شـهـوة الـدم

14 1 0
                                    

جاء الفولتوري بأبهة وجلال كبيرين ... بل بنوع من الجمال.
جاؤوا ضمن تشكيل متماسك رسمي، كانوا يتحركون معاً ... لكن حركتهم ما كانت تشبه استعراضا عسكرياً. كانوا يسيرون خارجين من الأشجار في توافق زمني تام .... كانوا مثل خط داكن متصل بدا مرتفعاً عدة سنتيمترات فوق الثلج الأبيض .... هكذا كان تقدمهم ... سلساً!

كان المحيط الخارجي لذلك التشكيل رمادي اللون ... وكان اللون الرمادي یزداد دكنة مع كل صف من تلك الأجساد حتى يصير أسود فاحماً عند المركز.
كانت وجوههم ملثمة ... محجوبة، وكان الصوت الخافت المنبعث عن حركة أقدامهم شديد الانتظام ... كأنه موسيقى ... إيقاع معقد لا يعرف الاضطراب.

عند صدور إشارة لم أرها ... بل لعل ذلك كان من غير إشارة، لعله ثمرة خبرة عمرها ألف عام ... انفتح ذلك التشكيل، كانت تلك الحركة قاسية حادية الزوايا، لكن تدرج الألوان كان يوحي بحركة تفتح زهرة.
كان ذلك مثل انفتاح مروحة ... مروحة فاخرة لكنها حادة المعالم مضى أصحاب العباءات الرمادية إلى الجانبين، في حين تقدم أصحاب العباءات الداكنة فصاروا في قلب التشكيل ... كانت حركاتهم شديدة الضبط.

كان تقدمهم بطيئاً. .. من غير توقف ما كانوا مستعجلين ... ما كانوا متوترین .... ما كانوا قلقين. كان ذلك تقدم جيش لا يقهر، هكذا كان كابوسي القديم!

ما كان ينقصه إلا تلك الرغبة العارمة التي رأيتها على وجوههم في حلمي ... ما كان ينقصه إلا ابتسامة تنبئ بمتعة الانتقام، كان الفولتوري أكثر انضباطاً من أن يسمحوا لوجوههم بالتعبير عن مشاعرها .... على هذه المسافة.

لم تظهر عليهم أي دهشة ... أي انزعاج ... إزاء تلك المجموعة من مصاصي الدماء المنتظرين هنا ... مجموعة بدت فجأة عديمة التنظيم ... عديمة الاستعداد، ولم يبد عليهم ما يشير إلى دهشتهم من وجود ذلك الذئب الضخم بيننا.

لم أستطع الامتناع عن إحصاء عددهم كانوا اثنين وعشرين ... إذا أهملت شخصين نحيلين في عباءتين سوداوين ... في المؤخرة تماماً .... أظنهما الزوجتين ... كان موقعهما المحمي يوحي بأنهما غير مشتركتين في الهجوم.

كانوا أكثر عدداً كان عدد المستعدين للقتال بيننا تسعة عشر شخصاً ... وكان معنا سبعة غيرهم مستعدون لمراقبة موتنا، كانوا أكثر منا ... حتى إذا عددنا الذئاب العشرة.

راح غاريت يدمدم شيئاً غريباً لنفسه ثم أطلق ضحكة قصيرة: "إنهم قادمون ... إنهم قادمون ... "
اقترب خطوة باتجاه كيت.

همس فلاديمير لستيفان: "لقد جاؤوا فعلا!"

أجابه ستيفان هامساً :" جاءت الزوجتان أيضاً ... جاء الحرس كله، كلهم معاً، حسن أننا لم نهاجم فولتيرا ''

عند ذلك ... وكأن أعدادهم ما كانت كافية ... ظهر مزيد من مصاصي الدماء وراحوا يدخلون الفسحة من خلف الفولتوري الذي تابعوا تقدمهم البطيء. كانت وجوه هذه المجموعة الجديدة من مصاصي الدماء على عكس وجوه الفولتوري المنضبطة عديمة التعبير، كانت على وجوههم تشكيلة عجيبة من المشاعر، ظهرت عليهم الدهشة في البداية ... ثم ظهر بعض القلق عندما رأوا قوة غير متوقعة في انتظارهم. لكن هذا القلق زال سريعاً .... بعثت كثرة عددهم الثقة في نفوسهم ... كانوا آمنين في موقعهم خلف قوة الفولتوري التي تتقدم من غير توقف، عادت وجوههم إلى تعابيرها الأولية قبل أن نفاجئهم.

بزوغ الفجر  ... Breaking dawnWhere stories live. Discover now