الفصل 1: القيصر!

79K 1.6K 2K
                                    

مرحبا بك في الدوامة عزيزي القارئ
تذكر دائما أن رحلتك هنا لن تكون لطيفة كما تتوقع، لا شيء لطيف هنا!
أعدك أنك ستحبني و ستكرهني في هذه الرواية
سيصدمكَ ما ستقرأ... لذا...
هل ما زلتَ مُصرًّا على متابعة القراءة؟

...............................
...........................
.......................
...................
..............
.........
......
....
...
..
.

إن كنت تظن أنك تستطيع التنبؤ بأي شيء في هذه الرواية... فأنت مخطئ!
لقد أعددتُ لكَ حبكةً شيطانية!

أنت سترمي الأوراق...
و النتيجة ستكون دائما لصالحي!
لن أكسر قلبك...
سأريكَ فقط كيف تفعل الحياة ذلك!

🃏

لشبونة-البرتغال/عام 2065

⁦❥

ـــــــــــــــــــ

«عينان سوداوان... تنظرانِ مني إلي!»

ــــــــــــــــــ

انتحى الرجل الأسمر بعنقه الطويلة قليلا عن مسار الضوء المكسور، فاستقام الشعاع و استتب نحو الجدار طابعا بقعة من الفضة، تكور رجل آخر أشقر في الزاوية بعد علقة يتأرجح بين السعال و الاستجداء محاولا رفع يد خضبتها الدماء الغزيرة، فانزلق سائل كالزئبق يشق الساعد النحيل من الرسغ حتى المرفق ببطء، أخيرا نطق صوته المبحوح:

-أر...جــوك!

خيم بعض الصمت القصير، قبل أن يقطعه الرجل الأسمر ببرود معاودا تحريك رأسه و حجب الضوء:

-حقيقةً! أولست أنت الشيــطان؟

النبرة مزعجة باردة أهلكت أعصاب الآخر، عجز عن دفع الكلمات عبر لسانه، لا يزال الزنجير حول رسغي قدميه الدقيقتين، لا تزال نظرته زائغة بسبب الحبس في الظلام لوقت طويل، و حفر الظمأ حلقه، أيام و هو يُعذَّب و يُستجوب، ربما يستحق ذلك! -لأسباب عدة، لكنه ليس «الشيطان»، إنه عالم فاشل، و مخترع كاذب، مجرد لص اختراعات طفا على السطح فجأة كطفيلي و جنى بعض المال بطرق غير مشروعة! هو نكرة... لا يجيد وضع الخيط في سنم الإبرة، فكيف بصنع سلاح مدمر!
ارتعش جسده و تهيَّب طلعة وجه منزوع الرحمة يتحرر من قيد الظلام و يقترب، تكررت كلمات التوسل في عقله دون أن يلفظها لسانه، إنه يعرف ما سيحدث الآن، و كان له ما خمن، انطلقت رصاصة من بيت النار عبر فوهة ضيقة سوداء، رصاصة متعطشة للنيل من هدف قريب، رصاصة لئيمة مزقت كتل الجلد و اللحم المتراصة حول جمجمة الأسير!
صوت الطلقة الذي تردد طويلا لم يحرك شعرة من صاحب المسدس، لمس الرجل الأسمر بأنملة الفوهة الملتهبة بإهمال، و عاد يلقي بصره الباهت إلى الجثة الهامدة، تأمل النزيف بفتور غلف كل قسماته، إنه سابع رجل يرديه قتيلا، و المعني بالأمر لم يظهر بعد، هل يجب عليه أن يوقع على شهادة موت البشرية جمعاء ليعثر على «الشيطان» اللعين، فرج بين ساقيه المديدتين و اختال برأسه غامدا مسدسه في خصره، و راقب دخول رجل أقصر منه و أشد سمارا يقول:

البحث عن شياطينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن