١٠٩ | الأشهر الحُرُم

6 1 0
                                    

الأشهر الحرم هي أربعة :
[ رجب - ذو القعدة - ذو الحجة - محرم ]

سميت حُرُماً - لأن الله حرّم فيها القتال بين الناس؛ فلهذا قيل لها حرم، جمع حرام.

قال الله عز وجل
" إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ" [التوبة:36]

وقال تعالى
"يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ" [البقرة:217]

فدل ذلك على أنه محرم فيها القتال، وذلك من رحمة الله لعباده؛ حتى يسافروا فيها، وحتى يحجوا ويعتمروا.

الاشهر الحُرُم الثواب فيها مضاعف و الذنب مضاعف، فقد نص الله في كتابه العظيم على تحريم ظلم النفس فيها" فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ" [التوبة: 36]

وقال آخرون من المفسرين: إن هذا يرجع إلى الشهور كلها الاثني عشر، وإن الله يحذر عباده من ظلم أنفسهم في جميع الشهور، لا في الأشهر الحرم وحدها، بل في جميع الشهور، يجب على المؤمن أن يحذر ظلم نفسه بالمعاصي والسيئات والكفر بالله عز وجل، وأن يصونها من ذلك هذه الأشهر، وأن يحسن فيها الخير والعمل الصالح الذي أعظمه وأكبره توحيد الله، والإخلاص له، ولا ريب أن المعنى مراد في الأشهر كلها، ولكن في الأشهر حرم مزية وزيادة وتأكيد في هذا المقام.

ومن المؤكد المعلوم أن العمل الصالح أعظم أَجْرًا في الأشهر الحرم، وكذلك الظلم فيهن أعظم فيما سواهنّ من الشهور.

قال قتادة: «الْعَمَلُ الصَّالِحُ أَعْظَمُ أَجْرًا فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ، وَالظُّلْمُ فِيهِنَّ أَعْظَمُ مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهُنَّ، وَإِنْ كَانَ الظُّلْمُ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَظِيمًا».

كما يستحب الصيام فيها؛ لحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال:« أفضلُ الصِّيامِ بعدَ شَهرِ رمضانَ، شَهرُ اللَّهِ المحرَّمُ» «أخرجه مسلم (١١٦٣)».

إنّ العمل الصالح فيها أحبّ إلى الله جل وعلا من غيرها من الشهور، لحديث عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال:" ما مِن أيّامٍ العَمَلُ الصّالِحُ فيها أحَبُّ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ مِن هذه الأيّامِ -يَعني أيّامَ العَشرِ-. قال: قالوا: يا رَسولَ اللهِ، ولا الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ؟ قال: ولا الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ، إلّا رَجُلًا خرَجَ بِنَفْسِهِ ومالِهِ، ثم لم يَرجِعْ مِن ذلك بِشَيْءٍ "
-أخرجه أحمد في مسنده-

أبيض و أسود - [ معلومات مهمة ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن