البارت الـحادي عشر

375 31 27
                                    


كان الهدوء يطغى على المكان بشكل مخيف ، هادئ لدرجة أنه يمكنه سماع صوت أنفاسه ! حاول فتح عيناه ولكن جفناه كانا ثقيلان كحال جسده وبعد مدة  إستطاع أن يفتح عينيه فأبصر المكان الذي هو فيه ، يكاد الظلام يكون هو المسيطر على المكان لولا ذلك الضوء الخافت مجهول المصدر الذي بالكاد يظهر معالم المكان ، حاول النهوض لكن جسده رفض الإستجابة له وما زاد سوء الأمر أن يداه مقيدتان ، نظر للمكان حوله فأدرك أنه في قبو فأغمض عيناه بألم بينما تهاجمه أطياف ذكريات ماضيه السوداوية كشريط فيلم رعب....بالنسبة له ، ربما ؟

رجل ثمل ، إمرأة مستهترة ، طفلة ميتة ، قبو مظلم ، طفل يتعرض للضرب ، حريق ، إسعاف ، جنازة ، شرطة ، شخص مُنتحر شنقاً ، مشفى الأمراض العقلية...

إنهمرت دموعه بينما يهز رأسه في محاولةٍ يائسة منه لطرد تلك الذكريات بينما يهمس بأسى : " يكفي ، يكفي ، دعوني وشأني ، هذا يكفي "

وفي مكان أخر وتحديداً قصر سوزوكي كان القلق يعم المكان بعد أن إنتشر خبر إختفاء يوتا وقد أدركوا أنه تم إختطافه بعدما تم التحقق من كاميرات المراقبة التي تبين أنه تم تعطيلها قبل الإنفجار ببعض دقائق..

على إحدى الآراك كانت يوري تجلس محتضنة أشينا المنهارة بينما بالقرب منهما كان كين واقفاً يتحدث بالهاتف مع الشرطة الذين بدأوا بالبحث عن يوتا والتحقيق حول الإنفجار ، أما كازو فقد كان يلوم نفسه لإنه ترك يوتا يغادر وحده وبجانبه ميرا وكاميليا الباكيتان وعلى بعد مسافة منهم تجلس تلك العجوز كانامي التي لا يبدو عليها القلق ابداً والتي همست بإستياء :
" إختفائه هو أفضل شيء حدث حتى الأن "

دخول تاناكا أخرج الجميع من أفكارهم وجعلهم ينتفضون واقفين بينما يسألونه إن كان قد وجد يوتا أو حتى خبر عنه لكن جوابه أحبطهم والذي كان " لا شيء بعد "عاد كل واحد لمكانه بينما عاد القلق يحتل كيانهم بعدما كان قد تلاشى للحظة عند دخول تاناكا....

دلف هيرو لغرفته وأغلق الباب بعدما سمع ما قاله عمه ، جلس أرضاً مسنداً ظهره إلى الباب فهو قد فهم ما يجري فهمس بينما عيناه قد أدمعت : " لم يكتفي بتفجير الشركة ، لقد إختطف يوتا أيضاً ، لماذا ؟ لماذا لدي أب كهذا ؟ لماذا ؟ "

أنهى كلامه تزامناً مع سقوط دموعه ، يشعر بالإختناق والقلق والإستياء من والده ومن نفسه ، هو يعرف حقيقة ما يجري لكن لا يمكنه إخبار أحد وهذا يخنقه...

في مكان أخر...

ركل الطاولة أمامه بغضب فسقط ما عليها أرضاً وتحطم بعضه ولم يكتفي بذلك بل ضرب الحائط بقبضة يده بقوة فأدمت وكاد يكررها لولا إمساك الأخر بيده يوقفه : " ماكوتو إهدأ ، الغضب لن ينفع "

نظر ماكوتو لمايكل الذي يمسك بيده وقال بغضب : " معك حق الغضب وأنا هنا لن ينفع ، يجب أن أذهب وأعثر عليه وسأصب غضبي على ذلك السافل  "

Vous avez atteint le dernier des chapitres publiés.

⏰ Dernière mise à jour : Feb 19 ⏰

Ajoutez cette histoire à votre Bibliothèque pour être informé des nouveaux chapitres !

حياة يوتا 2Où les histoires vivent. Découvrez maintenant