3 || لملمة شتات

2.1K 134 39
                                    

استمر الجميع في التحديق بصدمة في الطفل الباكي الذي تلقى الرصاصة في بطنه فصرخ يوشيرو بغضب
"أيها الأحمق ماتسو معهم!!"

ما ان اقترب عمه لينقذه حتى أطلق عليه الخاطف في كتفه لتزداد حدة بكائه و هو يصرخ من فرط الألم الجديد عليه تحت أنظارهم القلقة ...

أشارا لبعضهما لتطلق المرأة على النافذة و يهربا معا مستغلين خلوّ الغابة خلف القصر فركضا به بينما تعلقت أنظاره الفارغة فيهما يرمقهما بلوم متألما من جراحه ...

كان يتمسك بوعيه بصعوبة و لكنهما انزعجا من نزيفه الغزير فامسكه الرجل بعنف و رماه في حفرة عميقة أمامهم ليطلق على بطنه و يلتف راكضا ليكملوا الهرب ...

شعر الفتى بذراعه المصابة تتفتت فصرخ بقوة تزامنا مع صوت الرعد الذي دوى في المكان مغطيا على صوت بكائه اليائس فزادت دموعه مع تراشق قطرات المطر على جسده الصغير الذي لم يعرف الراحة منذ فقد عمودي حياته و نوريها ...

بقي يصرخ طلبا للنجدة بينما من الطرف الآخر كان عمه قلقا و بشدة فاستدعى فرقة شرطة أخرى صارخا بغضب
"عليكم ايجاده حالا ... لن يصمد مع نزيفه ذاك!!"

بقي الصغير ممددا غلى الأرض و بحيرة حوله ملئت بدمائه التي تراشقت عليها قطرات المطر ليبدو شكله كلوحة فنية تجسد أضحية للتعذيب ...

وصل إلى مسامعه أصوات تناديه فصرخ بضعف
"النجـ ... ـدة ... النـ.. ـجدة!!"

بقي يكررها باكيا بمرارة حتى سمعه عمه الذي لم يتردد للحظة في القفز لينقذه و يعوضه عما اقترفه بحقه ...

حمل جسده البارد المبلل ليصرخ لهم بإنزال الحبال لرفعهم و ما إن وصل السطح حتى صرخ بهلع
"حالته مزرية أحضروا النقالة و اتصلوا بالمشفى لتجهيز غرفة العمليات!!"

لف الصغير بسترته و صوت أنينه يمزقه فهو لم يعرف قيمته سوى اليوم بعد أن كاد يفقده ...

توالت الأحداث سريعا فهاهم الآن يقفون أمام غرفة العمليات و طفلهم يبكي على ابن عمه المسكين بينما والداه يتذكران تعذيبهما له بتلك القسوة و كيف لم يرحما عمره الصغير و لم يرأفا حقا بحالته الذهنية و هو يحاول تقبل أن والديه رحلا ...

راقبهما جاراهما من بعيد باستياء كبير خصوصا الأكبر الذي همس بألم
"أشعر حقا بالندم على كل ما فعلته من اجلك يو تشان!!"

بقايا روح || Remains of a soul जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें