مـن غـيـر انـتـظـار

46 1 0
                                    


تحرك خط السواد مقترباً صوبي عبر الضباب الكثيف. كنت أستطيع رؤية عيونهم العقيقية الداكنة تشتعل رغبة . . . شهوة إلى القتل.

كشرت شفاههم عن أنياب حادة رطبة . . كان بعضهم يزمجر .... وكان بعضهم يبتسم.

الطفل يصرخ خائفاً من خلفي لكني لم ألتفت لأنظر إليه، ما كنت قادرة على التفريط في شيء من تركيزي الآن . . . رغم حرصي على التأكد من سلامته.

اقتربوا أكثر من ذي قبل ... كانت أثوابهم السوداء تتمايل ببطء مع حركتهم.

رأيت أكفهم تتحول إلى مخالب بلون العظام, راحوا يتفرقون حتى يحيطوا بنا من جميع الجهات.

صرنا محاصرين سوف نموت ثم ... تغير المشهد كله فجأة مثل دفقة ضوء مفاجئة.

لكن شيئاً لم يتغير رغم ذلك ... ما زال الفولتوري يحيطون بنا مستعدين للقتل.

لم يتغير إلا كيفية ظهور الصورة أمامي فجأة .... صرت متلهفة للأمر، أردتهم أن يهجموا، تحول رعبي إلى شهوة للدم فجثمت مستعدة للوثب، ارتسمت ابتسامة على وجهي ... وخرجت زمجرة من بين أسناني الظاهرة.

استيقظت فجأة كأن صدمة أصابتني فأخرجتني من ذلك الحلم، كانت الغرفة مظلمة وكان الحر شديداً. كان العرق يبلل شعري عند صدغي وينساب حتى رقبتي تلمست الفراش فوجدته فارغاً.." إدوارد!" .

في تلك اللحظة وقعت أصابعي على شيء ناعم مسطح جامد. كانت ورقة مطوية نصفين حملتها معي وتلمست طريقي في ظلام الغرفة حتى مفتاح النور كانت الورقة معنونة من الخارج باسم السيدة كولن.

آمل ألا تستيقظي فتلاحظي غيابي, أما إذا استيقظت فأنا أقول لك إنني عائد سريعاً ذهبت إلى البر من أجل الصيد, عودي إلى النوم وسوف أكون عندك عندما تستيقظين. أحبك.

تنهدت مضى علينا الآن نحو أسبوعين في هذه الجزيرة لذلك كان يجب أن أتوقع ذهابه، لكني لم أكن أفكر في الزمن أحسست أننا موجودان خارج الزمن هنا ... موجودان على الدوام ... على أحسن ما يرام. مسحت العرق عن جبيني، شعرت أنني ما استيقظت تماماً رغم أن الساعة على منضدة الزينة كانت تشير إلى ما بعد الساعة الواحدة. عرفت أنني لن أستطيع النوم لشدة الحر والرطوبة.

إن أطفأت النور وأغمضت عيني الآن, فمن المؤكد أنني سأعود إلى رؤية تلك الأشباح السوداء في منامي.

نهضت وتجولت على غير هدى في المنزل المظلم ... ورحت أضيء الأنوار، بدا المنزل فارغاً شديد الضخامة من غير وجود إدوارد . . كان مختلفاً.

انتهت جولتي إلى المطبخ، فقررت أنني قد أكون في حاجة إلى الطعام. رحت أنقب في البراد حتى وجدت كل ما يلزم لإعداد الدجاج المقلي كان صوت أزيز الدجاج وفرقعته في المقلاة لطيفاً ... صوتاً منزلياً. خف توتري عندما ملأ الصوت صمت المطبخ.

بزوغ الفجر  ... Breaking dawnWhere stories live. Discover now