الفصل السادس والعشرون: إيلين

95 14 24
                                    

"ماذا تفعلون هنا؟"
رتبت الحروف المبعثرة وشكلتها جمل مبهمة بينما نظراتي لاتفارق ذاك الذي يطالعنا بحنق عظيم:
" أنا من طلبت من إيدين أن يمهد لي الطريق حتى أتمكن من الاطمئنان على جويس لكننا فوجئنا بهذه المجزرة التي لم تكن في حسباننا "

أما إيدين فسارع إلى تبرير الموقف الذي أجزم أننا نبدو نحن هم المرتكبين له:
" سيدي شخص ما قام بهذا الفعل الشنيع، أما أنا فكانت نيتي فقط مساعدة سمو الأميرة على رؤية وصيفتها دون إحداث أية مشكلة..... "

لم يكمل كلامه إثر اللكمة القوية التي وجهها أركان لبطنه جعله صريع الأرض متأوه من شدة الألم أما أنا فاِبتلعت غصة بحلقي وشعرت أن قلبي يسقط بين قدماي، كان سيهم بركله لكنني جذبته من ذراعه صارخة فيه:

" توقف أركان..... من يستحق العقاب ليس إيدين وليس أنا بل الحكام ومن لديهم السلطة في أيديهم جراء قوانينهم التعسفية... متى كان الحب حرام؟ متى كان يقتصر على فئة معينة؟..... هيا أجبني يا أركان؟ أنت تقف مثل الأبله، أليس لديك عقل لتفكر به؟ كيف ترضى بهذا الظلم؟ أولم يعتبروك أهل إستيرا حاميهم ودرعهم الذي يصونهم ضد الأخطار؟ لكنني أرى العكس أنت تقف ضدهم، أنت تدعم الجهة الخطأ....... "

ضاقت حدقتا عيني إيدين إثر الصدمة من كلامي أما أركان وقف كالعمود ينظر إلي تارة ولإيدين تارة أخرى بينما يشدد من قبضة يده، ثم فجأة تحدث مع إيدين وكان رده غير متوقع:
" اِنهض بسرعة وخذ إيلين إلى جناحها الملكي ستكون من اليوم مرافقها عوض جويس وستحميها بالنفس والنفيس هل تفهم؟ "

ثم ابتعد عنا بضع خطوات ليستدير إلينا:
" أعلم أنكم لستم الفاعلين لكن لاتخبروهم أنكم كنتم في مسرح الجريمة الآن، عندما تسمعون بالخبر مثلوا أنكم مندهشون لسماعه "

رددنا بصوت واحد أنا وإيدين:
" مفهوم..... "

عدنا أدراجنا نجر وراءنا حقائب الاستفهام، أسئلة لاتكاد تفارق ذهني من يكون ذلك الشخص الذي ادعى أنه يحمل رسالة لي؟ ومن الذي أرسله؟ لحظات وأصبحت المملكة ساحة فوضى عارمة الكل يتراكض ويصرخ دون وعي، اشتعلت النيران في عدد من الأجنحة والمرافق ليعم الدخان الفضاء خانقا رئتاي، اِستوقفني إيدين مستفسرا عن حالي:

" سمو الأميرة هل أنت بخير؟ "
نظرت إليه بعيون حمراء بينما حلقي جاف من شدة السعال:
"الدخان يعيق تنفسي لكن لاتقلق أنا بخير"

من أحد البروج المطلة على القصور بشكل كامل وقفت أتأمل الخراب الذي تشهده المملكة بعيون جاحظة مذهولة، ناظرة إلى إيدين:
" من لديه الجرأة ليفعل كل هذا؟ ألا تجد أن الأمر غريب أخبرتني جويس أن سكان إستيرا حقا كانوا يتمردون لكن لم يفعلوا من قبل مثلما يحدث الآن.... "

" كلامك صحيح لكن أولئك العصاة متوقع منهم كل شيء...... بالمناسبة شكرا لك على اِنقاذي من غضب القائد أركان، ليس من عادته أن يسمع لتّبريرات، ما اِن يمسك بأحدهم فالموت هو مصيره لامحالة سواءا كان بريئا أو مذنبا فلاتفرق معه اطلاقا..... "

رواية إيلين Donde viven las historias. Descúbrelo ahora