السابع عشر

62.9K 5.4K 2.8K
                                    


صلوا على نبي الرحمة ...

__________________

تردد صدى صرخات نيرمينا في الأجواء بشكل جعل الجميع ينتفض من خيامهم برعب واولهم مختار الذي كان ينام نصف نومة بتحفز شديد وكأن حواسه تخبره أن الليلة لن تمر مرور الكرام ...

بينما في الخارج ..

سقطت نيرمينا بوجهها أعلى صخرة مدببة لتعلو صرخات متألمة وتأوهات قوية وشهقات باكية، جعلت الجميع يلتفون حولها بالكشافات، يحاولون معرفة ما حدث ومنهم رامي  :

" فيه ايه يا نيرمينا ؟! حصل ايه ؟؟ مالك ؟؟"

لكن كل ما تلقاه من نيرمينا هي صرخات بكاء تحاول النهوض بعدما تلقت ضربة قوية على جبهتها.

فجأة انطلقت قذيفة بين الجمع يدفعهم بشراسة مخيفة جانبًا حتى كاد يتسبب بالعديد والعديد من الحوادث، ومن ثم انحنى سريعًا على ركبتيه، يجذب كتف نيرمينا لأعلى يحاول رؤية ما حدث وهي فقط تستمر في البكاء بقوة والصراخ بوجع ..

رفع مختار رأسها بحسم دون أن يأبه بأي اعتراض لها، اتسعت عيونه بصدمة من تلك الدماء التي ملئت وجهها بسبب إصابتها بجرح عميق في جبهتها وهي تبكي بقوة :

" كانوا ....كانوا بيجروا ورايا، سمعت صوت ورايا وحد زقني جامد "

استدارت رأس مختار بسرعة كبيرة صوب الجميع ليراهم يحدقون بما حدث في فضول، يحاول البحث بينهم عمن يمكن أن يكون تسبب فيما حدث لها .

لكن في تلك اللحظة لم يهتم سوى لنيرمينا التي رفع جسدها ببطء وحنان، ومن ثم مال بجسده ينفض ثيابها، ثم جذبها بعيدًا عنهم ورامي يتبعهم بعدما أعطى للجميع أوامره :

" كل واحد يرجع لخيمته واللي حصل ده انا هعرف السبب فيه ومش هيعدي على خير "

أنهى حديثه يركض خلف مختار يتعجب أين ذهب بها في ذلك المكان المقفر وماذا سيفعل مع جرحها، لكن فجأة توقفت أقدامه حينما وجد نيرمينا تجلس على شاطئ البحيرة والشاب معها يميل بجسده ويحضر مياه ليغسل وجهها بلطف .

اقترب منهما ببطء ليرى أن مختار كان يخرج محرمة قطنية من جيب بنطاله يجفف بها الدماء ويضغط على الجرح، ليتنحنح جاذبًا انتباه الاثنين قبل أن يتحدث بجدية :

" اعتقد الجرح بتاعها محتاج خياطة لأنه مفتوح "

استدار له مختار يرمقه بتحفز وشر، لكن رامي لم يأبه وهو يقول بجدية :

" هروح اقول لسواق الاتوبيس يجهزه عشان ياخدنا لأقرب مستشفى هنا "

وبتلك الكلمات غادر رامي تاركًا مختار ما يزال يمسك رأس نيرمينا بيد وباليد الأخرى يضغط على الجرح ونيرمينا قد هدأ بكاؤها قليلًا ولم يتبقى منه سوى شهقات صغيرة تخرج بين الحين والآخر .

ما بين الألف وكوز الذرة (مكتملة )Where stories live. Discover now