الفصل السابع عشر: أركان

102 34 70
                                    

وأي جمال بعد عيناك يذكر ياصاحبة العينان الزرقواتان كأنهما الماس لن أنكر أنني أهرب منهما أقنع نفسي أنني أتوهم، مستحيل أن أقع في شباك حب موجود فقط في قصص الخيال.

ليلة ماطرة ورياح عاتية، رعود صاخبة وسماء داكنة أتمعن في الأجواء من برج شاهق أقضي فيه معظم أوقاتي هذه الأيام أتصارع مع نفسي أحاول أن أطفأ تلك الشعلة الصغيرة قبل أن تندلع في قلبي وتحرقه أنا أدرك جيدا أن قلبها معلق بسالار عيونها تحكي بما يخبأ صدرها من مشاعر لذلك الأخرق أخي، إنها أسوء كلمة أنطق بها لما ظهرتما في حياتي؟ وأنت بالأخص ياإيلين فرضت نفسك من أول وهلة ضميتك فيها لصدري شيء تزعزع داخلي هز كياني وبعثر حساباتي، واقف هنا أقنع نفسي أن مشاعري إتجاهك ليست سوى خرافة، نفضت تلك الأفكار السوداوية من رأسي وقبضت على قلبي بأصابع باردة جمدته كما إعتدت عليه.

لفت إنتباهي جندي كنت أتابعه من البرج بينما هو غافل عني يركض بسرعة متخفي عن الأنظار، الساذج سأذيقه ويلات العذاب ماذا ينوي هذا الغبي؟ لاحقته عيوني بالمرصاد أينوي سرقة شيء أو أنه يخطط لأمر ما؟ لكنه فاجأني عندما ظهرت له إحدى الفتيات تبدو هي الأخرى متخفية عن الأنظار إرتمت في أحضانه بينما هو حملها من خصرها يدور بها وأصوات ضحكاتهم تصلني تجعلني مستغربا أطالعهم بعدم فهم، زخات المطر أصبحت مثل اللآليء بشعرها الطويل الذي ينثر تلك القطرات في الهواء كأن السماء تحتفل بلقائهما، نظراتهما مشبعة بالحب ذاك الذي كنت أنكر وجوده قبل قليل، لم أحتمل رؤية تلك المسرحية لأذهب إليهما ما إن رآياني حتى إنتفض الجندي وشهقت الفتاة بالتأكيد قد تعرفت علي وهل يوجد شخص في إستيرا لايعلم من يكون أركان؟ مجرد ذكر إسمي يفي بالغرض لبث الرعب في نفوسهم، سرت رجفة في أوصالهم لينطق الجندي وأسنانه تصطك ببعضها البعض لكنه رغم كل ذلك أخفى حبيبته وراءه مخفضا بصره للأسفل:

"سيدي أنا آسف أرجوك عاقبني أنا ودعها هي تعيش..... أقبل الموت في سبيل أن تحيا هي فقط إعفو عنها...."

"ومن قال أنني لن أقبض روحك هنا، أنت تعلم القوانين جيدا ومن يخالفها لن يشفع له شيء عندي"

كانت تجاهد كي تكتم شهقاتها واضعة كفها على فمها متشبثة بخسره بكل قوة
تقدمت منه وسحبته إلي بعنف حملقت فيه مدة من الزمن بنظرات تحمل في ثناياها التوعد ثم دفعته عليها وإنصرفت ولا أعلم لماذا فعلت هذا ببساطة تركته يحيا إلتفت إليهما ألقي نظرة أخيرة عليهما كانا يتعانقان عيونهما تفجر أبواق السعادة ثم صرخت فيه آمرا:

" خذ إجازة لا أرغب في رؤية وجهك اللعين مدة من الزمن حتى أطلبك "

إستقام وسوى تحية جنود إستيرا أما أنا فسأبقى هاربا من نفسي من تلك الفتاة التي أعلم أن مفاتيح قلبها مسلمة لشخص آخر رغم هذا  مصر ذاك العضو الذي يقبع في صدري  على جعلي أخسر معركة بقائي وحيدا لا آبه بشيء ، لماذا هي بالذات؟ لما لم يختر أمجاد خارقة الجمال التي لطالما سعت لكسب محبتي، هي لم تطلب الكثير أمنيتها أن أشعر بها فقط لكن رغم ذلك وقع سهم هواه على هجينة بشرية قلبها معلق بأخي اللعين، آه منك يا دنيا  دوما مانحب الأشخاص الخاطئين الذين يتفنون في تعذيب قلوبنا، نحن نختار من يتجاهلوننا من لايقدرون وجودنا في حياتهم نترك الذين ينتظرون إشارة واحدة منا فقط ونركض وراء حلم بعيد لن نخرج من معركته إلا مهزومين منكسرين لحظتها حتى أولئك الذين أحبونا قد رحلوا وبقينا في الأخير نحن هم الخاسرين.

رواية إيلين Where stories live. Discover now