رحلةْ هارِبة

|16| حادثة وسر يُكشف

| بسم الله الرحمن الرحيم
صلوا على سيدنا محمد "ﷺ". |

| الحب مثل الدواء المر، تتحمل طعمه اللاذع؛ لكي تُشفى من المرض! |

اندهش الجميع من حديث جوري وذهبوا نحوها، احتضنتها همسة وكنوز لكي يهدِّئوها، بينما تحدث قاسم وهو مندهش من الحديث:

- يعني إيه أخو بدر؟ ازاي مش فاهم! وهستغرب ليه؟ ما هو وسليم زي بعض ونفس القرف.

هتفت جوري وهي تتذكر أن وبرغم حديث بدر كان باردًا إلا أنه قام بحمايتها:

- النهاردا بدر دافع عني بردو، ووقف قصاد سليم يحميني منه.

اندهش قاسم قائلًا بسخرية وضيق:
- غريبة! بدر دا بني آدم مهزق أصلًا ميلقش عليه حركات الجدعنة دي.

جميع الأعين توجهت نحوه، ليحمحم ثم استمع لحديث كنوز تشرح له:
- أبو بدر كان متجوز قبل مامته ومخلف منها سليم، بس علاقة سليم وبدر مش كويسة أو بالأصح لو يطولوا يقتلوا بعض كان زمانهم قتلوا بعض.

تعجب الجميع من الحديث ولكن لفت انتباههم حديث جوري وهي تبكي:

- أنا خايفة أوي، مش عايزة أرجعله تاني ما صدقت هربت منه.

- لأ ما أنتِ هترجعي.

طالعت جوري قاسم الذي تحدث للتو بتعجب وقلق، ليكمل حديثه:
- أنا بقالي سنة بدور ورا سليم وأبوه؛ عشان بيحطوا في المسكنات نسبة مخدرات ودا أدى إن عدد كبير يأدمن المسكنات دي، ولما يعملوا تحليل بتظهر نسبة المخدرات.

استمعت جوري لحديثه بعدم فهم، ثم قالت بتساؤل:
- أيوة وأنا إيه دخلي فكل دا؟

ابتسم قاسم ابتسامة أخافت جوري ثم هتف:
- هخليكِ ترجعي عشان ترقبيه وتجبيلي أخباره، وتعرفيلي كل حاجة عن كل الصفقات الغلط اللي بتحصل، وأكيد هتلاقي جرايم قتل فهتعرفيلي بردو، أنتِ فرصة كبيرة وهستفاد منها.

ضمت حاجبيها بعيون مدمعة، ثم قالت بصراخ وغضب:
- أنت واعي لكلامك؟ يعني إيه فرصة وهتستفاد منها؟ هو أنا لعبة؟ أو حياتي لعبة؟

انفزع قاسم من حديثها، ثم حمحم وقال بصوت هادئ:
- ما أنا هكون موجود وهحميكي يعني مش هتكوني لوحدك؛ لأني هكون براقبه وموجود حولين المكان عندك، وأنتِ تقوليله أنا هفضل أشتغل في الشركة، وطبعًا هو مش هيرفض؛ لأن هيبقى عايزك تراقبي بدر فهيخليكي تكملي شغل، وبكدا أنتِ هتراقبيه وتقوليلي المعلومات، وفي نفس الوقت شغالة مع بدر وتقوليلي عنه هو كمان، وبكدا كلنا هنستفاد.

- قصدك أنت هتستفاد.

قالتها جوري بغضب عارم، ولم تدعه يكمل بل صرخت به:
- أنا مش هعمل حاجة ومش هروح في حتة، وأنا مش شغالة عندك أنت وهو، روح شُفلك مرشدة عبيطة تسمع كلامك، أهو هتليقوا مع بعض.