي حصل دا، إزاى مقالة تغريد تروح لجريدة تانية و إنتِ اللي فى إيديكِ الأمانة دي.

ما تبتغيه الأنفس (مكتملة)Where stories live. Discover now