بعد تلك الليلة الهوجاء التى كانت تسوقها المشاعر عادت تالين للجريدة و على شفتيها إبتسامة جميلة رقيقة، كادت أن تنسى كيف هى من ندرة إرتسامها على وجهها، و لكن الآن أصبحت لا تنمحي من على وجهها و كل هذا بفضل فريد، ذلك الفريد الذى كان له نصيبًا كبيرًا من أسمه، فريد فى أفعاله و تصرفاته و علم كيف يكون الطريق لقلبها، لتستقبله هى بالأزهار و الورود و الهتافات التى كان يحركها الحب، كان هذا ما يتعجبه كل العاملين بالمقر فحدث لها تغيير كلي و جذري، لم يتوقعوا رؤيتها مرة أخرى هنا، و لكنها خالفت كل التوقعات فها هى عادت من جديد و لكن مع بسمتها و كان هذا كافي ليشكوا بأنها كائن فضائي!. و ما جعلهم يتأكدوا من خيالاتهم تلك بأنها لم تعد تلك المهووسة التى تنادي على يوتجين بنظراتها الحالمة و كتاباتها الطموحة، بل وجهتها نحو مواضيع قوية صاخبة، وجهتها نحو الأهل وجهتها نحو الصداقة نحو الحب نحو الدعم النفسي و نحو الدفئ التى جربته حديثًا تحكي تجربتها على الملأ فلا يوجد ما تخاف منه، فقد عاشت سنين و سنين بالخوف، فماذا جنت؟!، لا شئ سوى الكآبة و السواد الذى لا يفارقها، لتقرر بأن تخلعه و قد وجدت تلك اليد التى مُدت لها و هى رحبت بها و أمسكتها، أمسكت بفريد، و لكن هم كانوا مخطئين بشئ واحد الكائنات الفضائية لا تصنع المعجزات، بل الله سبحانه و تعالى هو من يفعل و قد فعلها على هيأة حب جميل قد وهبها إياه بعد سِنون عجاف.
أما عن أسماء فقد كانت تعيش أسعد أيام حياتها و لكن شيطانها لم يتكرها طويلًا لتستمتع بهذا، أو علىٰ القول القدر هو الذى لم يتركها و ما أقصده بالقدر هو تغريد.
فى يوم ما، أستفاقت أسماء على رنين هاتفها بطريقة مزعجة، فاليوم الجمعة عطلة فليتركها الكون لتتمتع بقسط من الراحة و لكن لا لم يفعل ببساطة شديدة، لتفتح المكالمة و تقول بنوم و صوت خافت: أيوه يا تينو، إيه اللي حصل؟.
لترد تالين بجمود نوعًا ما: أسماء تعالي شقتي فورًا.
لتقول أسماء بترقب و قد أستفاقت نوعًا ما: مالك يا تالين صوتك مش على بعضه ليه؟.
لتجيب هى بإقتضاب: تعالي و إنتِ هتعرفِ فيه إيه.
لتغلق هى المكالمة و تستقيم أسماء بسرعة و تتوجه لمنزلها، لتدلف للمنزل و تجد فريد و إسلام و صهيب و تغريد أيضًا بالجوار و لكن ملامحهم لا تنبأ بأن القادم هين.
لتقول هى بقلق تولد داخلها من هيأتهم: فيه إيه يا جماعة إيه اللي حصل؟.
لينظر لها فريد و قال و هو يوجه نحوها الهاتف الخاص به: خدِ أقرإ و إنتِ تعرفِ.
لتمسك الهاتف منه بترقب و عينيها تجول على الكلام و تتسع كلما توجهت لسطر آخر لتقول بعد أن إنتهت: إزاي حصل كدا؟!.
ليقول فريد بسخرية: أنا المفروض اللي أسألك إنتِ، إزاى اللي حصل دا، إزاى مقالة تغريد تروح لجريدة تانية و إنتِ اللي فى إيديكِ الأمانة دي.
![](https://img.wattpad.com/cover/340659286-288-k452990.jpg)
YOU ARE READING
ما تبتغيه الأنفس (مكتملة)
Humorستة أصدقاء، أو عليٰ القول ستة كلاونات، أفتتحوا جريدة أسموها "كلاون" حتى يتسنى لهم الحديث عن أحلامهم و مغامراتهم، و كل شخص تبتغي نفسه شئ معين، فهل لهم الوصول إليه أم أنهم سيصلون لشئ آخر؟!، هذا ما سنراه معهم فى نوڤيلا: ما تبتغيه الأنفس. أقتباس من النو...