بارت السادس

514 53 44
                                    



تخيل أن تسقط ما بين محاولاتك للتأقلم و بين محاولاتك للنجاه من أحداث يومك ثم ينتهي بك في وضع متأزم قاسي؟

كان هنا و مع تدفق نسمات الهواء بلطفها، كان يجلس في غرفته يُحدق في المصيبة التي افتعلها للتو! .. و معها ضاق تنفسه و هو يُسرع بحذف الرسالة التي أرسلت قبل أن يراها الأخر .. لكن يده المرتجفة شُلَّت مع تدفق اسمه من فم الخادمة التي نطقت بهدوء:
" يوتا، السيد تاناكا يطلبك فورًا في مكتبِه. "

متى ظهرت؟! .. بل متى هو ظل يُحدق في الرسالة؟ .. و حين النظر وجد نفسه يقف كالأبله بعد ارسالها بخمس دقائق! .. لكن لما حظه دائمًا سئ؟! .. في الواقع تاناكا لا ينتبه أغلب الوقت لهاتفه، فلما هذه المرة فعل؟!

ترك هاتفه جانبًا و تحرك يرسم قوة مزيفة على نفسه، لن يخف مما حدث، رغم ذلك هو يرتجف بقسوة! .. ماذا لو علم الشخص ذاك أن تاناكا عرف؟ .. كيف ستكون خطوته التالية؟!

مثَل أمام باب مكتب والده يتردد في الدخول .. هل يهرب؟ .. حسنًا ليست فكرة جيدة فوالده سيزداد غضبًا! ... إذًا هل يواجهه و يكذب عليه؟! .. لا! فهو سيكشفه بالتأكيد! .. إذًا ماذا عليه أن يفعل؟

_" ادخل يا يوتا. "

شهقة حادة خرجت منه و هو يبتعد عن الواقف أمامه خطوتين، يُحدقُه بصدمة ، فمتى فُتح الباب و وقف ينظر نحوه؟ و متى هو شرد في أفكارِه؟

قاطع أفكارِه مجددًا يد تاناكا التي أمسكت بيده، ثم التفت يسحبه معه و صوته يرتفع:
" ماريّة! .. أحضري هاتف يوتا من غرفته! "

هنا و قد سقطت كل حدودة الدفاعية، هو يعترف! .. هو يشعر بالرعب الآن! فلن يمر هذا من أمام تاناكا دون عقاب!

التفت للخلف و مع شعور الألم حول معصمه من امساك والده ليده، هو تمنى أن تأتي أشينا في هذا الوقت، قبل أن ينهار حقًا!

جلس و أجلسه قُربه، لم يستطع يوتا النظر نحو والده أو التحدث! .. و هنا عض على شفته بقسوة حين دلفت ماريّة نحو والده تُعطيه الهاتف ثم ترحل، ليُنبهها قبل مغادرتها:
" أغلقي خلفك الباب ماريّة ."

و انغلق الباب خلفها، ليستمع لصوت والده الهادئ:
" يوتا .. ما تلك الرسالة التي أرسلتها لي؟ "

و هنا انتفض يتبادل مع والده نظرة مرعوبة أدركها والده أنه أخطأ فيها بكل جدارة، لذا تنهد بغلظة يُمسك بهاتف الفتى الذي ما إن ترك يده حتى أزاح جسده بعيدًا عن والده دون القدرة على رفع نظرِه نحوه، بينما تاناكا كان يُفتش في هاتفه، هنا توقف للحظة تشنج بها ملامحه ثم أكمل رؤية الباقي بينما يتكلم بهدوء عكس ما بداخله:
" كَمّ تلك الرسائل، تقوم بوضعها في الأرشيف كي لا يراها أحد، يال الروعة عليك يا يوتا! .. بجدية أنا مذهول منك أيها الطفل! "

ارتجف يوتا و ابتلع رمقه بخوف يُبرر:
" أقسم يا أبي لقد كنت..."

_" إخرس يوتا! إخرس! "

حياة يوتا 2Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon