الفصل الخامس والخمسون: خيانة الوطن

681 63 57
                                    

الفصل الخامس والخمسون




- سليمان -

الكثير من الأمور والتغيرات تحدث خلال سنتين، لا أصدق انه قبل سنتين فقط أحضر لي علاء فتى متطوعا في الوحدة التي كنت اديرها للتدخل للإسعافات واخماد الحرائق، والان هذا الفتى قائد لوحدة سرية وأنا عضو فيها.

سبحان الله.

أتذكر حيدر، كان مصرا علىّ للانضمام لوحدته، كان كل سنة تقريبا يعيد سؤالي، لكنني حينها كنت أرفض بشدة، خاصة بعدما حدث لعائلتي، كنت منخرطا في الجيش، وبعدها انتقلت للحماية المدنية، بالطبع انا راضي عن كل ما قمت به وانجازاتي وانا في ذلك العمل، لكنني بعدها رأيت لماذا كان يطلب مني حيدر الانضمام.

الشعلة التي تركها خلفه كان يحتاج لمن يرشدها، وتلك الشعلة كانت شهاب.

في غياب علاء وأثناء دراسة شهاب في المعهد الخاص، كنت أدربه بسرية تامة، أجل، أردته أن يتجاوز ديهيا وعلاء، أردته أن يكون الرقم واحد، أردته أن ينتزع مكانة حيدر في الوحدة.

كان يجب على الوحدة أن تمضي في طريق جديد، رغم دفن حيدر الا انهم يعيشون وسط طيفه، حتى عثمان لم يستطع تقبل أمر أن حيدر لن يعود، كان الأربعة يتخاذلون في تولي منصب القائد.

لماذا لم انضم حينها وأتولاه بنفسي؟ لأنني شخص أناني قد ينقاد خلف رغبته بعالم جديد.

أجل، سبب إصرار حيدر على أن أكون بصفه هو أنه لم يرغب أن أكون يوما عدوه، كل من عاش حولي أو تعامل معي في السابق عندما كنت في الجيش يعلمون خطورتي، أستطيع العمل وحدي وأستطيع العمل في فريق، وفي كلتا الحالتين أكون الفائز.

لدي روح تنافسية وتعطش للفوز وأن أكون في المقدمة، لم أحب يوما ان أكون في الخلف، أردت دائما ان أكون في الامام لأرى بوضوح.

هناك من كان يراها نرجسية، لكنني أسميها ثقة بالنفس ومهارة قيادية، كان الجميع يعرفون اسمي، حتى اللقب الذي لقبوني به تبعني لوحدة الحماية المدنية: سوبرمان.

أجل، كنت الرجل الخارق، الى ان فقدت عائلتي.

قررت بعدها تهذيب نفسي، قررت المشي في الخلف هذه المرة لأتمكن من رؤية الناس أمامي.

سمعت بأن قطيع الذئاب يتكون من عائلة كبيرة، والقائد لا يكون في مقدمة القطيع، لا، هو يكون دائما في الخلف ليتمكن من الرؤية بوضوح، سيرى من يقترب من عائلته ويتمكن من اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.

وطنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن