________
2يقبعُ سَانِدًا ظَهَرُه على الحَائط الخَلفّي مُخرِجًا عُبوة السَجائرُ مِن مِعطَفِه الأبيَض، مُرِيحًا جَسده خَلف الحَائِط، كمَا كَانَ يفعل الصيدليّ مِن قبل.
عِندمَا كانَ يقُف بهذِه الطريقة، مُنتظرًا حضورِه
توقفَ عن التدخِينِ مُنذُ أشهرٍ، يَعُودُ إليهِ عِندمَا يُعاودُ الارقُ بالإستِولاءِ، عِندمَا يُصبحُ لديهِ مزاجًا حادًا، كمَا يحدثُ الآن، لا يرَى سِوى الدُخَان المُتصَاعِد مِن شفتيهِ، يُعكِرُ صفوَ تمقُلِه لِلمنظَرِ أمَامَهُ
أشجارُ المشفَى الخضَرَاء، الزُهورَ المُتنوعة التي تُحيطُ الأرصُف، يتفرعُ مِنها الغُصنُ الأخضَر المدِيد، يزدهِرُ الزَهرُ الأحمَر، الوَردِيّ، والقليلُ مِنهَا كانَ الأبيضَ، الزنابقُ البيضَاء و وردُ الجوريّ
وفقَّطَ أزهَارُ الأقحُوان، كانت ما تُحِيطُ مدخلُ المَشفَى مِن كلاَ الجَانِبين
المقاعد البيضَاء فِي كُل رُكن في السَاحة الخارجية، المرضَى والاطفَال، ذلِك المريض المُصَاب فِي قدمِيه، يلتف حولُها النسيِج الأبيض بينمَا يُحاولُ السير على قدمِه الاخِرى، وتِلكَ المُمَرضةُ التِي تقومُ بِإمسَاكه
يرَى تِلك النظرة التِي تعلُو وجهِه، نظرة الإحتقَار لذَاتِه، أبصرَ هيونجِين ذَلك
إحتقارِه لذاتِه لعدم قدرتِه على السير، لكونُه أصبحَ بِحاجةٍ إلى المِساعدة ليستطيعَ السيرَ، ذلِك الشخص الذي يتذكرُهُ هيونجِين جيدًا، ويعلَمَ بِأنهُ كانَ رجلُ ذو منصِبٍ عالٍ قبلَ قُدومِه إلى المشَفى، وقبلَ إعلامهِ بإصابتِهُ بقدَمهِ اليُمنى
يرَى هذا الرجُل أنهُ مٍن الإذالِ عدمَ قُدرتِهِ على السيرَ بعدَ أن كانَ يحمِلُ منصبُ كهذا، وذلِكَ ما جعلَ هيونجِين يبتسمُ بتهكُم، هل كانَ يعتقِدُ بأن منصِبِهُ سَيقِيهِ من الإصَابة؟ أو مِن الحَاجةُ للمُساعدة؟
يعلمُ بأنهُ لمَ يكُن المنصِب ماجعلُه هكذَا، كانَ الغُرورُ الذِي يُحيطُ الإنسانَ، الكِبرياءُ والتغطرُس
اللذَانِ مَا إنَ يُصِبكُ مَرضًا مَا، ستعلمُ بِأنكَ كُنتَ لا شِيء، سِوى إنسَانينظر إلى تِلكَ المَرأة الحامِل، لقدَ أتتَ إليهِ أثناءُ عملُهُ مُرتَعِبة بِسبِب تخثُر الدماءِ لديِها، تبدُو بأنها قاربت على الوِلادَة، تسِير بِمفردِهَا دون وجُود زوجِهَا، أثنَاء إمسَاكِهَا لمعِدتِها لتستطِيعَ السَير
تنتابُهُ مشاعِرٌ عاطِفية مُؤلِمة عندَ رُؤية مَوقِف كهذا، إنهُ لمِن واجِبَاتِ الزوجُ التوَاجُدَ مع زوجتِِه في هذهِ اللحظَات، أن يُساندُها فِي لحظاتِ حُزنِهَا، فرحِهَا، تعبِها، أن تشعُرَ بتواجدُه حولِهَا دومًا