﴿الفصل إهداء خاص للقارئة الجميلة NataJan9﴾
قصر لازاروف (صوفيا) - بلغاريا/ عام 2065.
ـــــــــــــــــــــــــ
«لا ضيرَ من مداعبة الأفعى... حتى تصل إلى الكنز الذي تحرسه!»
ــــــــــــــــــــــــ
كانت مدينة صوفيا قد استيقظت منذ ساعات و رقصت تحت لهيب الشمس، رغم الدمار الذي لا يزال موشوما عليها، إلا أنها ظلت جميلة كما هي، اكتحلت برماد المحرقة التي أشعلها الشيطان ها هنا ذات يوم، و علق على أوتادها النساء اللاتي اغتصبهن على مرآى من العوائل، الصغير قبل الكبير كان يشاهد كيف تؤخذ عذرية امرأة أمامه دون أن يفعل شيء، الجميع رأى استئصال القلب و الكبد و الأحشاء من أجساد النساء دون أن يحركوا ساكنا، الجميع في بلغاريا و غيرها كان ضعيفا أمام وحوش الشيطان، و الجميع احتمى بالقيصر لاحقا و ترك أرضه؛ إلا آل لازاروف، لم يفرقوا بين الشيطان و سيزار، كانوا يرددون عن قناعة أنه شبل من ذلك الأسد السادي، و هكذا مكثوا فوق خرابهم راضين بما آلت إليه مدينة صوفيا!
هناك في قصر لازاروف... تصارعت ألسنُ اللهب في المدفأة بسعير متزايد، و طقطقت أكعابُ الخادمات جيئة و ذهابا و هن يجتهدن في تهيئة الغرفة الخاصة للإجتماع الطارئ، سيدهن و زعيم قصر آل لازاروف ينتظر اليوم ضيفين مهمين للغاية، و أقل خطأ من جانبهن يمكن أن ينجرَّ عنه الموت لا محالة! قالت إحداهنَّ و هي تضع اللمسات الأخيرة:
-لا أدري ما الداعي لحضور تلك الأفعى السامَّة إلى صوفيا مرة أخرى!
أردفت على تعليقها صاحبتها:
-و لا أنا أدري، من يمكن أن يفهم تلك المرأة الغامضة؟ في مطلق الأحوال ستبقى أجمل امرأة رأيتها في حياتي
تدخلت ثالثة في الحوار الثنائي متجهمة:
-إيلونا زاكاريادزي ليست بذلك الغموض، فشرورها واضحة العيان، على قدر جمالها... تنفثُ السم القاتل!
و هنا كانت الكلمة الأخيرة لرئيسة الخدم التي التقطت الحوار على عتبة الباب، إذ زجرتهن بلهجة ساخطة:
-السيدة زاكاريادزي تفضِّل القهوة مثلَّجة، و تمقت الثرثرة، عدا هذا... لا تُعمِلن عقولكن اللعينة!
تزامن تراكضُ صف الخادمات ناحية المطبخ مع هبوط الطائرة المروحية الخاصة في باحة القصر الشاسعة، انتهى رقص الأشجار الباسقة المزينة للباحة بانتهاء دوران أجنحة المروحة الكبيرة، و من الباب الذي فُتِحَ آليًّا برز جسدٌ ممشوقٌ يفيضُ ٱنوثةً و جاذبية، نزلت إيلونا الدرجتين مانحة يدها لأحدِ حُراسها الشخصيين، ترسمُ على ثغرها إبتسامة تلاعب، و تسترُ بنظاراتها الشمسية الفاخرة عينين فطنتين، و في أثرها ظهر رجل برونزي البشرة، بقامة طويلة، و بدلة و قبعة سوداوين كعينيه تماما، منح بلوتوس ذراعه المثنية لمرافقته الحسناء، و لم تفلت عيناه أي تفصيل من ثوبها الأبيض المثير، أما إيلونا فلم تكترث لنظراته، و لا لنظرات المضيف أيضا، و اعترفت لنفسها بأن سيزار فيدالغو سيظل أكثر الرجال جاذبية حتى تسقط الشمس من مكانها!
أنت تقرأ
البحث عن شياطين
Mystery / Thrillerإنها الوحيدة التي صوبت مسدسها إلى صدر الوحش و أطلقت عليه بعينيها، هي إيما شيطانة الشرق و سليلة أخطر عصابات جورجيا، و هو سيزار قيصر الغرب و يحرك نصف العالم بأصابعه، تفصلهما حدود لا تنتهي، و أسرار، و حروب دامية، لكن ماذا لو اجتمعا بين سماء رحيمة تمطر...