تخيل أن تقع في حب نفس الروح مرتين في العمر، فما بالك إن كتب لك رفقتها إلى الأبد.
ويوسف اليوم ستكتب له رفقتها إلى الأبد.
حل الصباح بطيئا خجولا على استحياء، ليترافقا إلى المسجد حيث وجد عبدالله بانتظارهم، وقد أعد التدابير اللازمة لإتمام هذا الزواج.
_عبدالله: ها قد وصل العريس، كيف حالك يا رجل، أعتقد أنك بأفضل حال.
_يوسف: السلام عليك يا أخي.
_عبدالله: أجابه ضاحكا، وعليك مثل ما ذكرت، هذا حرج وحياء.
_يوسف: حك يوسف رقبته بحرج من الموقف الذي وضعه به، دعني أعرفك بزوجة أخيك، رحمة جنيني، بالمناسبة رحمة من فلسطين.
_عبدالله: فلسطين، إنها من أرض المسرى وأولى القبلتين، السلام عليك يا زوجة أخي.
_رحمة: أجابت باقتضاب واستحياء، وعليك مثل ما ذكرت.
قد يتعجب البعض من التحول الذي يطرأ على المرء ما إن ينير الإسلام حياته، مرحلة تطور عجيبة تلك التي يصل إليها المرء من الحياء والنور، من السلام والسكينة، لكنها معجزة الإسلام التي يحدثها في القلب.
_يوسف: وهذه السيدة ماريان، والدة رحمة.
_عبدالله: أهلا وسهلا، ستأتي بعد قليل زوجتي عائشة، وستدخلكم إلى مكان تواجد النساء، بالمناسبة لقد حصل تغيير طفيف بالأمر الذي خططت له.
_يوسف: ما الأمر؟!.
_عبدالله: كما سبق وقلت لك إن لعقد النكاح عدة شروط في الإسلام، كالقبول من الطرفين، وجود الشهود وهذا ما تدبرته، وغيرها، لكن أهم شرط هو وجود الولي للزوجة وإلا فالعقد باطل.
_يوسف: هذه مشكلة، فكما أخبرتك والدها متوف ولا صله لها بأقاربها في فلسطين منذ سنين.
_عبدالله: لذا حدث التغيير الذي أخبرتك عنه، سيكتب العقد الشيخ عثمان عوضا عني، وسأكون وليها بصفتي إمام المسجد، هذا إن كنت موافقة طبعا أن أكون وليك أختي.
_يوسف: ما رأيك رحمة؟!.
_رحمة: بالطبع لا مشكلة لدي، أين سأجد أفضل من صديقك وأخيك ليكون وليا لي.
_عبدالله: حسنا على بركة الله.
جاءت عائشة لمرافقة النساء ودخلوا جميعا ليروا اللمسة اللطيفة التي قامت بها عائشة برفقة بعض النساء، حتى يدخلوا السرور لقلب رحمة ويوسف، زيّن المسجد على شرف هذا الحدث المقدس، كما أنهم وضعوا ركنا في صدر صالة المجلس مليئا بأشهى أنواع الحلويات.
بعد أن انتهى الشيخ عثمان من عقد القران، بحث يوسف عن رحمة فلم يجدها.
_عبدالله: على رسلك يا يوسف، تظن أن النساء سيجعلن الأمر يمر مرور الكرام، إن حلف النساء عجيب، حتى وإن لم تتعدى فترة التعارف لحظات، ستظنهن يعرفن بعضهن البعض منذ زمن.
YOU ARE READING
لحن شوق لا يقتله الفراق
Spiritualنعيش حياتنا يوما بعد يوم وعاما بعد عام، دون أن نرى خيط أمل يقودنا للراحة، يعاني كل منا في سبيل مختلف، وكل سبيل يؤدي لسبيل آخر يستهلك منه ما اختزن من طاقة، حتى يستنفذ نفسه في المحاولات. يخضع لاختبار وراء اختبار دون رحمة من الحياة، وكأنها تظنك تحولت ل...
