مـتـألـقـة

30 3 0
                                    


قال تشارلي متردداً وهو يضع قدماً واحدة خارج الباب :
"لا أعرف مقدار ما يجب قوله لرينيه عن هذا الأمر !... "قال هذا ثم قرقعت معدته.

أومات برأسي:
"أعرف لا أريد أن أخيفها من الأفضل أن نحميها، هذا الأمر ليس مناسباً لضعاف القلوب.

قال مبتسماً ابتسامة عوج لها شفته:
" لو كنت أعرف كيف أحميك أنت لحاولت، لكني أظن أنك لست من فئة ضعاف القلوب إطلاقاً".

ابتسمت وأنا أستنشق نفساً حارقاً جديداً عبر أسناني.
امتدت يد تشارلي إلى بطنه بذهن شارد:

"سأفكر في شيء ما. لدينا وقت كاف لمناقشة هذه الأمور... صحيح! "

قلت له مؤكدة: "صحيح"

كان هذا النهار طويلاً على نحو ما ... شديد القصر على نحو ما تأخر تشارلي عن موعد عشائه ... إن سو كليرووتر تعد الطعام من أجله ومن أجل بيلي. ستكون أمسيته معهما غريبة في هذا اليوم ... لكنه سيأكل طعاماً حقيقياً على الأقل.
كنت سعيدة لأن ثمة من يحاول حمايته من الموت جوعاً ... فهو عاجز عن الطبخ.

طيلة هذا اليوم ... جعل التوتر الدقائق تمر بطيئة.
لم يفارق التوتر تشارلي لكنه لم يكن يستعجل الذهاب أيضاً. لقد شاهد مباراتين كاملتين.
كان، لحسن الحظ، مستغرقاً في أفكاره فلم ينتبه أبداً إلى تلميحات إيميت ونكاته التي راحت تزداد بذاءة وابتعاداً عن مباراة كرة القدم مع كل تعليق أثناء المباراة وبعدها، ثم جاءت الأخبار فلم يتحرك تشارلي حتى ذكره سيث بالوقت.

"ستجعل بيلي وأمي يجوعان يا تشارلي هيا بناء سوف ترى بيلا ونيسي غداً، دعنا نذهب لنأكل"

بدا واضحاً في عيني تشارلي أنه لم يصدق ما قاله سيث تمام التصديق، لكنه سار خلفه صوب الباب. مازال الشك في عينيه عندما وقف الآن. انتهى المطر وصارت الغيوم أخف من ذي قبل، ربما تظهر الشمس لحظة المغيب. قال لي تشارلي :

"يقول جايكوب إنكم راحلون"

"ما كنت أرغب في الرحيل إن تمكنت من تجنبه هذا سبب بقائنا حتى الآن"

"يقول إنك تستطيعين البقاء بعض الوقت لكن هذا لن يكون إلا إذا كنت متماسكاً تماماً ... وإذا أبقيت فمي مغلقاً"

"نعم... لكني لا أستطيع أن أعدك بعدم الرحيل يا أبي. الأمر معقد بعض الشيء...."

"أخبريني عندما ترحلين !"

"سوف أفعل."

"لكنك ستزوريني ... إذا كان عليك الرحيل؟"

"أعدك بهذا يا أبي الآن بعد أن صرت تعرف قليلاً... أظن أن هذا صار ممكناً، سأظل قريبة منك بالقدر الذي تريده"

عض على شفته نصف ثانية ثم مال صوبي ببطء ماداً يداً حذرة.
نقلت ثقل رينيمي ... لقد نامت الآن ... إلى ذراعي اليسرى وشددت على أسناني وحبست أنفاسي ولففت ذراعي اليمنى حول وسطه الحار الطري.

بزوغ الفجر  ... Breaking dawnWhere stories live. Discover now