الفصل الخامس

132 13 0
                                    

عُتُوَّ منصف.
الفَصـل الخـامس.
"دِفئ"
.
مَر وَقت عَصيب لديها كان "شَرف" مَعها ولَم يتركها.
شَعرت إن هُـناك أحد تقـاسم مَعها وَجعها. وذَلِك أراحها.

للمَرَة الثَانِية تُضَع في مَوقِف ضَعف ٱمَامه، ولم تستطيع إخفاء حُزنها.
شَعـر بها وكـان يـخشى عَليها ، فـلم يـراها تـبدي ردة فِـعل فـقط بِضع العـبرات التي يـلاحظ ثباتـهم عـلى وجنتيهـا بصمت تـام.

أنهـى أجـراءات السفـر وكـان يشعـر بالقَلق عَليها بـشِدَة يُريـد إنهـاء وجعـها لـو يـعرف كَيف.

بعدمَا لاحظـت إهتمامـه لها أخبـرت ذاتها حِينما تنتـهي هَذه التمثيلية ستشكـره عَلى ذَلِك الوقـت التي كـان به معـها.
ولـم تـنكر إفـادة وجـوده بجـانبها. تـشعُر بمشَاعر حَقِيقية نَحوه وهَـذا يخـيفها. وتَـلغي فـوراً هـذا الشـعور.
أفـاقت من شـرودها وتُشيح بوجههـا مَِن نـافذة الطـائرة ونَظـرت بجـانبها.
وجـدت وجـهه المـريح بنظـرته التـي تطمـئنها جَانبها.
تَشعِر إنهـا بـدأت تَفهَم نَظَـراته.
أخفـضت نظـرها وصَالاً ليـديها لتجـدها في أحتـواء كَفه الكـبير. تَبث فـيها القـوة.
لـكن يـحتلها الحزن والصَـمت المُـبالِغ.
أسنـدت رأسـها بـسَلبيِة شَدِيدة عَلى النَافِـذة وأغمَضت عينَاها المُلتمعة لتسقط بِضَع دموعها فَور غَلقها.
.
.
فُراقه صَعب، تُريد تَوديعه. بالكـاد تَلحق ذَلك.
تسير في الطُـرقة المَشفـى بـسرعة وضياع، حَتى وَجَدِت الحُجرة.
تـوقفت عَن خَطـواتها السَريعَة لتُبطئها وهَي تُراقب بـعينيها. يَظهَر "شَرف" خَلفَها بَعدَما لَحق بِها.

أقتـربت من زوجـة أبيهـا البَاكِية، تتألـم لِـفراق زَوجها.
وتـحـدثت بآلـم بَعدَما رأت "چود".
أن والدهـا قَد رَحَل.
بـهدوء يَسبق العَاصِفة إتجـهت "چود" ببـصرها إتجاه الغُرفة المَفتـوح بابها.

ثَبتت عَينيها الخائِفة عَليها.
لتـأتـيها اليـد الداعـمة فـوراً وهِـي تَمسك كِلا ذِراعيها بـراحة.
تـسبب لها إِرْتِجاف شَعر بِـه "شَرف".
وَجَدته جُثـة بلا حـراك بلا نفس. بَعدَما تحَركَت ببطئ حَتى وَصلِت له.
كَان جَسده الضَئيل تَغمـره قُمـاش مِن اللـون الأبيـض حَتى رأسـه.
نَزعِت الغَطاء التِى حَجَب وَجهه.
وتُألمـت بشِدَة لـرؤيتـه بـلا روح.
هَزت رأسـها بـ"لا" وهـي تُخرِج شهقـات غير منتظـمة.
أغروقَت عينيها بالدِموع وجَلسِـت بُحـزن شَديِد عَلى رُكبتيها فـي مُقابـل وَجهه. بَحثَت عَن يَـديه وإحتضَنتها بـحُزن وقَبلتها قُبل عَديـدة.
استعَبَرَت فـي البدَاية ثم تحَوَلت إلى الدِموع ثُمِ إلى بكاء حَتى العويل.
وَجَدِت يَـد تَلتَـف حـولها لكن مـا تَشعِر بـه لَـم تَشعِر مِثله في حياتها. لَم تَشعِر مِثل هَذا الضـعف.
قَـوى ذراعيه حَولها بَعدما تَحولـت لصـراخ مُتـألم.
ولَـم يَعرف لـماذا أستـدمع عِند رؤيتـها هَكَذا.
لماذا تـألم لألمهـا وكـأنة وَجعَه هو.
قـام بحتضـانها بقـوة قـاومِته بـضَعب ثُمَ لَم تَلبَث وأستكَانت في حُضنَه تستَشعر ذلك الدِفئ التـى تحتاجه.
.
.
بعد عِـدة شهور.
اقتـرب مَوعِـد الفراق.
لَـم تَنكـر إن كُلما مَر الوَقت تـقتَرب مِنه أكثـر وهو دُون مَجهود يـفعَل أشياء تجعـله يتـسلل دَخِلها.
لا تـنكِر إنها كُلما أحَبت وجـوده خَافِت أكثَر فـلم تـنسى إن لـديه حَياةٌ أخرى ومـا تَفعـله هـو خـاطئ.
لتـهز رأسها أن تتـوقف عَـن التَفكِير فِي ذَلك.
تـشعر إنـه يتـلاعِب بها، فكُلما أعتَاد الإنسـان القَلق ظَن إن الطَمأنِينة فَخاً.
كَسبت الكَثيـر مِن الأمـوال مِن خِلال مَشروعها.
وأصبَح لـها حَياة مُستَقرة كَمـا وعَـدهـا.
لَـم تُريـد أكـثَر مِن ذَلك.

رواية "عُتُوَّ مُنصِف" Où les histoires vivent. Découvrez maintenant