إعلان

299 27 5
                                    

ألحان ... موسيقى... أصوات ضرب الكؤوس... تدفق النبيذ و الشامبانيا.. عزف البيانو و الكمان يطغى على المكان ...

رمت أول خطوة للأمام و بهذا شرعت تتحرك كحال الريشة في الهواء.. بخفة كالنسمات و برشاقة كالبجعة كانت تدور و تلتف حول نفسها مخلّفة وراءها عطرها الذي أصبح أقوى من رائحة النبيذ ما جعل الجميع يتخدر فقط لاستنشاقه...

بقناعها الجميل الأبيض ذاك الذي كان حديث الجميع حول ما تخفي تحته، فالليلة رفضت أن تقدم العرض بدونه، أرادت أن يكون عرضها متناسقا من ناحية الرقص و الملابس و حتى الإضاءة...

و قد كان الموضوع برمته حول الحزن الدفين...

عندما تضع قناعك أمام الناس فأنت تخفي حزنك ذاك،و كلما أخفيته كلما دُفِن بعمق في روحك...
و لعل هذا ما جعل الجمهور يتهافت للدخول إلى القاعة و الحصول على مقعد... بالإضافة إلى كون إيفا كاسل هي التي تقدم العرض الآن !

لفة حول نفسها ... طلقة نارية قبعت في المكان فجأة...
لفة ثانية...طلقة أخرى في الآن ذاته...
لفة ثالثة ...و ها قد تعالت صرخة في المكان تبعها صمت دامس ...

توقفت إيفا فجأة تُعلن عن نهاية العرض بجثوها على الأرض و لمّ أطرافها لنفسها و كأنها جنين في رحم أمه...ولم يغفل عن الجميع بقع الدماء التي أصبحت تلطخ ملابسها الناصعة البياض فجأة!

و في الآن ذاته انطفأت الأضواء لثانيتين فحسب، فبعد الثانيتين اشتعلت الأضواء و لكن إيفا لا أثر لها.

و على هذا استقام الجميع يصفق بحفاوة للعرض الذي قُدّم الآن ...

إلا أن الاعجاب لم يكتمل... فحالما انتبهوا لصوت شهقات في المكان حالما دُهِشوا و فُزعوا من المنظر الذي كان أمامهم...

ثلاث جثث معلّقة في القاعة فوقهم تتقاطر منها الدماء على المشاهدين ما جعلهم يصرخون فزعا و اشمئزازا محاولين الابتعاد قدر الإمكان عن هذا المكان ...

و انتبه الجميع لما كُتِب على الجثث، حيث ثلاث كلمات كانت كل واحدة منها على جثة و مكتوبة بالدماء

Αναπαύσου εν ειρήνη

أرقد بسلام

أسرع الجميع في التقاط الصور و الحصول على حصرية الأخبار و منهم من أسرع في الهرب و الركض برجله..فوضى عارمة قد خُلّفَت بعد عرض كان سالما و ظنوا فيه أن الطلقات كانت من ضمن العرض و لكن على عكس ذلك...كانت خارج إطار العرض!

صمتوا فجأة حين عمّ الظلام فجأة لينظروا جميعا حيث الضوء الذي أتى فجأة أين كانت راقصة الباليه إيفا كاسل تُؤدي عرضها الذي على ما يبدو سيتم الحديث عنه لأعوام!

عرض باليه تم فيه قتل ثلاث أشخاص بوحشية...

و لم يكن الضوء سوى عرض لفيديو يحوي شخصا لا يستطيع أي شخص تمييزه عما إن كان رجلا أو امرأة فما بالك بتمييزه عن عمره!

-" سيداتي ،سادتي الكرام أرجو أن العرض قد أعجبكم... تتساءلون عما حدث و كيف...
لا دخل لكم بهذا... السؤال الأهم هو... ماذا فعل هؤلاء الأشخاص كي يتم قتلهم؟

فلينظر كل شخص فيما فعل... فلا أحد سيحبّ أن يحاسبه الشبح قبل الرّب... "

وهنا شهق الجميع فجأة... إنه الشبح... أنى لهم ألا يدركوا هذا؟

و عم الظلام ليتبعه الضوء و بهذا ركض الجميع خارجا خوفا من شخص لا يمكنك حتى لمحه فكيف إن لمحك هو وأنت لا تدري؟

الشبح يعني الموت... و كم كان الموت جميلا مسالما بعيدا عنه...

الجنّيّة|𝕱𝖆𝖎𝖗𝖞 Where stories live. Discover now