You've built the walls around you
يخرُجُ مِن عيادتِهِ، حامِلًا هاتِفهِ ومفاتِحهِ، أنتهىَ وقتُ عملِهِ لتوِ، فمُنذِ أن غادرَ الصيدليّة بقىَ مُنشغِلًا طِوالَ الوقتَ، ولِتوهِ فقَّط تذكرَ أمرُ قِطتِهِ، فمُنذُ أنَ تركَهَا لدَى فِيلِكس لمَ يذهَبَ لرؤيتِهِا
ويالَا تِلكَ الذاكرِة الضعِيفةَ التِي يحمِلهُا، هوَ كانَ ينوَيّ المُغادرةَ حقًا، لولَا مُصادفتِهِ لفيلِكس فِي طريقِهِ يُخبرُهُ بكونُهُ وضعَهَا بِرفقتِي الصيدلَيّ
إبتسمَ إليهِ بعدَ أنَ أومىَ إليهِ، ليبتعِدُ عنهُ مُكمِلًا سيرِهِ، أجابهُ قبلَ أنَ يقُومَ بسؤالِهِ، فقّد أصبحَ يعلمُ جميعَ لغاتِ جسدهِ، ونظراتِهِ التِي تحمُل الأسئلة بداخِلهِا
"أعتقدُ بأنَنِي مُلزمٌ لِرُؤيتِهِ"
تمتمتَ بصوتٍ مُنخفِض لِيُغيرَ وجهتُهُيشعرُ بأنهُ تمادَى جِدًا بالتقرُبِ مِن الصيدلَيّ، وتِلكَ المُحَادثة التِي جرتَ بينهُم بالأمس، وهوَ لا يعلمَ إنَ كانَ الصيدليّ مُنزعِجًا مِن تِلكَ المُحادثَاتِ بينهُمَا، بدأ لهُ مُتقبِلًا إلىَ أنَ تطُولَ وتَستمِر
ولكِنهُ يرُيدُ أن تجمعُهِم علاقةٍ أعظمُ، مِن أنَ تكُنَ مِهنِية
دلفَ إلىَ داخِل صيدليةَ المشفىَ، تجُولُ عيناُهُ نحوَ الرُفوفَ المُمتلِئة بأصنافِ الادَوية، الحواسِيبَ والانظِمة التِقنِية
لا يُوجدُ سِوىَ عامِلٍ واحِدِ يقُومُ بِتنظيفِ الارضيةِ، وصيدليّ آخرَ يقبعُ فوَقَ مِقعدِهِ أمامَ الحَاسوبَ، لذَاَ توجهَهَ نحوَ غُرفةٍ الأستراحةِ الخَاصةَ بِهمَ طَارِقًا بابُهَا، قبلَ أن يقومَ بِفتحِهِ
لا يعلمُ لِمَاذا يطرُقَ البابَ إن كانَ سوفَ يقومَ بفتحِهِ فِي نِهايةِ الأمرَ
"هلَ أستطِيعُ الدُخُول؟"
يبتِسِمُ أثنَاء النظرَ إلى قِطتِه تمشِي فِي الارجَاء بعدَ أنَ عادتَ إلى هيئتِهَا السَابِقة"لقد دخلتَ بِالفعل"
أجَابهُ جُونقَان أثناءَ مسحِ قطراتِ الدموعِ فوَقَ أهدابِهِ، لِمَاذَا كانَ عليِهِ أن يأتِي الآن، فِي اللحظةِ التِي كانَ يبكِي بِهاهوَ شاكرٌ لكونَ الطَبيبَ كانَ يصبُ جلَ إهتمامِهِ نحوَ القِطة، ولمَ يلحظُهُ
تقدمَ بعدَ أن أغلقَ البابَ مِن خلفِهِ لِيحمِلُهَا بينَ يديهِ، والسيرَ نحوَ الصيدليّ القَابِعَ على المِقعد، أمَامهُ كِتبًا مَا، تبدُو بِأنهَا خاصةً بِالصيدلةَ
لا يُمكِن أنَ تسيرَ قطتِهُ فِي داخِلِ أرضياتٍ المشفىَ، ولكِنهُ لمَ يكُنَ يُريد تحذِيرهُ بينمَا هذَا اللونُ الأحمرَ يحتلُ على عينيهِ، لقدَ أبصرَ جيدًا كيَف إرتجفَ عِندمَا فتحَ البابَ