العاشر

80.8K 6.3K 3.5K
                                    


صلوا على نبي الرحمة ...

________________________

صمت عم المكان وجميع الأعين تترقب القادم، البعض يخشى ما سيحدث والبعض فقط يدفعه فضوله ..

انتبه الجميع على صالح الذي فتح المكالمة ليصل له صوت رجب وهو يردد بجدية :

" ها يا دكتور، فكرت في اللي قولتلك عليه ولا تحب تودع حبيبة القلب ؟!"

راقب صالح تحرك ميمو من مكانها جوار مختار وهي تضيق ما بين حاجبيها باهتمام شديد حتى توقفت جواره وأمامها عين صلاح ترمقهما باهتمام شديد ..

قام صلاح بكتم الصوت وهو يردد بجدية :

" أنا هرد دلوقتي، ولو سأل في تفاصيل شغلك أنت تتكلم "

هز صالح رأسه ليرى أخاه فتح الصوت وهو يتحدث محاولًا تقليد نبرته قدر الإمكان، فنبرات كلٍ منهما تختلف اختلاف طفيف، ومن الممكن تلاشيه أثناء التحدث في الهاتف ..

" أيوة فكرت، بس انا ايه يضمنلي إني لو نفذت اللي عايزينه هترجعوا حبيبتي ؟؟ "

تحدث صالح بصوت هامس وغيظ:

" مش حبيبتي "

نظر له صلاح بتحذير وهو يضرب رأسه ليصمت، ثم أكمل :

" وفرضًا رجعتوها، ايه برضو اللي يضمنلي أنكم في المستقبل مش هتغدروا بيا زي دلوقتي، أو انكم تحاولوا تجبروني على حاجة بأعمالكم دي، لأن بعد اللي عملتوه أنا مش هقدر اديكم ثقتي "

على الجانب الآخر .

رمق وسيم رجب وهو يفكر في حديث ذلك الشاب، هو محق لكنهم ليسوا في حال تسمح لهم بالتحايل والتوسل، هم هنا سيفعلون كل ما يستطيعون لإجباره على الرضوخ لهم :

" الضمان الوحيد اللي يخليك تأمنا هو أنك تكون معانا وتعمل اللي نطلبه منك، أي حركة كده او كده فاعرف أننا نعرف عنك كل حاجة وممكن المرة الجاية مش حبيبتك بس، لا امك كمان وابوك "

شهق صلاح بشكل مصطنع وقد علم في رأسه أنهم زوج من الحمقى، يحاولون اخافته بتهديدات فارغة لا أساس لها :

" أنت معندكش رحمة ولا ايه ؟! ترضى حد يهددك بامك الله يرحمها ويأذيها ؟؟"

فتح وسيم عيونه بصدمة وهو ينظر لرجب الذي كان له نفس ردة الفعل، كيف ذلك ؟! كيف ماتت والدتهم ؟! هو عندما بحث خلف ذلك الطبيب وراقبه حتى باب عمارته، علم أنه يملك والدة ووالد في إحدى القرى ووالده أيضًا يعمل عمدة لتلك البلدة...

ابتسم صالح بسمة ساخرة وهو يسمع صوت أحدهم المتوتر يقول :

" اسمع عشان نخلص من كل ده، هتعمل اللي عايزينه هنرجع ليك البنت اللي عندنا، مش هتعمل ودعها وودع اخوك كمان "

ما بين الألف وكوز الذرة (مكتملة )Where stories live. Discover now