5|| بداية مع النور

430 33 12
                                    

أنهت وضع آخر شمعة لتأمر الخدم بإطفاء الإنارة و تنظر لابنها المتحمس قائلة بحنان "إنه دورك الآن!! عليك إحضار ماتسو و أن تسبقه لهنا!!"

ركض فورا ينفذ ذلك ليصل وقتها جيرانهم فيرحلوا بهم قلقين على الفتى الذي ركض طفلهم نحوه ليوقظه بحماس شديد ...

فتح الأخير عينيه مرهقا لينظر لحماس ابن عمه و يعتدل مرهقا ليسأله "ما الأمر أخي؟!"

عانقه المعني قائلا بسعادة "بابا و ماما ينتظرانك ... إلبس و اتبعني!!" ... رمى الثياب مسرعا و قد اختار الأفضل لينزل بعدها سعيدا و غير مدرك لهلع الآخر الذي ظنهم سيتخلون عنه كما رأى في كابوسه ...

قرر الإستسلام لمصيره و نهض بخطوات منكسرة يلبس ما قُدّم له ثم يسير بحذر مراعيا ذراعه و جراحه منكسرا من لهفة ابن عمه و هو يخبره ففكر في خلده 'ظننتك تحبني كوتارو ... أنا لم أفعل له شيئا فلماذا كان سعيدا بطردي؟! ... حتى أنني هكذا بسبب رغبتي لإنقاذه'

مسح دموعه مقررا ألا يظهر انكساره ليدخل الغرفة منزعجا من الظلام في الرواق و قد صرخ حرفيا من فزعه عندما أطلق الجميع المفرقعات ليقع خائفا فيشغل عمه الإنارة و يحمله على كتفيه قائلا بحنان "عيد ميلاد سعيدا صغيري!! لقد بلغت السابعة اليوم!!"

نظر له بصدمة لينفجر بالبكاء دون توقف و هو يضربه بقوة حتى قلق و أنزله لينتبه لوجود جيرانهم فركض نحوهما قائلا بنبرة باكية "أمي أنا أكرههم!! أنا خائف من أن يكون كل هذا حلما!!"

حاولت تهدئته بيأس لكنه صدم بقطعة الحلوى التي دخلت فمه فتوقف عن البكاء مستمتعا بحلاوتها ليعبس ابن عمه قائلا "أفزعتني أيها المزعج!! لماذا تبكي هكذا!!"

جعلت كلماته المعني يفكر بينما يمسح دموعه ليجيب ببرائة "ظننت أنكم ستتخلون عني لذلك بكيت ... أ أنا لا أكرهكم!!"

عادت مشاعر الخوف من الهجر لتتملكه فكان سيبرر لكن عمه حمله من حضن المرأة و رفعه في الهواء قائلا بمرح "الآن و قد تم حل سوء الفهم بأننا سنحتفل بعيد ميلادك ... هل ستحتفل مع عمك السيء هذا؟!"

تردد الفتى و عانقه مومئا بالإيجاب ليطلقوا المفرقعات عليهم ثانية فيضحك بسعادة و يقطع الكعك مع الخمسة الذين لم يفارقوه ...

أطعمته ميرنا من الكعكة ليبتسم ببهجة و قد نسي للحظة كل ما مرة به لكنهم كانوا يتألمون لرؤيته يعيش السعادة التي حرم منها لدرجة نسيان يوم مولده ...

نظر للهدايا بسعادة كبيرة ليركض نحوهم مع ابن عمه و يفتحهم مبتهجا فيرى طقما محافظ مدرسية من المحفظة حتى المقلمة و مستلزماتها مع محفظة نقود مليئة بالأوراق المالية ليضحك و يغلقها ثم يفتح الهدية الثانية و الثالثة حتى أنهاها لينظر لهم بسعادة حقيقية و يعانق عمه بقوة شاكرا إياه على ما أعطاه من بهجة لهذا اليوم ...

بقايا روح || Remains of a soul Where stories live. Discover now