الفصل الثاني عشر: إيلين

122 57 118
                                    

صفعة يده الخشنة جعلتني أهوي إلى الأرض التي تناديني، ترغب بإحتضاني وجسدي الضعيف ماكان عليه سوى أن يلبي نداءها ويسقط مغشي عليه، لحظات ويسافر وعيي من هذا الزمان، سقطت أرضا أقلب بعيوني المغمضة قليلا مايدور حولي، أحاطوني من كل الإتجاهات وراحوا يضحكون بأصواتهم المقززة، حملني أحدهم وحلق بي عاليا بينما أتباعه يلاحقوننا، الألم في وجهي فظيع، صفعته لاتزال تدوي في طبلة أذني صوتها يخترق حواسي ويشل جسدي عن الحركة، دب الرعب في كل إنش داخلي عندما دلفنا لداخل إحدى الأماكن المعتمة إلا من خيوط ضوء البدر المنير الذي يخترق السياج الحديدي.

زجّ بي داخل تلك الزنزانة، رغم أنني  أمطرتهم بوابل التوسلات والترجيات لكن لامغيث ولا مجيب:

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

زجّ بي داخل تلك الزنزانة، رغم أنني  أمطرتهم بوابل التوسلات والترجيات لكن لامغيث ولا مجيب:

"أتوسل إليكم لاذنب لي، أطلقوا سراحي لاشأن لي، لماذا جئتم بي إلى هنا؟...."
كنت أنادي في الفراغ فلا أحد ينصت إلي، لا أحد يجيبني، سوى صوتي المتردد وسط تلك الجدران القاسية.

مرت ساعات وأنا على تلك الحال، متيبسة الأطراف من جراء الصقيع ، أرتجف بقوة ترتطم أسناني ببعضها البعض محدثة نغمة موسيقية عنوانها الوجع، أشعر أن أعضائي الداخلية حتى هي الأخرى تنعقد وتتشابك، إنكمشت على نفسي مثل قطة مبللة، لعنت اليوم الذي ولدت فيه، هل قدري الجحيم؟ إصفررت مثل حبة ليمون كأن الدماء إستنزفت مني فلم تبقى قطرة  واحدة في عروقي.

تذكرت لحظتها سالار عندما زج به خلف القضبان، أتراك تعذبت كما أتعذب الآن؟..... كم أنا غبية أقارن زنزانة الجحيم بهذا المكان إنه جنة مقارنة بالآخر، رغم ذلك لم يطقه جسدي المنهك ونفسيتي المحطمة، روحي تكاد تودعني بعد لحظات إن إستمريت بالمكوث هنا.

فتح قفل البوابة ذلك الشخص الملثم وإقترب مني، يبدو عليه الإرتباك قام بنزع اللثام عنه مظهرا هويته التي أجهلها، يبدو أصغر سنا، هزيلا كأنه يقتات على جسده، نظراته المصوبة نحوي مخيفة تتطاير الشرر منها، أمسكني من ذقني ورفع رأسي جاعلا من نظراتنا تتصادم، قائلا بصوت يحمل في ثناياه كل الكره والمقت:

"أتشعرين قليلا بالألم؟ هل تذوقت  البأس؟ أنت ترتعيشين من البرد أليس كذلك؟..."
هززت رأسي بأسى، وبطعم صدئ بحلقي أجبته:
"تجمدت في هذا المكان، ماذنبي؟ مالذي إقترفته في حقكم؟...."

رواية إيلين Where stories live. Discover now