الفصل الاول

3.6K 49 4
                                    

كانت تركض بقلب مضطرب كالهلع المرتسم على وجهها لا تصدق ما تفعله، عقلها أكثر زهولا من أفواه الناس المنفتحة بتفاجئ فستانها زفافها الأبيض عرقلها عدت مرات وكلما تفقد امل النجاة تجد يد هاجر تساعدها على رفعه وصوت ثقة الهالع يحثهما على الإسراع،
لكنها توقفت بتفاجئ قبل أن ترتطم بذلك الذي ظهر فجأةً أمامها يطالعهم بعدم استيعاب ،
«في إيه»

مع صدوح صوت صرير إحتكاك إطارات سيارة بالأرض مما جعل رأسها يرتفع نحوها وصوت ويزن المطل من النافذة المجاورة لسائق الذي لم تستطيع رؤيته بسبب إلتفاته للجهة الأخرى يتأكد أن لا أحد سيلحقهم ،صاح يزن بتوتر يحثهم هو الآخر على الاسراع،
«معاذ وسع مش وقتك خالص» هتفت هاجر
و تقدمت الاخرى سريعاً وهي تشعر ببعض الراحة تجتاح جسدها لاطمئنانها بوصول وسيلة نجاتها
فتحت الباب الخلفي تصعد سريعاً ولكن فستانها الضخم أعاق ذلك لتسقط على وجهها داخل السيارة امتلئت عيناها بدموع عندما استمعت لصوت عمها وزوجها أو الذي كان سيصبح يصرخان بإسمها
«هاجر يلا» صاح كرم الذي يقبع خلف عجلة القيادة لتنتبه الأخرى لتجمدها كصديقتها فحاولت سريعاً حمل فستانها وهي تدخله وتدخل خلفها بينما صاح يزن
«ثقة تعالي مع معاذ، إطلع يا كرم بسرعة»
فاقت ثقة من تجمدها بعدما ظهر معاذ بوجهها بعد ما يقارب خمس سنوات لقد تغير كثيراً خصلاته البنية الفاتحة أصبحت قصيرة وعيناه الناعسة التي ترسل الدفيء بغير إرادة منه فقدت بريقها عقدت حاجبيه لم تنفك عندما لا يستوعب ما يحدث لم تتغير ملامحه اذدادت رجوله وثبات عن ذلك الطيش والعبث الذي كان يسكنه بذلك الوقت
كانت ستهم بالاعتراض ولكنهم ذهبوا
وظهر أخيرا عمها و"عريس الغفلة" كما تسميه هاجر
إدعت الثبات وهي تقف برفقته تخفي وجهها بشعرها الأسود الكاحل الذي يصل لكتفها تحثه هامسة «إتكلم في أي حاجة»
لم يكن يستوعب أي مما يحدث فلم يكن يفق من صدمة رؤية رؤى هاربة بفستان زفافها حتى ظهرت هي بهيئتها الخاطفة الأنفاس بذلك اللون السكري الذي لطالما عشقه عليها تعيده إلى نقطة الصفر مجدداً
حمحم عندما هزته برفق يتظاهر بالحديث
حتى لا ينتبهوا لهم
«بقولك يا صاحبي مشوفتش العروسة ال كانت هنا راحت فين»

تجمدت ثقة لثواني قبل أن تفق وهي تحثه بعيناه ليجيب
«عروسة لا مفيش عرايس جت هنا» أغمضت عيناها بيأس من كذبته الحمقاء فلقد نست أنه لا يستطيع الكذب،
صمت الآخر ناظراً نحوه بشك وهو يتطلع بالحذاء التي خلعته رؤى على الأغلب بمنتصف الطريق ، ثم نقل بصره بتفحص نحو ثقة فلون فستانها كلون فستان صديقتها التى وصلت صباحاً لغرفة استعداد العروس،

«عن إذنك عشان متأخرين»

سارعت بخطوتها معه ولكن صدح سؤاله مجدداً «مش أنتِ صاحبتها ال جت الصبح»
اتسعت عيناها وهي تنظر لمعاذ بإستنجاد
«إجري» الذي أمرها سريعاً
صاح الآخر عليهما وهو يلحقهم بغضب ولكنهم كانوا أسرع بالوصول لسيارته منطلقين
«أنا مش فاهم دا update سندريلا ولا إيه»
سخر معاذ وهو يزيد سرعته بعدما رأى سيارة ذلك الشاب تتبعه
نظرت له الآخرى بغضب هاتفة
«أنتَ شايف دا وقت هزار »
«أومال وقت إيه انتوا تنزلوني على مالا وشي من لندن عشان ألعب عسكر وحرامي »
صرخت ثقة بهلع عندما إصطدمتهم السيارة من الخلف
«بسرعة هنموت»
سب معاذ تحت أنفاسه وهو يتمتم لنفسه أنه كان يجب أن يضربه قبل انا يصعدان السيارة
«أربطي الحزام»صاح عندما اصطدمت السيارة مجدداً وتلك المرة ضربت ثقة رأسها
نفذت ما قاله وهي وتحاول التأقلم مع ألم رأسها الذي ينهش به
دخل معاذ بعدت شوارع حتى إستطاع الهروب منه
بالجهة الآخرى حيث العروس الهاربة
«انتَ إيه ال جابك هنا» تسائلت رؤى بفظاظة فورما بدأت تستعيد وعيها
نظر لها كرم عبر المرأة «دي المفروض شكراً ،وبعد كده انتِ ال جيتي فى عربيتي»
نظرت له بغيظ وهي تأومئ له وهي تهز رأسها مانعة دموعها ومن السقوط هاتفة بنبرة متحشرجة «صح، نزلني»
حاول كرم الثبات أمام دموعها وهو يقرر تجاهلها ولكنها صرخت به مجدداً مطالبة بالنزول
«أنزلك إذاي بالمنظر دا» هتف بنفاذ صبر
«خليه ينزلني إنتوا جايبينه يشمت فيا»
أردفت بنبرة باكية إتجاه هاجر ويزن
«يشمت فيكي إيه بس يا رؤى هو احنا هنعرف منين إنكوا هتعملوا عاملتكوا المهببة دي» تدخل يزن كاسرًا سكوته فهما هاتفاه قبل أن يهربون بنصف ساعة يخبره بضرورة حضوره بسيارة لهروب رؤى
لم يكن يستوعب أو حتى يوافق على تلك المهزلة ولكنه اضطر لمساعدتهم عندما أخبرته هاجر أنها ستذهب بكل الاحوال فإما أن يساعدهم أو أن يتصرفون بأنفسهم ، لا زال يتذكر السرور والبهجة الذي احتلوا كرم فور علمه برفض رؤى الزواج وكأن الحياة ردت إليه مُتخلي عن دور البائس
«العملة المهببة أنها تتجوزه»دافعت هاجر عنها وهي تلقي عليه نظراتها الغاضبة كخاصته
«هنروح فين»سأل كرم قاطعاً تواصلهم
«عندنا» أردفت هاجر فأملاه يزن العنوان بعدما زفر الهواء من فاهه

فتافيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن